17 أبريل، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

أطفال أمريكا وأطفال العرب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

نكست أمريكا ألاعلام لمدة أربعة أيام وأعلنت الحداد لمقتل “28” طفلا وأنظمة التبعية العربية تحشد المرتزقة وتخرج السجناء من سجونها وترسلهم للقتل في سورية ,  وتغدق بالمال والسلاح على من يقتل أطفال العراق وسورية , وأطفال فلسطين مستباح قتلهم من قبل الصهاينة ؟
نحن مع الطفولة أينما تكون نرفض أن تهمل وتهمش ونرفض أن تسبى ونرفض  تظلم ونرفض أن تقتل , ومن يهمل ويهمش ويسبي ويظلم ويقتل الطفولة ترفضه ألانسانية وتعاقبه السماء لآنه قاتل للمستقبل وقاتل للحياة ” ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا ” .
خرج علينا الرئيس ألامريكي باراك أوباما حزينا دامع العينين وهو يقول بألانجليزية :”our heart broken today  ” ومعناها بالعربية : ” اليوم أنكسر قلبنا ” وذلك عندما قام فتى وهو في حالة هستيريا لاتعرف أسبابها , فأسباب فقدان العقل كثيرة , بقتل ” 28″ طفلا من أطفال مدرسة أمريكية في مدينة صغيرة لايتجاوز سكانها ” 28 ” ألف نسمة , وقتل هذا الطفل الذي دخل المدرسة وهو يحمل مسدسين أمه ومديرة المدرسة كذلك ؟
ونحن نصدق حزن أوباما ونصدق دموعه , فالعاطفة البشرية موجودة ألا عند من قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة كما يقول القرأن الكريم وقد عرفنا هذه القساوة في قتل عبد الله الرضيع وهو طفل عطشان بين يدي والده سبط رسول الله “ص” الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , وعرفنا قساوة القلوب يوم سبي ألاطفال وسبيت النساء على يد جلاوزة يزيد بن معاوية بتنفيذ عمر بن سعد الذي كان يحلم بأمارة الكوفة وخراج سواد العراق وقال في ذلك شعرا :
أأترك ملك الري والري منيتي …..؟
حسين أبن عمي والمنايا كثيرة …….؟
وأول من شرع قتل ألاطفال سياسيا في المجتمع العربي ألاسلامي هم ألامويون حتى أصبح قتل ألاطفال عادة أموية , من يقترفها ويستسيغ ممارستها يكون أمويا بلا أدنى شك .
وتاريخيا عرف اليهود بقساوة القلوب ولذلك أستحقوا غضب السماء وأية ” صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ” – 7- سورة الفاتحة أرادت بالمغضوب عليهم هم اليهود .
وهكذا أجتمعت قساوة القلوب عند اليهود وألامويين , واليهود القساة ظهرت منهم الصهيونية الحديثة التي قتلت أطفال فلسطين , وألامويون ظهرت منهم السلالة السفيانية متمثلة بمعاوية بن أبي سفيان بن هند أكلة ألاكباد وقاتل حجر بن عدي في مرج عدرا بالشام وأبنه يزيد قاتل ألامام الحسين وأطفاله وسابي عياله من كربلاء الى الشام , ثم ظهرت السلالة المروانية وأكباشها ألاربعة بتسمية ألامام علي بن أبي طالب وهو صاحب ألاذن الواعية بتوصيف رسول الله “ص” والذي كان يقول : والله ماكذبت ” بفتح الكاف ” وما كذبت ” بضم الكاف ” .
ومن يمارس قساوة القلب تجاه الطفولة وغيرها فهو منتحل ومقلد صفة يهودية أو أموية حتما ” من أحب عمل قوم حشر معهم ” .
