لم يدّخر الغرب بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة سبيلاً أو حيلةً في الأمم المتّحدة إلاّ وسعا إليهما بالطرق الرسميّة , أوّل الأمر , “الأمم المتّحدة ومجلس الأمن” , من أجل تغيير المعادلة العسكريّة على أرض سوريا باتّجاه إسقاط النظام فيها على ما يهوى الغرب على الطريقة الليبيّة وبتفويض رسمي على غرار التفويض الجوّي على ليبيا.. وعندما فشل الغرب في ذلك على مدى أكثر من عام بفضل “الفيتو” الروسي الصيني , أوّلاً , وبفضل تهديدهما “المبطّن” لكليهما المرافقة لمحاولات الغرب بقيادة أميركا التمرّد على قرارات الأمم المتّحدة كما جرى ذلك مع العراق ! الّتي يترجم الغرب هذه “الإشارات” الصادرة من الشرق ترجمة فوريّة وعلى مدار الساعة , ذلك ثانياً , وبفضل استعراض عضلاتهما ـ روسيا والصين ـ “المجهولتي المديات الحقيقة لقوّتيهما بالنسبة للغرب وللعالم” ثالثاً .. عندها لجأ الغرب بتوجيه أميركي أوروبّي مشترك , إلى مبادلة التهديدات الشرقيّة بتكتيكات غربيّة إعلاميّة مكثّفة ومتلاحقة هاجسها “نفسيّ” لمحاولة التأثير على القيادة السوريّة وعلى روسيا والصين معاً “إيران بفلسين! .. فقط واجبها التهويش والادّعاء كما استخدمت ذلك الأسلوب الادّعائي بالحرب الأميركيّة على أفغانستان وعلى العراق واليوم تستخدمها بنفس أسلوبها القديم في الأزمة السوريّة !” كانت أقوى تلك التكتيكات الغربيّة , وهي فاشلة أيضاً لغاية الآن , تعريض سوريا للاختبار وللإحراج اعتُمد فيها الأتراك ومن ورائهم الغرب إرسال طائرة تركيّة مقاتلة “أف31” ! كما تدّعي بعض التسريبات ولربّما المقصود مقاتلة “إسرائيليّة” .. ولمّا لم تفلح “التجربة” أو الاختبار وثبت العكس بوجود منظومة دفاعيّة جوّيّة سوريّة غير عاديّة , لجأت تركيا , بعد أن سبقتها بقذائف هاون , إلى الادّعاء بانّ قنابل هاون سوريّة سقطت على قراها الحدوديّة , فأعادت نفس الادّعاء الّذي سبق اختبار الطائرة وفشلت فقط نجحت بجسّ نبض القوّة السوريّة الجوّيّة ! ؛ بأنّ قنابل هاون “سوريّة المصدر” سقطت ثانيةً على قراها الحدوديّة وقتل خمسة أتراك ! .. واستمرّ الأمر هكذا “قطعاً كلّ هذه البدائل التكتيكيّة النفسيّة هي لتقوية معنويّات الجيش الحر “المعارضة السوريّة المسلّحة” ريثما يحصل الغرب على تفويض أو “فرصة” يستطيع استخدام السماء السوريّة لقصف القوّات السوريّة وبناها التحتيّة بكثافات عالية هذه المرّة وبأشكال شبه فدائيّة أو انتحاريّة ! لا تعطي فرصة لسورية لسحب أنفاسها بينما الجيش الحرّ يتقدّم باتّجاه دمشق ! وذلك ما يعوّل عليه المسلّحون المعارضون , وفق النهج العسكري الجوّي الّذي استخدمه “الناتو” في ليبيا ! ولو أنّ التكتيك طال أمده ! ومواقع الاحتماء السكنيّة الّتي يحتمي ويلجا إليها المقاتلون المعارضون “الجيش الحرّ” آخذةً بالتقلّص والانكماش سريعاً بعدما استخدم الجيش السوري أسلوب الأرض المحروقة لقطع طريق عودة المسلّحين إلى المناطق الّتي سبق لهم وانتشروا فيها ..لذلك أعاد “بان كي مون” بوعد بإعادة الابراهيمي إلى سوريا نفس مطلبيه السابقين وطبّقتهما سوريا وذلك بوقف القتال من طرف واحد ! .. ولذلك أيضاً كثّف السيّد “أردوغان” خطاباته التهجّميّة ضدّ السيّد بشّار الأسد مؤخّراً متوعّداً إيّاه بحرب ستسقط سوريا على يديه ! .. وبنفس الوقت بدأ عمليّات “شحن” وتحريض للشعب التركي مذكّراً إيّاه بأمجاد أجدادهم الأتراك “حين فتحوا البلدان الشاسعة , والعرب منهم بالطبع , على ظهور الخيل !” .. لذلك تصاعدت حدّة التوتّرات باتّجاء التجييش لحرب تركيّة تشنّها ضدّ جارتها السوريّة ! سيدافع فيها حلف الناتو عن تركيا , وهو المطلوب ! أو هو استمرار لنهج الحرب النفسيّة كما قلنا ولتطمين الثوّار المتقهقرون !” ..
