مقال منشور من أربعة سنوات
عندما ينزح الحجاج من مزدلفة في فجر العاشر من ذي الحجة أو أول أيام التشريق لكي يتوجهوا الى رمي الجمرات (الشيطان) بالأحجار، وهذا هو أول عمل من أعمال الحج في هذا اليوم (العاشر من ذي الحجة) ، وكم لهذا العمل من دلالات عظيمة تنعكس في حياتنا اليومية ، نرمي الشيطان ( الجمرات) بالأحجار لأنه يبعدنا عن عبادة الرحمان ويقربنا الى الشرك بالأوثان ويحرم اليتيم من كفالة المحسنين ، ويبعد الأخوان ويقطع الأرحام ، ويجعل الصغير لا يحترم الكبير، ويُرَغّب الأنسان على فعل الأثام ، ويجعله لا يقول الصدق ولسانه لاينطق إلا بالكذب وللوعود يخالف ولمساعدة الناس يمانع وللفقراء لا يساعد ، ولكل الآثام فاعل وعلى المنكرات مداوم وللخيرات يكره كل فاعل وللشر يعشق كل ناشر ، وهذه بعض أفعال الشيطان التي يقوم بها بدون مقابل بل النار مثواه بدون مجادل ، وترميه الملايين من الحجاج بالأحجار في كل عام حتى يقتربوا من الجنة والرضوان ، ومن ضمن الحجاج كان أعضاء البرلمان يرمون الشيطان , فصرخ بوجههم الملعون لماذا ترموني يارفاق ألم تصبحوا أساتذتي بالأفعال ، وقد تركتم العراق وشعبه يصرخ من الأهوال ، فوعودكم أخلفتومها ورميتموها في الأزبال ، والفقراء لايلقون لقمة العيش وبطونكم من حقوقهم قد نزلت متران ، والخدمات قد أنعدمت والكهرباء قد ولى من زمان ، والشوارع لايمكن السير بها لأنها مخازن المياه ، والرشوة في المؤسسات قد أفرغت الجيوب وأتخمت حسابات المرتشين بالدولار، والفساد قد أهلك العمران ونخرالبلد في الأعماق ، والمشاريع معطلة لأن القوانيين لم تشرع في البرلمان ، والبلد بتقسيمه تهددون لكي تفوزوا ببعض المجون ، والقتل يكثر في كل يوم لأنكم توفرون الحماية للأرهاب ولا تكترثون بالمقتول ، والشباب قد ضاع عمره من التفتيش عن لقمة العيش وأقاربكم لايعملون من كثرت المدخول ، قد ضيعتم مستقبل العراق من كثرت خصامكم ولهفكم وراء الأنا والذات , الأرامل تزداد في كل يوم ويلحقها الأيتام ، والعزاب قد اضربوا عن الزواج لأنهم لايملكون الأمهار، بأفعالكم قد نشرتم كل الشر ومنعتم الخيرات ، وجعلتم الناس يدوخون بلقمة العيش ويبتعدون عن المعبود , فماذا تفترقون عني بالأفعال فكلانا قد نشر الأثم وشجع الناس على ألأثام ، لم يعطني الناس أجراً ولكن فضلهم عليكم لايستهان ، فرددتم جميلهم بكل عمل سئ ومهان ، فأنتم أسؤ مني لأنكم رددتم الجميل بالنكران ، فلا ترموني بأحجاركم وأرموا أنفسكم بها مرتان .