23 ديسمبر، 2024 9:03 ص

أعداء العراق؛ أصدقاء الحكومة رغماً عنها!؟

أعداء العراق؛ أصدقاء الحكومة رغماً عنها!؟

{ومِنْ نَكَدِ الدُّنيا على الحُرِّ أن يَرَى ** عَدُوّاً لَهُ ما مِنْ صَدَاقَتِهِ بُــدّ}
مرت على العراق ولا زالت تمرُّعليه؛  نكبات وكوارث وعقبات لا تحصى ولا مجال لوصفها لما فيها من أحداث ومشاهد مؤلمة جارحة دفع الشعب العراقي قائمة حسابها من دمه ولحمه وحتى عظمه!؟ ولم يبخل بأبنائه ورجاله ونسائه؛ آباء مفجوعين وأمهات ثكالى؛ وأبناء يتامى؛ شهداء ومجروحين؛ مقعدين ومفقودين بالجملة ولا يكاد يسلم من هذه الكوارث والمآسي بيت في العراق إلا مَنْ رحم ربي!؟
 
وكما جرى ويجري فإن الشعب العراقي لم يتوانى من تلبية كل دعوات نصرة الوطن ودعم الحكومات على اختلافها!!؟ في مقارعتها لقوى الشر والعدوان التي تكفلت بها دول الجوار التي تدعى ظلما وجهلا بالصديقة منها وحتى الشقيقة! فكانت تلك الدول تسعى إلى خلق المشاكل للعراق وشعبه وتنفذ جداول التآمر والمخططات المعادية لنا والتي تستلمها من قادة العدوان العالمي المعروفة على الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال الحقيقيين؛ إلا أن تلك الدول الشريرة لا يروق لها تلك المفاهيم وتسعى إلى تزييفها ووضع المثبطات في طريقها لئلا يسود الرخاء والاستقرار والتقدم الاقتصادي والزراعي والتطور الاجتماعي لأن هذه المسارات إذا أتيح لها المضي في تطبيقها سوف تؤثر على نمو وتقدم وتطور تلك الدول الاستعمارية الاستغلالية والرأسمالية منها خاصة؛ فالمعادلة تكون كالتالي: إن قوة اقتصادهم على ضعف اقتصادنا؛ وإن حرياتهم تقوم على حساب اضطهادنا؛ وإن صحتهم على مرضنا؛ وإن ديمقراطياتهم على علىتها تقوم على تسليط الديكتاتوريات على شعوبنا وهكذا في جميع المجالات الحيوية للشعوب الناهضة النامية!؟ ولم ولن تصدق وتخلص!! هذه الدول معنا إلا في مجال خلق المشاكل في بلداننا والعمل على التفرقة والفتنة الطائفية والقومية وتجنيد العملاء والخونة وضعاف النفوس والأغبياء للقيام بهذه المهام القذرة.
 
تركيا: إضافة إلى حقدها التاريخي على العراق فهي تطمع في جزء من أراضية وتسعى إلى ضمها أو استغلالها بشكل أو بآخر؛ وتركيا قامت بدور قذر بتسهيل مرور الإرهابيين الدوليين وتزويدهم بالسلاح وتحت قيادة أتراك بزي الإرهابيين وهذا أمرٌ واضح لكل ذي عقل نَيِّر! إضافة إلى تفاهمها مع قادة الكورد الحاقدين على حكومات العراق وشعبه وهؤلاء أيضاً جزء من المشكلة, ومع ذلك فإن حكومتنا وبعض مسؤوليها يسعون كالشحاذين لكسب رضى “أردوغان” وحكومته ويقومون بزيارات لاستجداء “العطف”! وتقديم كل التسهيلات لشركاتهم ومرور شاحناتهم المحملة بالبضائع التركية لتجد لها تجار وأسواق في العراق وكلما “تملقت” حكوماتنا للأتراك والأكراد كلما زادوا في استغلالهم لوضع الحكومات العراقية الضعيفة والتي لا تعرف كيف تخرج من هذه الأزمات والأوضاع الخطيرة.
 