طبول الحرب قرعت بقرع متصاعد ..
في لحظات معيّنة .. وبينما تبادل الاتّهامات بين سوريا وتركيا في تصاعد هو الآخر بمضلّة روسيّة مصطفّة مع سوريا … ؛
أطلق “لافروف” وزير الخارجيّة الروسي تصريحاً غير متوقّع ادّعى فيه أنّ تركيا وسوريا مستعدّتان للحوار ! ..
لغاية الآن والحرب “محتملة” ..
ولإسكات اللهجة التركية المتغطرسة المنشدّة عزمها باتّجاه الحرب كما أسكتت روسيا قبل أشهر قليلة فم رئيس الأركان الحربي الأميركي وهو في مقرّ قاعدة عسكريّة لبلاده في أفغانستان فدمّر المقاتلون الأفغان طائرته وهي جاثمة على أرض مطار القاعدة العسكريّة الأفغانيّة !.. قامت الطائرات المقاتلة التركيّة بإنزال “الإيرباص” السوريّة وهي محلّقة في الجوّ أثناء مرورها المعتاد فوق الأجواء التركيّة , وقامت بعدها , بعد أن أجبرتها على الهبوط على الأراضي التركيّة , بتفتيشها بطريقة استفزازية استفزّت بها روسيا وركّاب الطائرة الروس والسوريّون وسوريا ! …
السيّد “أوغلو” داوود ارتكب حماقة كعادته “دبل حماقة !” هذه المرّة حين أعلن ببلاهته المعهودة عن عثور المفتّشون الأتراك “موضة المفتّشون استشرت في البلدان الطامحة كلّ يدّعي قدرته على التفتيش! بعدما هيّأة أميركا لمثل هذه الدول الأرضيّة المناسبة في العراق أيّام ما عرفت بأيّام لجان التفتيش !” عثورهم على أجهزة وقطع معدنيّة مشكوك فيها أنّها “غير مدنيّة” ! ربّما قد تكون قطع صواريخ مرسلة من روسيا إلى سوريا ..
الهجوم الشديد اللهجة الروسي السوري المزدوج “وتهويش إيراني معتاد” على تركيا بسبب الطائرة السوريّة تصاعد مداه ويتصاعد الآن أكثر وتركيا محرجة ! ..
الآن “الكرة” في ملعب أردوغان وموقف تركيا موقف ملام عليه وتتعرّض للمسائلة من قبل سوريا وروسيا كلّ لحظة , بعد أن كانت الكرة في ملعب سوريا قبل إنزال الطائرة الإيرباص ! ..
المخابرات الروسيّة ـ السوريّة انتصرتا وأسكتت بلاديهما فم أردوغان بعد أن شرع لساعات خلت بارتداء الخوذة الحربيّة ! , بعد أن , على ما يبدو , قامت إحدى اجهزة المخابرات في إحدى الدولتين , سوريا .. وأنا عن نفسي أرشّح سوريا, أو روسيا , بتسريب معلومات إلى جهات المخابرات التركيّة عن وجود صواريخ روسيّة مهرّبة بالإيرباص إلى سوريا ..!