22 مايو، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

“أعتب على بزيبز ” أروع ملحمة تراجيدية تغنت بمأساة أهل الانبار

Facebook
Twitter
LinkedIn

ملحمة شعرية رائعة تكاد تكون قنبلة الموسم الشعرية تجدونها على هذا الرابط  http://www.ashairjanob.com/?p=6896 ، فجرها شاعر الأنبار الاصيل أحمد هندي ، عن قصة معاناة أهل الانبار،  ليس في معبر ( رفح ) عفوا  ولكن هذه المرة عند ( معبر بيزبيز ) ، يوم تدفق عشرات الالاف من اهالي الانبار بعد ان فروا في نهار أسود قاتم الظلمة من ظلمين في آن واحد : من ظلم داعش ومن ظلم بعض من سلطتهم الاقدار التعيسة ليكونوا على رأس إدارة هذه المحافظة ومن بعض شيوخها ورجال دينها، لتصل الأحوال بأهل الانبار،  أهل المضايف والكرم والدواوين وكل الفضائل اليعربية الاصيلة الى هذا المستوى من التعامل غير اللائق الذي عوملوا به يوم وصلوا ( معبر بيزبيز) ، تلك المأساة التي روعت ضمير العالم كله الا بعض ضمائر سياسي الانبار ومن كانوا على شاكلة محافظها ومجلس المحافظة، وبعض شيوخها المزيفين ومعمميها الذين أداروا ظهورهم لأهلهم وتركوهم وحدهم يواجهون أهوال المحنة، بعد ان عاثت داعش وارهابها بديارهم ومحافظتهم وحولتها الى خراب واحياء مهجورة، تبكي على احوالها حتى الطيور ، بل يبكي عليها الحجر قبل البشر!!
الشاعر أحمد هندي في ملحمته التراجيدية هذه كان يعاتب حتى كلاب الانبار ، لانها لم تعد تنبح ، كما كان المعهود عليها من قبل ، ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية ، كما يقول شاعرنا الكبير المرحوم نزار قباني لوصف احوال نكسة الخامس من حزيران وتعامل حكامنا انذاك مع شعوبهم، وكم من نكبة مرت علينا وكم من حزيرنات سوداء حلت بنا وهي تنقلنا من نكسة الى نكسة، ورؤوسنا لسنا بقادرين على رفعها، لانه حتى حروف النصب لم تعد تنصب، بعد ان تم ابطال مفعولها من المسؤولين عن ابطال العبوات الناسفة والمتفجرات ،ولأن الكثير من كتابنا وحتى صحفيينا لم يجيدوا فنون اللغة هذه الايام ، وصرنا مجرورين بحروف الجر على الدوام وليس بمقدورنا ان نعيش حالة الضم او النصب، واصبحت حالة الجر هي الوحيدة التي بقيت لغتنا العربية يتعكز عليها الكثيرون، للتعبير عن حالات البعض بعد ان نسوا لغتهم العربية ولم يعد يعرفوا الفعل من الفاعل بالرغم من ان الفاعل  هو على مقربة منا ويعيث في ديارنا خرابا وتدمير وقتلا على الهوية والطائفة والانتماء!!
قصيدة الشاعر أحمد هندي صرخة استذكار لمحنة اليمة عاشها ويعيش فصولها اهل الانبار منذ عامين، ولم يتحرك ضمير حكومتها المحلية ولا الحكومة الاتحادية ولا شيوخها الرابضين في أربيل وعمان وفنادق الدرجة الاولى في عواصم العالم!!
محنة بيزيبز قصة ضمير مات ، واراد شاعرنا العربي العراقي الاصيل ان يوقظه من سباته ويطلق صرخته المدوية.. هي ليست صرخة عتاب كما حاول ان يخفف من وقعها او من بعض ممن عاتبه عليها من المسؤولين الذين وردت اسماءهم في ملحمة القصيدة، بل هي ادانة و( رزالة ) كما يقال في الكلام الشعبي العامي ، يستحقونها عن جريمة ارتكبها بعض هؤلاء عن سبق الاصرار والترصد لانهم تركوا محافظتهم ، وبقي أهل الانبار يتجرعون كؤوس المرارة، ولا احد ينصفهم في محنة التشرد والتهجير التي واجهوها!!