وأطفال العرب تقتل اليوم في كل من :-
1-   فلسطين
2-    العراق
3-    سورية
4-    البحرين
5-    اليمن
6-   لبنان
ولكن أطفال سورية اليوم هم المثال الحي الذي لايجب أن تخطئه ألافهام ولايجب أن تنسى محنتهم ألانام مثلما كانت أطفال العراق عام 2006 يقوم القتلة بذبح طفل أبن سبع سنوات وشيه في الفرن وتقديمه على صحن من الرز الى أهله ؟ جرى هذا في بغداد وفي حي العامل ؟
وأطفال سورية اليوم يقتلون وتسلخ جلودهم ويمثل بجثثهم في كل من :-
1-   جسر الشغور
2-    قرية الحولا
3-    قرية عقربا
4-   بعض أحياء حلب
5-   حي التضامن في دمشق والحجر ألاسود وداريا ودوما وحرستا والسيدة زينب والديابية من ريف دمشق
6-   باب عمرو والخالدية والحميدية وباب سباع من مدينة حمص , والقصير والرستن وتلكلخ ورمله من ريف دمشق
7-   وريف أدلب وريف دير الزور ودرعا وحماة والاذقية
والذين يقتلون ألاطفال في سورية ويذبحون الرجال كما تذبح الخراف بل أشد قسوة لم يكتفوا بذلك وأنما أغتصبوا النساء , وأغتصبوا منازل المواطنين وخربوها ودمروا الممتلكات العامة وعاثوا خرابا لم يشهد له بلد مثالا كما يحدث ألان بالشام بأسم الثورة ولا ثورة ألا في عقول ونفوس قتلة ألاطفال وبأسم الحرية والعدالة , ولا حرية لمن يرتهن للآجنبي ولا عدالة لمن يقتل الطفولة ويهجر الناس ويروع ألاطفال ويحرمهم من مدارسهم وطفولتهم البريئة ؟
ومن عجائب وغرائب منتحلي صفة المعارضة والثورة ظلما وزورا ما صرح به المدعو ” أحمد معاذ الخطيب ” الذي يقال أنه كان يوما أماما في المسجد ألاموي في دمشق على رواية من أنزلقوا مع القتل والدمار في سورية وألا نحن نعرف اليوم أماما للمسجد ألاموي هو الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وهو علم من أعلام من أعلام الفقه والفتوى ورئيس رابطة أتحاد علماء الشام , حيث طلب المدعو ” أحمد معاذ الخطيب ” والذي عينته الدوحة بموافقة السفير ألامريكي في سورية رئيسا لما يسمى بألائتلاف الوطني السوري الذي لايملك من الوطنية ألا ألاسم ومن السورية ألا الهوية , وهذا الرجل طلب بحياء وخجل من أمريكا مراجعة قرارها الذي أعتبرت فيه جبهة النصرة من المنظمات ألارهابية وأمريكا أنما فعلت ذلك ذرا للرماد في العيون وألا هي من تدعم وتمول العصابات المسلحة في سورية وهي من منعتهم في بداية ألاحداث من تسليم سلاحهم عندما أعلنت الحكومة السورية عفوا عاما وطلبت من حملة السلاح تسليم سلاحهم بدون أي عقوبات ؟
ولا ندري كيف يواجه أحمد معاذ الخطيب شعبه الذي قتل بسبب تفجيرات أنتحارية قامت بها مايسمى بجبهة النصرة وهي تنظيم وهابي ينتمي للقاعدة التي عاثت فسادا وشوهت معنى الجهاد ونصرة الدين ؟
ولا ندري كيف سيواجه أحمد معاذ الخطيب ربه وهو يعلن وقوفه العلني مع القتلة ومستبيحي دماء ألابرياء ؟ وهل يبقى لمثل هؤلاء من ضمير وخلق يؤتمنون عليه وهم يساقون مثل الخراف على أبواب ألاليزيه في فرنسا وأبواب الداون ستريت في لندن وينتظرهم الذل القادم في الوقوف أمام البيت ألابيض الذي يجمع الشتات ويجيش المرتزقة وأنظمة التبعية لتدمير سورية ؟
وأذا كانت أنظمة التبعية العربية قد ماتت ضمائرها وسقطت أخلاقها فلماذا يسكت ألاخوان المسلمون على مايحدث من ظلم أل خليفة لآهل البحرين المطالبين بحقوقهم سلما , ولماذا يسكتون عن جرائم مايسمى بالمعارضة المسلحة في سورية وهي تمارس قتل ألاطفال وأغتصاب النساء وذبح ألابرياء وتدمير الممتلكات وغالبية من يقتل ويهجر هم من أهل السنة ؟ وأنا مضطر لذكر مثل هذه المصطلحات التي لاأحبها ولا أتبناها فكريا وسياسيا .
