يمر العراق كغيره من البلدان بالفصول السنوية, وكما يختلف طول كل فصل في اي دولة من دول العالم، فأن اطول فصل يمر على العراق هو فصل الصيف، وخاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من البلد، وتصل درجة حرارة الفصل في بعض الاحيان الى 50 درجة مئوية.
وسط هذه الظروف، يكون المواطن العراقي في بعض المناطق لا يستطيع الخروج، نظرا لشدة الحرارة، والتي تؤدي لتعطيل الدوام الرسمي في دوائر الدولة، في بعض الاحيان.
يكون دأب المواطن في هكذا فصل، التخلص من كل شيء يجذب الحرارة، مبتدأً بتغيير الملابس، وتهيئة اجهزة التبريد، منتهيا في استخدام الثلج في مياه الاستحمام، نظرا لحرارة الماء التي تسبب الامراض كالتايفوئيد، وغيرها، وعدم قدرته على تبديل المياه بأستمرار، وذلك بسبب فقدانه لعنصر مهم من عناصر احتياجاته، الا وهو الكهرباء، والتي باتت مشكلة لا تحل الا بمعجزة.
منذ سقوط النظام البائد وحتى الان، لم يضع المسؤولين حل لهذه المشكلة،
رغم تعدد الوجوه التي أمسكت بالسلطة، والوزراء في الطاقة والكهرباء، ومطالبة المواطنين المستمرة، ومظاهراتهم الابية، الا انها لم توصل ايضا للوقوف فوق رأس هرم المشكلة، حتى جاء الوزير الكفوء الاستاذ قاسم الفهداوي، ليطلعنا على المشكلة!.
بعد تقصي الحقائق، والعمل الدؤوب والمجّد، لأيام خلت، وكوادر هندسية وفنية، جابت مناطق العاصمة، بكادر من مكتب احصائي، متخصص في الجرد والتقييم؟!،
كانت النتيجة بأن هناك 12% من سكان بغداد، لم يطفئوا سخاناتهم بعد!؟،
اي ما يقارب 720 الف مواطن من سكان بغداد، او ما يقارب 120 الف عائلة، قد نسيت اطفاء كيزراتها!، والتي كانت السبب في تردي الوضع المزري للكهرباء، لكثرة الطاقة التي تصرفها هذه الاجهزة؟!.
طالب سيادته بأطفائها، وربما سيطالب بعدم استيراد الباذنجان، لان اللون الاسود يمتص الحرارة كثيرا، كما انه ككل شيء يستورد، ويكون حار الطعم في بعض الاحيان، وايضا يكون سبب في ازدياد درجات الحرارة، وتعكر الطقس.
نتوقع لو بقى في مكانه، سوف يطالب بأطفاء اجهزة التبريد في الشتاء القارص!، لانها تستهلك المال العام، وتكون سبب في برودة الجو.
منطقيا في عقولهم فأن الدفئ في الشتاء، والبرد في الصيف خاص به وبأمثاله، والاخرين لا يحق لهم التصرف، اذ هم في ظلال مبين.
المضحك المبكي ان هكذا تصريح، وعلى وسائل الاعلام، ومن شخص يتبوأ منصب رفيع المستوى في الدولة، يعكس فكر حامله، واذا كان هذا الشخص يريد الاصلاح والخدمة للوطن؟، من عدمها؟، لان المرء مخبوء تحت طي لسانه، وتعسا لهكذا طي، ولو بقى كهبل، لكان خيرا من صمت دام قرون، لينطق كفرا وخزعبلات لو اخبرتها لصبيان القوم، لراحوا يصفون ملقيها بالاحمق.
سيداتكم حدث العاقل بما لا يعقل، فان صدق فلا عقل له، انصدق درركم، ام نلصق انقطاع الكهرباء بسوء اعمالنا؟.