23 ديسمبر، 2024 3:03 م

أعراب قرن الشيطان الحقير

أعراب قرن الشيطان الحقير

الظلم مؤذِنُ بخرابِ العمران… هكذا قالها صريحة مدوية إبن خلدون, فما أصعب أن تكون مظلوما وما أسهل أن تكون ظالما, وما أقسى أن تكون جلادا عن أن تكون ضحية, فلا ذنب أكبر من ذنبك وأنت تتدافع لحجز مكانك في الصف الاول للصلاة في المسجد متناسيا دناءتك وخيانتك لما تبقى من ضميرك الميت!!.
لن ينفعك ذرف الدموع وتظاهرك بالخشوع والخنوع مع كل حديث تنصت اليه و فيه عبرة لنبي أو ولي, ولن تشفع لك كل آيات القران الكريم التي تتلوها, وأنت تهادن الباطل وتنبطح أمام أهله, ولن يفيدك تصدقّك بعشرة ألاف دينار من راتبك كل شهرمراءاةً, وأنت تجاهر بها متفاخرا, متبجحا, أنك تصدقت وصرت من المتصدقين, فلم تعد صدقة السِرتلك التي تُطفأ غضب الرب, ولكونك نافقت وجبنت وخدعت فقد حجزت واديا لك وحدكَ في جهنم, ولن تُعمٍر طويلا في بيتك الجديد الذي بنيته في دنياك, وستتحول حبال التلفيق والكذب التي نسجتها من خيالك إرضاء لأحقادك وخنوعا لصاحب نعمتك الى أفاعي وثعابين تلتف حول عنقك لتعصرك بكل قوة فتخالف أضلاعك وتطحن عظامك وتُخرج امعاءك من فمك. حينما ستوافيك المنية لن تنكسف الشمس ولن ينخسف القمرحزنا على رحيلك, فموتك سيكون مجرد رقم يسقط من حساب سكان الارض, ومع لحظات الموت ستنازع كثيرا, ولن تخرج روحك بسلاسة وستتعذب حتى طلوع أخر أنفاسك, وستتوسل بعزرائيل وتقبل حذاءه كما قبلتَ من قبل أحذية كثيرة في حياتك الوضيعة, أن يقبض روحك ليريحك من سكراته وألامهِ, وحينما يضعوك بقبرك وحيدا إلا من العقارب والافاعي, سيحضر عند رأسك ملَكان أسودان أزرقان اصواتهما كالرعد القاصف وأعينهما كالبرق الخاطف هما, منكر ونكير, سيسألونك عن دينك و شهادتك, ستقول لهما, أنني كنت مسلما وشهدت بالوحدانية, لكنهم سيصرخون بك, لكنك كتمت شهادة الحق, وشهدت بالزور طمعا بمصلحة أو خوفا من رئيس فأضعت الحق وطمست الحقيقة وأعنت الباطل ونصرت أهله, فصرت شيطانا ناطقا مع مرتبة الشرف. حينما تخبرهما أنك لم تسرق أحدا في الدنيا, سيحسبان لك بالتفصيل عدد الأيام والساعات والدقائق والثواني التي سرقتها من وظيفتك ولم تؤد حق الله فيها.
عندما تصرح لهما أنك سجدت في صلاتك كثيرا, سيقولان لك, ولكنك ركعت وسجدتَ أيضا لشهواتك واطماعك وأهواءك, ولهثت وراء مصالحك ومكاسبك بغير وجه حق . عندما تخبرهم أنك لم تتنازل عن دينك, سيضحكون من كلامك كثيرا, ثم يضربوك على رأسك ليذكروكَ بأنك تنازلت عن ثوابتك ومبادئك وبعتها بثمن بخس دراهم معدودة, ففزت بكرسيك في الدنيا وخسرت مقعدك من ألاخرة. حينما تخبرهم أنك أكملت فروضك وحججت الى بيت الله, فلن ينكروا عليك ذلك, لكنهم سيأخذون بتلابيبك وينهرونك بقوة صائحين بوجهك: لكنك لم تحج الى قلوب الفقراء والمساكين, ولم تنظر بعين الرحمة الى من يحتاجها, وخاصمت العدالة وتقربت الى الظلم, فظلمت نفسك وظلمت الناس واوهمت نفسك أنك في الطريق الصحيح بينما أنت غرقت في بحرمن الظُلمات . حينما يأتي الناس الى قبرك, سيجدون بقربه الغربان وهي تبني اعشاشها من شعرك المتعفرالنخر, وسيتحول جسدك الى مرتع للذباب والدود, وستتجمع عند بقايا جمجمتك قطعان إبن أوى وحفنةُ من الضباع وثلة من الخنازيريتذاكرون حيلك وألاعيبك لعلَهّم يصبحون مثلك أو حتى يشبهونك, حينها ستدرك أن ادائك لفروض العبادة, وتظاهرك بالورع والنسُك, التي نجحتَ بخداع الناس فيهم , لكنك لم تدرك أنك لم تستطع خداع الله فيها, لآن ألله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور!!.