حتى وقت قريب كنت أشك أن تكون دائرة البعثات والعلاقات الثقافية متابع جيد لجميع ما تتناوله مواقع التواصل الإجتماعي من معلومات ومقالات تكشف الفساد والفاسدين ومحاولات هدر المال العام التي يقوم بها موظفيها في الدوائر الثققافية وإجراءاتها التعسفية تجاه الطلبة ، ولكن ردها على ما نشر وتناوله الطلبة من كتاب من المفترض أن يكون قد صدر من الدائرة الثقافية في موسكو برقم 2392 في 24/07/2015 حول الزمالات الدراسية الروسية المقدمة من الحكومة الروسية للعام 2015 / 2016 .. وعلى ما يبدو فإن دائرة البعثات سكتت دهرا ،، إلا إنها للأسف نطقت كفرا .. نحن الجميع نعمل عللى كشف الفساد المفسدين كائن من كان .. وأي كان موقعه ، لأن زمن السكوت على هؤلاء قد ولى ، وإن العراقيين قد نزعوا عقدة الخوف من صدورهم ، وها هم تتقدم صدورهم لمواجهة الرصاص سواء في البصرة وبابل وبغداد والمحافظات الاخرى من أجل احقاق الحق ، فالامام علي ( ع ) يقول ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) .
إن تكذيب دائرة البعثات ينم عن إرتباك كبير وخوف من كشف المستور حول هذه المنح المقدمة من قبل الحكومة الروسية للطلبة العراقيين ، ويقوم المستشار الثقافي و دائرة البعثات بضياعها بمزاجية ودم بارد او لآغراض سبق وأن أشرنا لها في مقالات سابقة ، من أن هناك أيادي خفية تعمل على تعطيل التعاون الثقافي بالدرجة الأساس بين روسيا والعراق بشتى السبل ، خدمة لأغراض هم أعرف بها .. والدليل أنه لم يسبق أن رفضت الحكومة العراقية هذه الزمالات منذ عام 1958 وحتى يومنا رغم كل الظروف التي مرت بها ، وقد شكلت هذه المبادرة ( من قبل المستشار الثقافي ومدير البعثات ) برفض هذه الزمالات بادرة لم يسبق لها مثيل ، وحرمان ما يقارب 300 طالب من الإستفادة من هذه الزمالات ، ومن ثم المماطلة في إرسال ملفات المرشحين لهذه الزمالات الى الجانب الروسي الذي حرص كل الحرص على أن يستفاد الطلبة العراقيين ومنح دائرة البعثات فترة أضافية على أن تصل ملفاتهم حتى موعد الخامس عشر من أب الجاري ، إلا إن دائرة البعثات حتى كتابة هذه السطور لم تعلن عن هذه الزمالات ولم ترسل الملفات ،، والأكثر من هذا وذاك ومن مبدأ ( حرم لا تاكل ) فإن المستشار الثقافي رفض طلبا من دائرة البعثات بشأن إمكانية قيام الطلبة بتقديم ملفاتهم مباشرة الى الدائرة الثقافية في موسكو عبر بريد الكتروني خاص لهذا الغرض إختصارا للوقت والجهد والإجراءات الروتيينية !! وبذلك ضيع فرصة مهمة على ابناءنا الطلبة للإستفادة من هذه المقاعد .
جواب دائرة البعثات على ما تم تداوله من كتاب ( تزعم الدائرة الثقافية ) بأنه مزور ، وبهذه السرعة يؤكد صحة الكتاب من مبدأ ( نفي الخبر هو تأكيد له ) هكذا تعملنا في أصول الصحافة مالم يقدم ما هو مناقض لمحتواه ، وبما أن دائرة البعثات لم تقدم ما يثبت بأن الجانب الروسي هو من رفض المرشحين حسب ما ورد في الكتاب ( المزور ا) المزعوم وإنه لا يد لهم في ضياعها ، فإنه تأكيد على أن دائرة البعثات والدائرة الثقافية شريكة في جريمة ضياع مستقبل 300 طالب كان يمكن لهم الإستفادة من هذه المقاعد وتغيير مجرى حياتهم العلمية والعملية كل وحسب أختصاصه ، وإنه على ما يبدو أن مؤامرة ضياع هذه المقاعد من قبلكما قد كشفها موظف في دائرتكم له علاقة مع أحد الطلبة المتضريين ( والله أعلم ) لأنه لا أحد له مصلحة في تزوير مثل هكذا كتاب ، لأن ما تقومون به واضح ومكشوف ، تارة تقلصون عدد الجامعات الروسية المعترف بها فهل يعقل أن دولة بحجم روسيا وفي العاصمة موسكو لا تعترفون سوى بجامعة واحدة للموسيقى وأخرى لنفس الأختصاص في سانكت بطررسبورغ !!! في وقت توجد في العاصمة وحدها أكثر من 200 جامعة معترف بها دوليا تتمتع بمكانتها العلمية الرصينة والكفاءة العالية في الإختصاصات العلمية الطبية والهندسية والنووية ، ويدرس فيها طلبة من الدول التي تتفاخرون بأن جامعاتها أكثر رصانة مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها !!! في وقت أن هذه اللجنة والمستشار الثقافي في موسكو لاتوجد لديهم اي تصور عن هذه الجامعات ومكانتها العلمية وأختصاصاتها ولايعرفون حتى مواقعها الالكترونية ولا حتى اللغة الروسية ، فهل يعقل أن مثل هكذا لجنة يمكنها أن تقييم هذه الجامعات ؟؟ !! وتارة ترفضون المنح الدراسية المقدمة ومن ثم تعودون تتوسلون لاعادتها ومن ثم تماطلون في الإعلان عنها وإرسال ملفات المرشحين رغم استجابة الجانب الروسي لطلبكم وعلى الرغم من أن موعد التقديم قد أنتهى منذ شهر ايار الماضي وقدمت جميع الدول المشمولة بهذه الزمالات مرشحيها ، لكنه ( اي الجانب الروسي ) راعا في المقام الاول العلاقات التاريخية الطويلة التي تربط البلدين والمصالح المشتركة بينهما بالاضافة الى مراعاته لأوضاع الطلبة والظروف التي يمر بها العراق !!.
لذلك فإن جوابكم المعلق على موقعكم الرسمي لا يمت للحقيقة بصلة لأن قضيتكم باتت مكشوفة ومفضوحة للجميع وأنكم اصبحتم تستمتعون وترقصون عللى عذابات الطلبة ومراجعاتهم لكم ، ووقوفهم لساعات طويلة في استعلاماتكم في إنتظار مكرمتكم بالاعلان عن هذه الزمالات ، في الوقت الذي يجب أن تكونوا حريصين كل الحرص وأكثر من الجانب الروسي على الإستفادة القصوى من هذه المنحة ، ليس في صالح العلاقات بين البلدين فحسب ، وإنما إحتراما للجانب الروسي الذي كان أكرم منكم وأكثر تفهما ، ولمصلحة الطلبة الذين يتمنون الآن وفي ظل الظروف التي يعيشونها ، أي فرصة تخرجهم من وضعهم وتحقق آمالهم .
فلا داعي لممارسة التضليل والكذب المفضوح لأن ليس لأحد من المفسدين ( الذين اشرتم لهم في إعلانكم ) مصلحة في تزوير مثل هكذا الكتاب ، وإنهم أي ( الفاسدين ) ، هم من جاءوا و قدموا لكم شخصيا ما يثبت ما يقوم به مستشاركم الثقافي من فساد وهدر للأموال العام ( بما فيها سبح الكهرب المقدمة اليكم ) ، وبالوثائق الرسمية ، وكذلك للمفتش العام في الوزارة وأيضا مكتب معالي الوزير ، لكتكم لم تحركوا ساكنا ، ولم تنتفضوا مثلما إنتفضتم الان ، لأنكم تعلمون قبل غيركم بأن الكتاب صحيح مئة بالمئة ولكنكم تريدون تدارك الأمر والتغطية على هذه الجريمة الي راح ضحيتها ما يقارب 300 طالب
عراقي وضياع مستقبلهم ، على الرغم من ان الدولة لم تكن تتحمل اية تبعات مالية جراء قبولهم !! وعلى فكرة نود أن نعلم السيد مدير دائرة البعثات إن أول ( سبحة كهرب والحصان والطائر ) التي قدمت إليكم من مستشاركم الهمام كانت من الفاسدين المزعومين وأدرجت أقيامها على انها قرطاسية وتصليح سيارات الملحقية !!! فذكر إن نفعت الذكرى .