لماذا يحتضن ألاخوان المسلمون وهم يحكمون مصر اليوم جماعات ألائتلاف الوطني السوري ويجعلون مقرهم في القاهرة وهم من بايعوا ألاجنبي وتهادنوا مع أسرائيل ومن يطلبون بألحاح التدخل ألاجنبي العسكري لتدمير سورية وسكوتهم هذا وأحتضانهم لجماعة الدوحة وأسطنبول يعني أن ألاخوان المسلمين هم من يتواطأ مع أسرائيل ضد سورية وهم من يرضون بالتدخل ألاجنبي لتدمير سورية وهو مما لايمكن تبريره عقائديا من الناحية ألاسلامية ولايمكن تبريره سياسيا تحت أي معنى وظرف طارئ كما يحلو للبعض ؟
وأذا تركنا جانب ألاخوان المسلمين وموقفهم غير المبرر تجاه تدمير سورية فأن بقية المثقفين العرب تلاحقهم المسؤولية في هذا السكوت غير المبرر لمايجري بشكل واضح ومتعمد لتدمير سورية وأرباك الوضع السياسي في العراق حتى لايصبح النمو ألاقتصادي في العراق المرشح أن يكون ألاول في العالم وسيلة لبناء العراق وتعويض مافاته من تأخر في هذا الجانب .
أن المثقفين العرب ولاسيما الذين أنساقوا وراء الحرب ألاعلامية ضد سورية وهي منطلقة من مفهوم ” حروب صامته بأدوات هادئة ” وراحوا يبررون لجماعات مسلحة عاثت فسادا وخرابا في سورية , وتبريراتهم أي أولئك الكتاب لم تكن تستند لحجج منطقية ولا لواقع ميداني ينهض بالدليل المقنع بعيدا عن التهويل والتحريف وتزييف الحقائق وأشاعة التهم ورميها جزافا مما يجعل القارئ والسامع والمشاهد في تيه وضياع وحيرة ؟
والذين أنشغلوا بالتشهير والتشنيع والتسقيط على بشار ألاسد والنظام السوري بشكل عام أنطلقوا من عقدة لازمت المثقفين العرب ولم يتخلصوا من ولاءاتهم الحزبية والفئوية والطائفية , وهذه العقدة لاتنتصر لمشروع حضاري أنساني بمقدار ما تنتصر للآنا والذات وتنسى الوطن وألانسان واللعبة الدولية التي يقف ورائها لاعبون كبار جعلوا من ألامن ألاسرائيلي هدفا مرحليا لتفتيت المنطقة العربية وقد نجحوا في ذلك ولو مؤقتا ,
وعقدة المثقفين العرب هي التي جعلتهم يستذكروا الماضي ولايدرسوا الحاضر والمستقبل , فسورية اليوم والى ماقبل الحرب الكونية عليها هي دولة غير مدانة ماليا , وهي الدولة التي تكاد تكون مكتفية بأنتاج الدواء , وهي الدولة التي ظلت قادرة على توفير رغيف الخبز رغم الحصار والمقاطعة ألاقتصادية وهي الدولة التي ظلت عملتها تقاوم العدوان والمحاصرة فتراجعت ولم تنهار , وهي الدولة التي ظل جيشها متماسك وجهازها الوظيفي متماسك رغم ألاغراءات التي قدمتها أنظمة التبعية في قطر والسعودية وذلك بأعطاء كل من ينشق على النظام السوري من قيادات الدرجة ألاولى من العسكريين والمدنيين مبلغ ” خمسة ملايين دولار للشخص الواح ؟
ومن هنا يطرح خطأ عندما يقال لم يستطع الجيش السوري حسم الصراع العسكري الميداني لصالحه ؟
ومن يردد هذه المقولة ينسى عامدا متعمدا طريقة الدعم بالمال والسلاح التي فتحت لها حدود تركيا وتركت بعض حدود لبنان مسرحا لعبور الجماعات المسلحة لاسيما تلك المدفوعة بنبرة طائفية من الكراهة والتكفير يعززها جهل مطبق بألاحكام الشرعية ومعنى الجهاد الذي قال عنه القرأن الكريم :” وجاهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شاهدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ” .
وحق الجهاد هو معرفته ومعرفة أغراضه وأهدافه ووسائله , وحق الجهاد لايكون باللحى الطويلة بدون حدود ورسول الله “ص” قد حددها وقال : مازاد على قبضة اليد فهو في النار ” ولا في الثياب القصيرة , وأن كان الرسول “ص” قد نهى عن التسربل في الثياب أي طولها بحيث تكون تتشحط في ألارض لما في ذلك من عدم نظافتها مما يلامسها من تراب ألارض ومايعلق به وما تحمله لصاحبها من زهو وغطرسة في المشي وقد نهى عمر بن الخطاب ” رض ” معاوية من أن يمشي مزهوا وضربه بعصاه حتى يكسر كبريائه ؟
وهذا الدعم الامحدود للعصابات المسلحة ضد الجيش والشعب السوري هو الذي يجعل الحرب مفتوحة على كل ألاحتمالات , وهو الذي يجعلها غير محسومة مهما كانت أمكانية الجيش الذي يواجهها , وقد أثبت الجيش العربي السوري قدرة على المواجهة وتماسكا أمام التحديات تحتاج الى دراسة وتأمل ؟
وهذا ما قامت به بعض مراكز الدراسات والبحوث في الدول الغربية ومنها أمريكا , بينما لانرى بادرة من هذا النوع من الدراسات والبحوث في العالم العربي حيث لايزال البعض يراهن على أنكسار الجيش العربي السوري وسقوط الدولة السورية وهو ماتتمناه أسرائيل وتهلل له .
والعجيب أن الذين يراهنون على عدم قدرة الجيش السوري على حسم الموقف يضعون الجيش العربي السوري في مقابل مجموعات من المرتزقة والبلطجية التي لاهدف لها سوى ألانتقام عبر التدمير والقتل على الهوية وهتك ألاعراض وأستباحة الطفولة وألامومة بالقتل والتشريد وتدمير الممتلكات حتى أصبحت المدن السورية بعض أحيائها تشبه ألاشباح , ولا أحد يسأل نفسه لماذا يحدث كل هذا لسورية ؟ وهل تستحق التغييرات الديمقراطية المزعومة كل هذا الدمار وخراب النفوس ؟
ولماذا لم تقبل دعوات النظام السوري للآصلاح وقد قام بالكثير منها ونحن كمراقبين للشأن السوري رأينا : الدعوة للحوار من قبل النظام وبمشاركة ومراقبة أطراف دولية غير متورطة بالحدث السوري , بينما رأينا وسمعنا بعض أطراف المعارضة في الخارج ترفض الحوار , مثلما رأينا وعرفنا المجموعات المسلحة ومعها المرتزقة ترفض الحوار وتطالب بأسقاط النظام بالقوة ولا شيئ عندها غير القوة والعنف ؟
وعلى التسليم بوجود أخطاء للنظام ونحن نعرفها قبل هذه المعارضات بأنها موجودة ومؤذية ولكن النظام السوري اليوم هو غير النظام السوري في السبعينات والثمانينات والتسعينات , فاليوم سورية عندها دستور جديد والمادة “8” ألغيت ولم يعد حزب البعث متفردا بالسلطة والقيادة فهناك اليوم ” 11″ حزبا في سورية ودخل بعضهم في الحكومة ومنهم نائب رئيس الحكومة ووزير المصالحة الوطنية .
وعيوب النظام السابقة لاتستحق كل هذا الدمار والتخريب لبلد مثل سورية
أن قتل وتشريد ألاطفال السوريين ومن قبلهم أطفال العراق , لم نر أمام هذا القتل بكل ماله من أوصاف الجريمة وألاجرام لم نر من يستنكر ويندد بهذا القتل من أنظمة التبعية العربية ولا من الكتاب والمثقفين بأستثناء نخبة مميزة قي كل من مصر ولبنان والعراق وسورية .
بينما رأينا أقلاما مأجورة تتشبث بالطائفية وتسعى لتأكيد التلوث الثقافي والفكري بكل أبعاده في سبيل مسخ هوية ألامة , وترجيح كفة الهبوط ألاخلاقي والترهل الروحي حتى لم تعد لهذه ألامة من حدود جيوسياسية , ولا ملامح هوية فكرية وعقائدية تستعين بالثوابت وتتمسك بالنافع من العادات والتقاليد التي لاتخلو منها أمة من ألامم الحية التي تشارك في صناعة التاريخ .
أن أطفال العرب لم يجدوا من يبكي عليهم كما بكى أوباما الرئيس ألامريكي , ولم يجدوا من يذرف عليهم الدموع رغم كل ماتعرضوا له من ظلم وحرمان وقتل وتشريد مما جعل بعض الفضائيات تستغلهم للشفقة ذات المتاجرة بسمعتهم وكرامة عوائلهم وأنتقاص سيادة وطنهم وهذا ما حدث في العراق الذي ظل صابرا وما يحدث اليوم في سورية التي تواجه حربا كونية ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب