أول الفجر شهقة في قلب التأريخ، دُوِنَ على أثرها أول حرف، على أول قطعة طين، ليُكتَب القانون في مسلة الشمس، وفي تقدم شرعي نحو الحضارة، باتت بلاد النهرين أرض الخصب والنماء، لكن الإرهاب الزاحف نحو ممالك الرافدين، من قبل القبائل المتاخمة لبلاد بابل وسومر، بعد مغامرات مشوبة بالدماء، أظهر حيتاناً تحاول قضم العراق على مدى العصور، فأين هم الملوك، والطغاة، والجبابرة؟ وأين العراقيون الذين تتمركز في حقيقتهم أسرار الحياة والبقاء؟نكتة ديمقراطية أن يقوم السيد جعفر الحسيني، رئيس لجنة المصالحة الوطنية لمنطقة حزام العاصمة، بالإجتماع بالقيادات الأمنية، والتي من المفترض أنها تعني: تظافر الجهد الإستخباري والأمني، بمساعدة شيوخ العشائر لمنع الخروقات، حيث يجب متابعة الخلايا النائمة، من الشباب المغرر بهم، أو الذين قدموا مع النازحين، فهؤلاء الجرذان يخططون في الظلام، وينفذون في وضح النهار، فالخطط يشوبها الضعف والوهن، ولابد من مراجعة سريعة وجادة، وبذل قصارى الجهد، والتركيز لحفظ خواصر بغداد العاصمة.صور الصراعات السياسية في عراقنا، لم تثمر إلا عن تراجعات، وإخفاقات، وخسارات لا تقدر بثمن، فما تزال أطراف العاصمة بغداد مرتعاً لهؤلاء الشرذام، ورغم العمليات النوعية المتمثلة، بالقبض على بعض الحواضن الإرهابية، لكن هذا لا يكفي لإستقرار الوضع الأمني داخل بغداد، فيجب إعادة تقييم عمل القيادات الأمنية، والوقوف خندقاً واحداً، ولتطبق المصالحة الوطنية بين العشائر القاطنة في الأطراف، بدل تبادل الإتهامات، وخلق الثغرات ليخترقها العدو، ويلتهم حياتنا مع كل صباح.أخطاء غير قابلة للتصديق، أن يتم إقتحام سايلو أبي غريب، أو معمل غاز التاجي، أو سوق خان بني سعد في النهار، والساسة يتعاملون مع هذه المناطق، على أساس أنصاف الحقائق، لتأتي أنصاف حلول، لا تعالج مشاكلنا الأمنية بشكل فاعل، وإلا أي قوة ناعمة بالجذب والإقناع، تستطيع تجنيد الشاب، وتصنع منه عقرباً إرهابياً وجهه إنسان، فيلدغ ويفجر نفسه لقاء أحلام زائفة، يدس فيها لهم جهاديو التكفير، أنهاراً من عسل ضمن مسلسل كارتوني ملائكي؟الخلايا النائمة خطر يصيب جسد العاصمة، ولجنة الدفاع والأمن، تكتفي بعقد حوارات مع لجنة منطقة حزام بغداد، ورئيس لجنة المصالحة في هذه المناطق، فما الذي أثمرت عنه لقاءات الزاملي حاكم، والحسيني جعفر، والشمري عبد الأمير؟ لقد حذرت القوى المعتدلة، من الحواضن الإرهابية والضرب بقوة، لأن مجازرهم لم ولن تنسى أبداً، والتداعيات الأخيرة تشير، لخلل كبير في المنظومة الأمنية لإستخبارات العاصمة، فهل سنشهد تغييراً أمنياً بعد الطعنات، التي تلقتها خاصرة بغداد؟