أميرات الانبار ونساءها واطفالها وشيوخها رفضوا ان يقطنوا في شارع الاميرات على مقربة من مقر مجلس المحافظة والمحافظ وبعض بقايا رجالات الزمن الاغبر، الذين تحولوا من فرسان الى مرتادين للنوادي الليلية ، وربما يحيي البعض من هؤلاء  لياليهم الحمراء هنا في بغداد على وقع محنة اهلهم، بعد ان تركوهم وحدهم ، يعيشون ليال حمراء داعشية وليس على طريقة مايجري في ملاهي وعلب الليل في عاصمة الخراب هذه الايام، بحسب شخصيات مرموقة تحدثت عبر الاعلام عن قصص الملهاة في مطاعم صغيرة تحولت بفضل الدعم والرعاية لها الى واحة لفاتنات الهوى وبائعات الجسد، بعد ان خسر العراقيون كل شيء، ولم يتبق امام البعض منهن الا اجسادهن وشرقهن ليقدمنه قرابين ، علهن يكون بمقدورهن ان يواصلن مسيرة الحياة، حتى ولو على حساب بيع الشرف والضمير في سوق النخاسة بأبخس الاثمان!!
ولا أستغرب أن تطلق مسميات بعض سياسيينا من الانبار على بعض الحانات وبعض علب الليل الحمراء ، وبعض هؤلاء يؤدي في ربوعها رقصة ( الوحدة والنص ) و ( الجوبية ) مع ( الغجريات ) وتتناثر عشرات الوريقات الخضراء على رؤوسهن وبين خصورهن وعند أقدامهن ، لأن العملة العراقية لم تعد ( مستساغة ) هذه الايام بعد ان تدهورت احوالها، ويحمل البعض من هواة السياسة الجدد ومن اتباعها ( كواشر الورق الاخضر ) في سياراتهم ذات الدفع الرباعي، ليلقوا بها على من يرتدين علب الليل والنوادي الحمراء ، من تلك التي نهبوها من السحت الحرام ، ومن مخلفات الموازنات السابقة ومبالغ مشاريع الاعمار والمقاولات وهي بالمليارات ، والتي لم تبن منها ولو طابوقة واحدة على ارض الانبار، التي تحولت معالمها والكثير من احيائها وقراها الى خرائب واطلال دارسة!!
،،أعتب على بيزبيز ،، قصيدة ترتقي الى قصائد المعلقات السبع من حيث القيمة والاثر الشعري والفني والاخلاقي..أعادنا بها الشاعر احمد هندي الى زمن عنترة وعبلة وقيس وليلى وجميل وبثينة، وكل قصص العشق والبطولة العربية التي نعتصر من خلالها بقايا الضمير والألم ، عله يكون بإمكاننا ان نثأر لكرامتنا التي هدرت في سوق البورصة وعلى رصيف شوارع السياسة البائسة التي ركب موجتها البعض بحثا عن مجد زائف هنا او مكانة حتى وان كانت وضيعة، ورضي الكثيرون من بائعي الضمير أن  تكون مكانتهم هكذا!!
الشاعر أحمد هندي، يستحق ان يكون شاعر القصيدة الاول في الزمن الذي اطلق عليه ( الزمن البيزبيزي ) وهو زمن العهر والدعارة الذي مارسته الولايات المتحدة وبعض الدول الافليمية التي حركت المذهب تارة لتقتلنا بإسمه، وتارة بإسم الطائفة لتبيد كل من لاينتمي الى طائفة السياسيين الذين عدوا انفسهم ( أغلبية ) بينما الشعب العراقي تحول في نظرهم الى ( أقلية ) ، والشعب فعلا لاحول له ولا قوة، وليس بمقدوره ان يحل رجل دجاجة، وبقينا ننبش في بقايا المقابر عن قتلانا وجثث موتنا علنا نبحث عن ادانة للزمن الاغبر الذي حل علينا من احد الكواكب غير المعروفة، واحال نهاراتنا الى ليال حالكة!!
