18 ديسمبر، 2024 9:37 م

أعوامَنا تَمر وجروحَنا تَكبُر

أعوامَنا تَمر وجروحَنا تَكبُر

عامأ بعد عام , وتجربة تلو الاخرى , وما زلنا مغيبين عن واقعنا المتأمل عيشه , وما زال ادراكنا لتلك المسيرة ضعيفاً , لدرجة انه لا يلبي ذلك الطموح , ارواحنا تتساقط , كتساقط اوراق الخريف , احلامنا تَصعُب , فما بين ماضً مرير , وواقع مؤلم , ومستقبلاً غير معلوم , وليس واضح المعالم , نعيش يومنا بدون وعي لساعاته المعدودة , فلا نفكر في الامس وما حمل من هموم , ولا نفكر في الغد , لانه روتيناً معتاد عيشه , فسواء شئنا أم ابينا , فالقدر سيفعل فعلته ويهرب , ليتركنا في مأزق الواقع المرير.
سياسياً : السياسة بمفهومها الاصطلاحي , مجموعة الإجراءات والطرق والأساليب , الخاصة باتخاذ القرارات , من أجل تنظيم الحياة في شتّى المجتمعات البشرية , فلا أستقرار مجتمعي , بلا أستقرار سياسي , لما تلعبه من دوراً مؤثراً , سواء داخلياً في تنصيب الدولة , أو خارجياً في رسم أطر العلاقات الاقليمية والدولية وتخطيطها , أذن فهي أهم المحاور التي يستند عليها مستقبل كل بلد , فالسياسة الداخلية , يجب ان تكون ملبية لطموح المجتمع , وعلى كافة الاصعدة , الادارية والتنظيمية والخدمية , فالسياسة لا تساوي شيئا بلا مجتمع يكون ممثلاً عنها ولها , وبالعكس المجتمع بلا سياسة داخلية ترتقي بمستواه لا يمكن أن يحصل على ما يريد .
أقتصادياً : الأقتصاد مصطلح شامل , فهو يتكون من نظام أقتصادي قائم بحد ذاته على العديد من الامور المهمة , منها العمالة
والموارد الطبيعية ، والصناعة والتجارة والتوزيع، واستهلاك السلع , والخدمات , ورؤوس الاموال , يلعب الاقتصاد دوراً أخر لا يقل أهمية عن الدور السياسي , فالاقتصاد يعتبر المحرك الأساسي لكل ما يدور داخلياً من حركة فعالة ومؤثرة , وخارجياً من موقع تجاري مؤثر في أقتصاديات العالم , فمكانة كل بلد أقتصادياً يجب ان تلعب دوراً مهما , لتكون محوراً أساس في رسم المنهجية الاقتصادية , بتحديد مصادر التمويل , وطرق الاستثمار , لتوفير كل ما يحتاجه المجتمع من احتياجات , وفق موازنات مخصصة لكل مرافق الدولة .
أجتماعيا : المجتمع هو البيئة المحيطة بالفرد , وهو الاساس في تكوينه , فأما أن تكون بيئة صالحة , فتكون عامل ايجابي , ومساعدة له في تحقيق مطامحه واحلامه , وأما أن تكون العكس , فتقلص من أمكانياته , ولكن لا شك ان لها الدور المهم , في تحديد مساحة الفرد وزيادة امكانياته , لما تلعبه البيئة المحيطة من تأثير أساسي ومهم , فالبعض قد يمتلك الكثير , في مجتمع صعب ولا يتناسب من امكانياته , فيُقتل الابداع في داخله , مما يقلص من تلك الامكانيات ويحددها نحو أطر مجهولة .
أذا ما اردنا استثمار المجتمع , وتفجير طاقات الافراد , علينا ان ندرك , ان ذلك الطموح , مبني على أستقرار تلك العوامل الثلاث , فلا أستقرار بلا وضع سياسي مناسب , ولا رفاهة بلا مكانة اقتصادية مرموقة , ولا طاقات بلا مجتمع وبيئة محيطة سليمة …