23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

إعتذرت صحيفة ” نيويورك تايمز ” عن نشر كاريكاتير يصور الرئيس الامريكي ” ترامب ” أعمي، على رأسه القلنسوة اليهودية، ممسكا بطوق على شكل نجمة داود، يطوق رقبة كلب مرشد على صورة نتنياهو، لإعتبار كثيرين له إن الرسم معاد للسامية، لكنه صور الحقيقة الواضحة، وهي إن أمريكا تسير عمياء خلف إسرائيل.

على الجانب الآخر؛ وخلاف للأعراف الدوبلوماسية المتعارفة، وبإساءة واضحة لمشاعر ملايين المسلمين، تتجاوز السفارة الأمريكية في بغداد، على السيد علي الخامنائي الذي يمثل مرجعا ورمزا لملايين الشيعة في العالم، بإفتراءات وأكاذيب باطلة، أعطت تصورا واضحا، عن دور السفارة الأمريكية في العراق، وممارساتها الإعلامية التخريبة وبثها الإشاعات المغرضة والهجمات المنظمة ضد رموز المسلمين ومرجعياتهم المقدسة.

تشهد المنطقة صراعا محتدما بين محورين، أحدهما الجانب الامريكي مدعوما بدول إقليمية في مقدمتها إسرائيل، ضد المحور الآخر متمثلا بجمهورية إيران الإسلامية، وتحاول الولايات المتحدة جاهدة كسب هذا الصراع بطرق مختلفة، أهمها الحصار الإقتصادي المفروض على الجمهورية الإيرانية من طرف الولايات المتحدة، ومحاولة جر العراق بشتى الطرق في أن يكون العراق طرفا في هذا الحصار، مع إنها تعلم عدم قدرة العراق على ذلك، لكنها تحاول أن تجعل الساحة العراقية، أرضا للمعركة مع الجانب الإيراني.

على ذلك تحاول الولايات المتحدة أن تكون حملتها الإعلامية والسياسية والإقتصادية، منطلقة من الإراضي العراقية لإعتبارات كثيرة، منها محاولة العراق أن يكون بعيدا عن الصراع الدائر في المنطقة وان لا يكون في أي طرف من محاوره، والعلاقات المتينة التي تربط العراق حكومة وشعبا مع الجمهورية الإسلامية، إضافة الى حجم التبادل التجاري الكبير بين العراق وإيران الذي يؤرق الولايات المتحدة، وتحاول ان توجد الأسباب والأعذار لمهاجمته وإجهاضه، حتى لوكان على حساب مصلحة العراق وشعبه.

حرص العراق على حياديته وعدم أنجراره الى سياسية المحاور، لايعني سكوته عن التجاوزات التي تصدر من أرضه تجاه هذا الطرف او ذاك، وعلى الجميع ان يدرك هذه الحقيقة، وإن الحرب الاعلامية الامريكية ضد ايران لا ينبغي ان تتجاوز الخطوط الحمر وتسيئ الى المرجعيات الدينية، رغم ان الجميع يدرك ان السفارة الامريكية لديها جيوش من الاعلاميين والمدونين، لا عمل لهم سوى ضرب ثوابت وقيم المجتمع العراقي ورموزه الإسلامية، التي أفشلت الكثير من المخططات الاسرائيلية، ووقفت بوجه المشروع الامريكي – العربي الذي جلب الدمار والخراب الى الامة.

مجرد رسمة كاركاتير لقادة سياسيين، أعتبرت مخالفة لحرية التعبير التي يتشدق بها الغرب، فليس منطقيا أن يرى المسلمون إعتداء صارخا على رموزهم ومقدساتهم، دون أن تكون هناك ردة فعل ، ربما يدفع ثمنها ترامب الأعمى وكلبه المرشد ” نتن ياهو “.