سوريا: في حينها أيضاً أدخلت الإرهابيين إلينا في بداية الأمر وكنا نتعاطف معها ونقدم لها التسهيلات بدون العمل بمبدأ المعاملة بالمثل!! كباقي دول خلق الله!! حتى انقلب الأمر على سوريا ودفعت ثمن عدائها للعراق؛ وقد رد العراق جميل بعض مواقف الحكومة السورية تجاه اللاجئين العراقيين لديها  في عهد عصابة المافيا الصدامية باستقبال اللاجئين السورية وتقديم المساعدات الضرورية حتى اجتاح العراق الإرهابيون من الأراضي السورية ودارت الدوائر على بلدينا ولا زلنا ندافع عن سوريا رغم كل تلك المواقف الماضية!
 
الأردن: كل الشعب الأردني وقطاع واسع من حكومته يقف وفي مناسبات كثيرة ضد العراق ويضطهد العراقيين “سنة كانوا أم شيعة” لا فرق لديهم!! وتتمركز في الأردن مجاميع الإرهابيين من العراقيين وغيرهم ويسهل تمريرهم لقتل الشعب العراقي والقيام بالتفجيرات والمفخخات وحكومتنا تسعى لكسب ود حكومة الأردن وتزودها بما تحتاجه من النفط وبأسعار منخفضة وتتوسل لتمرير أنبوب النفط إلى ميناء العقبة وقطعا ستكون لإسرائيل حصة فيه لأن الأردن هو محمية إسرائيلية, وتتدفق تجارتهم وبضاعتهم في عشرات الشاحنات إضافة إلى الفواكه والخضروات التي يمكن تعويضها من السوق العراقية التي توفر الكثير منها كما ونوعا! كما ويتسرب من الحدود الأردنية كلما يحتاجه الإرهابيين من معدات وعجلات ومؤن وأسلحة وأحياناً تدخل طائرات سمتية غريبة! لنقل الجرحى وبعض القتلى من قيادات “داعش” إلى الأردن أو إلى إسرائيل!؟
أما موقف ملك الأردن فهو في الظاهر يدعي مساندة العراق وشعبه ولكنه في الباطن لا يزال يحمل أو يرث الحقد وطلب الثأر من الشعب العراقي حيث يحمله مسؤولية الإطاحة بالملك فيصل في العراق وقتله وإزاحة عائلته من العراق! فهو يسعى إلى تدمير العراق أرضا وشعبا بالإضافة إلى احتلال الأردن لأجزاء من أرض العراق. ونرى حكومتنا تخطب ود الأردن على أساس أنه جار عربي مسلم!! ولكن الحقيقة ليس كذلك.. بل الضعف والخوف!؟
 
المملكة العربية السعودية: حدث ولا حرج في موقفها المعادي للعراق وشعبه؛ فهناك فتاوى الحاقدين الجهلة في التحريض على قتل الشيعة في العراق والفتاوى بهدر دم من يشهد الشهادتين؛ وإرسال الإرهابيين من الشباب السعودي المغرر بهم!! ونسبتهم خمسين بالمئة من القتلة المغفلين وتزويد الخونة المتمردين من العراقيين في المناطق الغربية المتاخمة لحدود السعودية بكافة ما يلزمهم من العربات والسلاح والمال وفتح الحدود لهم بالدخول والخروج عند الحاجة!! وبالمقابل نجد حكومتنا تسعى محمومة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارة لهم في بغداد بفضل سعي أسوأ وزير خارجية عراقي! والذي أطلق الوصف المعروف عن “حكومة الملائكة” في العراق الذي أصبح مصدر ضحك وسخرية من دبلوماسيي العالم والشعب العراقي حيث لا يوجد هكذا وصف أو مصطلح لأي حكومة في العالم ولا علاقة للملائكة بالحكومات وكما هو معروف فإن كل الحكومات تتكون من عتاة “الشياطين” وإلا فهي فاشلة!!؟
 
الكويت: أما الكويت والكويتيين فهم لا زالوا يكنون لنا الحقد والكراهية وينتهزون أي فرصة لإنزال الضرر بالعراقيين وربما في المستقبل القريب سوف يستخدمون في اعتداء على العراق كما هو حال مملكة العملاء في السعودية نيابة عن أميركا وإسرائيل؛ لأنهم يعتقدون بغبائهم المعهود وتخلفهم بأن الشعب العراقي كله مسؤول عن الكارثة التي أنزلها ربيبهم وحامي بوابتهم الشرقية المهزوم “صدام حسين” وحرسه الجمهوري لكنهم ولجبنهم لا يعترفون بهذه الحقيقة ويضمرون حقدهم على الشعب العراقي كله وقد قاموا بالاعتداءات المشهورة عندما دخل كثير من الكويتيين الحاقدين المتطرفين مع أسيادهم الأميركان عند احتلال العراق وقتلوا ونهبوا وسلبوا كل ما يستطيعون عليه؛ فهم أخطر من الدواعش على العراقيين وينتظرون الوقت المناسب أو أي وقت للقيام بالعدوان على العراق في الوقت الذي نرى حكومتنا تسعى إلى تحسين العلاقات معهم بكل وسيلة ولكن بدون فائدة فسيبقون أعداء لنا ونحن لهم بالمرصاد بعيدا عن الحكومة والفاسدين فيها!!؟
 
إيران: بإختصار ونظرا للأجواء المتوترة والخطيرة التي تهدد مستقبل العراق وشعبه وسط تلك الدول المعادية والطامعة في العراق والبعيدة عن المثل والأخلاق الإسلامية أو العربية فهي الأمل الوحيد والعمق الإستراتيجي للعراق ويمكن أن تسهم في تقدم العراق اقتصاديا وبناء بنيته التحتية بأفضل الطرق وأصدقها وتكون العلاقات بيننا على أساس المنافع والمصالح المتبادلة سيما وإن إيران تقع على حدودنا من الشمال إلى الجنوب ولا يمكن التخلي عنها أو هي تتخلى عن العراق المسلم الجار؛ كما أن وقفة إيران في محنتنا مع “الدواعش” كان لها الأثر الحاسم في المعارك الدائرة؛ ويجب أن تبقى علاقتنا مع إيران على أحسن وجه والسعي لتسهيل كل أمور التواصل والتعاون معها وليخسأ الخاسئون!!؟
 
وأخيراً.. على الحكومة ومسؤوليها أن يعيدوا ويراجعوا موقفهم من تلك الدول والحكومات التي تسعى للضرر بالعراق الذي يسعى إلى التعاون معها وكسب رضاها ولكن بدون فائدة لأن المخطط المرسوم للمنطقة وللعراق خاصة قد طبعته أميركا وإسرائيل ووزعت نسخ منه إلى تركيا والأردن والسعودية والكويت ليقوم كل بدوره رغماً عنها وبدون اعتراض لأنهم عبيد وعملاء حتى الموت!!؟
 
إن الخلاص من هذا الوضع المرير الخطير وعدم السماح لإدامته كما يرغب الطامعون في العراق؛ فإن توجه السيد “حيدر العبادي” إلى “روسيا” ومن ثم “إيران” وبعد ذلك إلى “الصين”؛ سوف تعتبر ضربة حاسمة لمخططات أميركا وإسرائيل وعملائها في المنطقة وسوف توقفها في مكانها وتضطر إلى إعادة النظر في علاقتها مع العراق على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة المبنية على العدل والإنصاف؛ ولا حل غير ذلك من إنقاذ العراق وشعبه من الدمار وهدر دماء أبناءه واستنزاف موارده ولمدة “ثلاثين سنة” كما صرح أعداء العراق الأميركان وصفق لهم المرتزقة والعملاء.
 
من هنا نقول إن الاتجاه نحو الأصدقاء لطلب المساعدة والدعم أشرف من التوسل بالأعداء وطلب العون المشروط والمهين منهم! ولا خوف ولا حزن!؟ فقد طلب النبي محمد (ص) نصرة ملك الحبشة ضد أعداء الإسلام وشيعة أهل البيت فلبى طلبه ودعم وفده وكان ذلك الموقف من العوامل الحاسمة في ثبات الإسلام وانتصاره.
  
{ومِنْ نَكَدِ الدُّنيا على الحُرِّ أن يَرَى ** عَدُوّاً لَهُ ما مِنْ صَدَاقَتِهِ بُــدّ}
 
 ولكن نقول: لا لتلك الصداقة؛ وهناك أصدقاء لا يعرفون العداوة!
 
شد الرحال “أبو الكرار” واقصد ** شعوباً تستجيب ولا تَرُدُّ
إذا وجد الصديق وكان عونا ** فأسرع بالذهاب ولا تَعُدُ!ُ
نواياه الوضوح بكل أمر ** ولا يغدر بصاحبه المُجِدُّ