ربما كانت قصيدة أحمد هندي ، او ملحمته الشعرية مثار تمردي وحزني ورثائي وشجوني وبكائي وألمي وعتبي وكل كلمات الأسى والمرارة التي تضمنتها القصيدة الملحمة، التي راح يرددها كل اهل الانبار واطفالهم وكثيرين من اصحاب الغيرة من أهل العراق الغيارى الذين ساءهم ان يروا حال أهل الانبار على هذه الشاكلة من انحدار من نصبتهم الاقدار على رؤوسنا، ليكونوا هم الحاكمين بأمر الله على مقدراتنا، ولا هم لهم سوى جني الغجريات من حريم السلطان!!
رددوا قصيدة شاعرنا من الرمادي أحمد هندي ( أعتب على بيزبيز ) كل يوم ، بل كل لحظة، فحتى ان بكيتم على اطلال الشرف المهان وايام عزكم ومجدكم وفخاركم وتاريخكم الذي اصبح ملوثا بقاذورات السياسة فأنتم تكونوا قد ربحتم، لأنكم إن ترددونها، سيثأر لكم التاريخ والشرف العربي الرفيع، عندما ينالكم منه الأذى، ليتحول بكاءكم وثورتكم الطافحة على الظلم والقهر والعبودية والاذلال في الزمن الديمقراطي البائس الى ، ثورة ، والى إدانة  للمتخاذلين والمهزومين وممن رضي البعض منهم ان يعتاش على ( الكاولية ) و ( المطاعم والنوادي الليلية ) ليقضي بقية لياليه مع بائعات الهوى ، وترديدكم لكلمات القصيدة وموسيقاها ، يؤجج فيكم النخوة ويقظة الضمير ويعيد لكم بعض ايام العرب يوم كانوا يثورون على الظلم والاستعباد، لينطبق عليكم قول شاعرنا العربي الكبير ابو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر!!
أهل الانبار ورجالاتها ونساؤها وشبابها ياعواهر السياسة ليسوا ( داوعش ) ولا (ارهابيين) حتى يعاملوا بهذه الطريقة..والحديث عن اربعة ( افغان ) او من جنسيات اخرى عبروا بالصدفة من خلال بيزبيز، لايتحمل اهل الانبار وزرها ،  حتى ان مأساتهم تحولت الى مشكلة أخرى صارت حديث بعض العامة ووسائل الاعلام المأجورة لتردد أن اربعة دوعش تم العثور عليهم مع العابرين ، وتناسى هؤلاء مأساة أهل الانبار وفصولها المروعة وعذابات أهلها وكأن إسكانهم في بعض احياء بغداد المهجورة ( منة ) من ساسة الزمن الاغبر ، حتى شبابها الذين يتجولون في احياء بغداد وهم بعمر الزهور يتم ايقافهم الان في السيطرات لتسجيل اسمائهم ، وكأنهم نزلوا على عاصمتهم من كواكب أخرى،بدل ان يقال لهم الحمد لله على سلامتكم ، ويتم تسهيل أمرهم واكرامهم ان كانوا بحاجة فعلا الى من يخفف عنهم عبء المصاب!
شكرا لشاعرنا أحمد هندي ان أيقظ فينا حالة من ( الصحوة ) و ( وخزة الضمير ) في داخل نفوسنا ، علنا نستعيد وعينا الذي فقدناه في زمن العهر السياسي ،ويكون بمقدورنا ان نستعيد ( النخوة اليعربية ) بالرغم من ان البعض عد الانتماء الى العروبة ( تهمة ) ومن يدعو للدفاع عن الوطن المستباح ، وكأنه ( وطني )  ينبغي ان يحاكم على غرار ( كهربائنا الوطنية ) التي أصبح وجودها ( تهمة )  يهددنا بها اصحاب المولدات ورجالات الساسة الجدد الذين يؤدون ( فرائض العبادات )  ، لكنهم يشترطون علينا ان نقدم لهم ( زكاة  الخمس ) أو ان ننتمي الى ( دكاكين السياسة ) ان قبلنا بأن نبقى على قيد الحياة!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب