23 ديسمبر، 2024 9:35 ص

أطلبوا الصلح ولو في الصين؟

أطلبوا الصلح ولو في الصين؟

شهدت الخارطةالأقليمية للشرق الأوسط خلال السنوات العشر الأخيرة عدم استقرار أمني وحدوث قلاقل وتوترات متواترة إلى جانب اصطفافات وتخندقات مع هذا الطرف أو ذاك وبدأت الاحداث احيانا تأخذ منحنيات متصاعدة ومتسارعة تحولت في بعض الاحايين إلى مواجهات عسكرية مباشرة او هجمات قتالية محدودة ومحددة بين دول ذات نفوذ في الإقليم الساخن اقتصاديا وأمنيا وعسكريا ؟ واصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان تمثل جبهة و ميدان لتحركات عسكرية وتصفية حساب بين أطراف عدة اقليمية و دولية و دفعت شعوب تلك الدول ضريبة باهضة و فادحة لتلك الحروب المفروضة عليها وأدت تلك الحروب إلى حدوث دمار كبير وتخريب للبنى الفوقية والتحتية وانهيار لاقتصاديات دول عدة وارتفاع خطير للدولار مقابل العملات المحلية، وتعد تركيا وأيران والسعودية صاحبة النفوذ والمتخاصمة والمتورطة بشكل مباشر او غير مباشر في هذا الصراع أوذاك مما جعل المنطقة على صفيح ساخن لاسيما الصراع الإيراني السعودي. وقد استشعرت الدبلوماسية العراقية مبكرا خطورةو انعكاس هذا الصراع على العراق والمنطقة وانطلاقا من ذلك بذلت الحكومات العراقية المتعاقبة جهودا حثيثة لجمع خصماء الدهر على طاولة واحدة في بغداد ونجح المسعى وشهدت جولات من المفاوضات استضافتها بغداد لبحث الملفات الساخنة المختلف عليها من قبل الدولتين وتوجت المفاوضات بتوقيع اتفاق بكين للمصالحة بين أيران والسعودية برعاية القيادة الصينية بعد ان أيقنت الدولتان ان ( الصلح هو سيد الأحكام) وان أستقرار المنطقة يصب في مصلحة جميع الأطراف في ظل حروب مستعرة( ابرزها الحرب الروسية الاوكرانية) والتي تسمع مدافعها في الجوار و قد تشهد تطورات دراماتيكية لايمكن التكهن بعواقبها و مصيرها وربما تتلظى منطقة الشرق الأوسط بأتون نيرانها، لذا فأن عقد اتفاق مصالحة في هذا الوقت الراهن يستحق الجهود التي بذلت وحتى عناء المعنيين في البلدين للذهاب في رحلة شاقة للصين من أجل توقيع اتفاق المصالحة، (أطلبوا الصلح ولو في الصين).