23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

أعوام التغيير والقيادة الناجحة!

أعوام التغيير والقيادة الناجحة!

عندما تنبع القرارات من الجماعة الواحدة، مع وجود قائد محنك، يتفاعل مع العاملين معه، فإنه يصبح واحداً منهم، لذا تكون القيادة الناجحة منهجاً، وعملاً، ومهارة، لأن القائد الحقيقي يقود ولا ينقاد، ويكون له التأثير على الأخرين، وهذا بمجمله ما أفتقده العراقيون، في أيام التغيير التي أفرحتنا، وأتعبتنا في الوقت نفسه!
لغة جديدة بسيطة، معتدلة متسامحة حيادية حقيقية، في كل صورها وألفاظها، فيها الكلمات تفرح كثيراً، بلقاء الوطن بين أحبته، يحتضنه الشعب في لحظة بشارة عظيمة، لأن القائد يعيش معهم، وفي وسطهم، إنه ما يحتاجه العراق، قائد بألوان الفسيفساء، موشح ببياض الشمس السومرية، يجمع كل العاشقين بسفينة نوح العراق، ويبحر بعيداً عن الخوف والجوع.  
إنه منعطف تأريخي، الذي يمر به عراقنا اليوم، يحمل في طياته دراسات مستفيضة، حول القيادة الناجحة الملهمة، التي تهدف الى تقريب مكونات الشعب العراقي، الذي عاش جنباً الى جنب منذ الآف السنين، وهذا الأمر ليس له وجود في قياداتنا، التي تسنمت مناصب القيادة بعد (2003)، لذا نحن بحاجة الى قائد، لا يسمح للعراق بالعودة الى مربع الطائفية المقيتة، والسقوط في مستنقعها.
الصورة الحقيقية، للوضع السياسي في العراق، يبدو وكأنه يعيش حالتي الحب والحرب، مع البسطاء، فالتغيير كان متوقعاً منه زيادة الأفراح، لهؤلاء المشغولين بقوت عيالهم اليومي، فلا تهمهم السياسة، ومَنْ وكيف تدار، ولصالح مَنْ، المهم توجيه الحياة بعيداً عن القمع والموت، وعند ذلك تتكون علاقة الحب، بحياة الفقراء والأبرياء، أما الحرب، فهي من جعلت الناس تعيش الحزن والألم الدائم، مع دموع النساء، ونحيب الأطفال، بفقدان عزيزاً كان في يوم ما عمود خيمة لبيتهم، الذي تهدم بعد رحيله، الى عالم الخلود، عند رب عظيم.
أعوام التغيير كانت إحتفالات، تصلح لكل زمان ومكان، فلا يفهم من صبرنا وهدوءنا ضعفاً، فما لا يرضاه العراقيون، بجميع أطيافه، أن يسرق الأعداء فرحتنا ونصرنا، في سوح الوغى، بمداد أرواح شهدائنا، وهم بمجموعهم يمثلون القيادة الحقيقية، التي جلبت الإنتصار لقلوبنا المفجوعة، من فوضى الطواغيت، وسفاحي العصر الملطخة أيديهم بالدماء، حين جاءوا يلبسون لباس المذهب، والقومية، والوطنية، ليرسموا لنا عراقاً مجزءاً ومفككاً.
ختاماً: لا وحدة إلا تحت خيمة العراق، ولا قائد ناجح إلا بغيرته على شرف العراق أرضاً وشعباً، ولن يفرقنا البعث، أو الإرهاب، أو أدعياء الفتنة، عليه وجب أن يكون إحتفالنا نصراً حقيقياً، لعراق واحد موحد، لأن العراق لكل العراقيين دون إستثناء، أما ساسة الصدفة والفساد، فهم خارج مفهوم القيادة، والتأثير في الأخرين، لأنهم مجرد قادة للتآمر والتبعية لأعداء العراق، وهم ضجيج ملوث، يحاول النيل من العراق ووحدته.