23 ديسمبر، 2024 2:28 م

أعتزال الصدر ينبأ بكارثة ستحل بالعراق

أعتزال الصدر ينبأ بكارثة ستحل بالعراق

أن أعتزال السيد مقتدى الصدر و ما عكسه الأن و سيعكسه مستقبلاً من تداعيات على الساحة السياسية و الهالة السوداء التي طوقت المشهد السياسي برمته لا نستطيع أن نجزم بتأويل موقف السيد الصدر أو تأويله باتجاه واحد و ذلك لتحمل الموقف أكثر من وجه نظر و لكن ما هو أقرب للواقع و نظراً للصراعات الدولية و الأقليمية و أرتباطها الوثيق نستطيع أن نقول بأن السيد الصدر أعتزاله هو موقف أستباقي وردة فعل أستباقية لما سيحدث في العراق و بالتالي في المنطقة . فالعراق اليوم هو ساحة لصراعات الدول العظمى و حلفائها في المنطقة و الموقف في العراق هو حلقة من ضمن مجموعة حلقات تشكل سلسلة لأحداث مرتبطة أرتباطاً وثيقاً . المالكي الذي توافق عليه الأمريكان من جهة و الأيرانيين و بالتالي الروس في ما سبق من جهة أخرى  . يطمح الى ولاية ثالثة مدعومة أيرانياً روسياً . الموقف السوري و تغير التكتيك الغربي الأمريكي حياله و وعودهم بالتسليح النوعي للمعارضة و الذي يثير حفيظة الروس و الأيرانيين و محاولة لي الذراع الروسي من قبل الأمريكان في أوكرانيا و ما نشاهده من تصعيد لأعمال المعارضة الأوكرانية  و الدعم الأمريكي لهم و توريط الأميركان للمالكي بحرب خاسرة في الأنبار وصل صدى رفضها اليوم الى البرلمان الأوربي . شكلت هذه المواقف ردة فعل روسية أيرانية مما دعاها الى دعم المالكي لولاية ثالثة أو الأبقاء على نفس الدعم السابق كمناورة روسية أيرانية دون التردد في عدم التفكير بخيار أخر و ما سينتج عنها في حال نجاح المالكي بالفوز بولايته بأي طريقة كانت من تأزم في المشهد السياسي و بالتالي أزمات متوالية و على جميع الأصعدة سياسياً و أجتماعياً و أقتصادياً و خدمياً ستفتك بالواقع العراقي . فقد يكون السيد الصدر أدرك أو  بُلّغ  بل  ضغط عليه من الأيرانيين للقبول و دعم الولاية الثالثة التي يرفضها رفضاً قاطعاً و للأستفادة من الأصوات التي ستتشتت من أتباع التيار الصدري بشكل عام . و السيد الصدر و هو الذي ينادي بمحاربة الفساد و المفسدين و الذي لطالما كان يمثل الند اللدود لدولة القانون و ممارسات قادته و الفاضح لصفقاتهم المليارية  . و طبقاً لقول الرسول صلى الله عليه و سلم رحم الله أمرء جب الغيبة عن نفسه و أيضاً رحم الله أمرء عرف قدر نفسه و حفظاً لماء الوجه و سمعت ال الصدر و عدم المسائلة مستقبلاً أو التدخل بما سيحدث قرر الأعتزال سياسياً لأنه يعلم تماماً بأنه غير قادر على التغيير بل حتى المواجهة في المرحلة المقبلة لعدة أسباب منها و أهمها الضغوط الأيرانية و فساد كابينته السياسية و الوزارية و التي عصفت بالتيار مؤخراً و إلا أذا كان سبب أعتزاله كونه متخوفاً من فساد بعض أتباعه من وزراء أو نواب فالبراء منهم و ( گصگوصة ) كافية لبيان الموقف  . هذا بالأضافة للموقف الشرعي و التأريخي لأل الصدر و الذي  يمنعه من الأعتزال بل و يحتم عليه درأ المفاسد و أيجاد الحلول و المساهمة الفعلية في الحياة السياسية و الوقوف بوجه الفساد و المفسدين و بالتالي فأن أعتزاله يشكل خطأ تاريخي بحقه و نقطة تحسب ضده و ليس له بما تنم عن تنصل عن المسؤولية و عدم المواجهة في الوقت الذي يتطلب منه المواجهة و مهما كانت التضحيات و بأي ثمن و مهما تكن النتائج كما يرى البعض . و أذا ما صح التأويل لا سامح الله فالعراق و العراقيون مقدمون على كوارث سوف تنهال على الجميع . أتمنى من الله أن أكون مخطأ في تحليلي . سائلاً الله العلي القدير أن يجنب العراق و أهله شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن .