23 ديسمبر، 2024 11:27 ص

أطفالنا والإرهاب الوراثي

أطفالنا والإرهاب الوراثي

نمت جذور الطفل في مجتمع احكم عليه ثقافة موروثة من والديه, اللذان بدورهما استمدوا تلك الثقافة من أبائهم وأجدادهم وحتى رأس الهرم الأسري,فلعلني لا أغالي أن سلوكنا إرهاب من النوع الموروث..!!هاهم أطفالنا نجد اغلب ألعابهم تثقف للعنف والقتل..!!يقابلها العاب جميلة أصبحوا لا يميلون إليها بقدرِ ما يميلوا إلى الأخير؛هذا ما نجده في سلوك الطفل حين مراقبة حركاته وسلوكياته في طبيعة الألعاب التي يمارسُها, فلنأخذ في هذا الصدد بعض الأمثلة البسيطة عن العاب الأطفال :فمثلا هناك لعبة تراثية يعرفها الجميع اسمها”الحيوو”؛واهم ما يحبذه الأطفال فيها هي “المطاردة” بتوضيح أدق “إذا مُسك بالشخص المطارَد يؤخذ من ياقته  إلى “السجن” باعتباره المُذنب؛ والسجن يكون ركن منزل أو مكان عالي يصعب الوصول إليه؛هذا السجن محميا بحارس يمنع المسجون من الإفلات إذا ما تعرض لاقتحام احد أصدقاء “السجين ألحرامي” الذي يتميز بخفته وسرعته لينقذ صديقه من السجن بلمسة !! نلاحظ في هذه اللعبة أن لا احد من الأطفال يرغب بلعب دور المطارِد ..!!اغلب اللاعبين الأطفال يحبون دور “ألحرامي المطارَد” ..وتحصل المشاجرات والسب و”الحجارة” وما إلى ذلك من الألفاظ والتصرفات السيئة!!
أما في المدرسة فسوف نواجه مثال أقوى واكبر بكثير من السابق..فجميعنا نرى المشاجرات الخارجية “أثناء خروج الأطفال حين انتهاء الدوام الرسمي..نسمع الكلمات الكبيرة والسب والتجاوز..ويذهب ما قراناه قبل قليل في فم المعلم..َ!!والمعلم هنا بدوره ذلك الإنسان التربوي الرصين..الذي لا يخلوا من العنف والإرهاب أيضا..كونه الأخر واجه ذات القصة التي نشأنا عليها؛ ففي اليوم التالي ..أول كلمة ينطقها لسانه “افتح اااايدك” او التوبيخ وهذا إرهاب بامتياز..!!فالتسقط قوانين التربية..!! ولا يشمل هذا النقد جميع التربويين بالتأكيد.أما المثال التالي فهو الأكثر جدلا وأهمية ..حين اقبل علينا  عيد الأضحى المبارك..لاحظنا فرح الأطفال وهم يقذفون بعضهم “بالصجم” والمسدسات والأسلحة الرشاشة المتطورة هذا ما أوضحه تقرير لأحد الإخوة الإعلاميين مفاده إن أكثر من 80 طفل في بغداد فقط تعرضوا لإصابات في العين نتيجة لتراشقهم “بمسدسات الصجم” “فرح إرهابي مؤلم”.
أما الصدمة الكبرى التي واجهتني وآنا أتابع الموضوع..ذلك المقطع الصوري لأطفال وجوههم على الأرض وطفل أخر يحمل المسدس المزيف..ويقوم بإطلاق النار على رؤوسهم وهم يصرخون ويضحكون..!!تقليد يشبه إلى حد كبير تلك الممارسات الوحشية التي يمارسها الإرهاب التكفيري “داعش” أو مشاهد الاكشن في الأفلام الأجنبية والمسلسلات التركية..!! فما هو مستقبل هؤلاء يا ترى؟!
إن ما أود توضيحه من الأمثلة أعلاه “أن ثقافتنا التي نحن عليها ألان هي ثقافة مطعمة بالعنف والإرهاب الطفولي؛ أثرت نسبيا بدرجات متفاوتة .. نمت بكبرنا ووصلت إلى ما نحن عليه الآن من إرهاب حديث.