23 ديسمبر، 2024 4:55 ص

أطراف الحديث … كيف رأيت الدنيا ؟

أطراف الحديث … كيف رأيت الدنيا ؟

في برنامجه الأسبوعي ” أطراف الحديث” يسأل مقدم البرنامج الدكتور مجيد السامرائي ضيوفه سؤالاً يختتم به حلقة اللقاء، والسؤال هو” كيف رأيت الدنيا”؟
وعلى الرغم من تنوع آراء الضيوف واختلاف ثقافاتهم في الأدب والمسرح والتشكيل والشعر والتاريخ والسياسة والطب والرياضة، إلا أن جميع أجوبتهم تندرج في زاوية الحزن والتشاؤم على صفحة عمر توزع بين محطات كثيرة، ولم يبق منه إلا قليل. كأنه عضة أصابع على آسف ثقيل، حتى أن جواب أي ضيف تسبقه “صفنه وحسرة” ورداً يشوبه امتعاض. وقلما تجد ضيفا راضيا ومتصالحا في دنياه ، وربما هذه طبيعة البشر على الرغم من أن أكثر الضيوف شخصيات معروفة في المجتمع نالوا من الحظ والجاه والشهرة والأضواء، وشبعوا من السفر والسياحة حول العالم ما لم يتوفر لغيرهم من الناس.
أن سؤال “كيف رأيت الدنيا” كأنه دخول الى سينما الحياة بلا تذكرة، مثل فيلم تشاهده وحدك، ولكن لا رابح في النهاية، لذا يفهم من جميع الأجوبة أن الحياة مرتْ على عجل، وانتهتْ ما آلت اليه اللحظة في أن تفسر سرعة تلك السنوات ببضع كلمات لا تفي بالغرض.
أنه جواب اللحظة في الإفصاح عن مكنونها، لذلك يكون التشاؤم صمتاً لا مبالياً، وحزينا في صدقه، وفي تزويق المعنى. جواب يجر خلفه عربة مليئة بالأماني والرغبات والذكريات والتعب والكفاح والأسى. لكن العبرة في النتيجة، وأي نتيجة؟ وقد نزعتْ سنوات العمر من شجرة الحياة على أمر محسوم بنهاية معروفة.
لا يمكن إحصاء جميع الأجوبة، ولكن هناك عينات قيلت بتلقائية رافقتها دموع وشجن وابتسامات وجدية أيضاً. منها جواب الدكتور فاضل عواد بقوله شعراً: لا تعتب على الدنيا ودعها/ وخذْ نصحي إذا ارتحل الشباب/ هي الدنيا وأن قصرتْ وطالتْ/ فمزبلة حواليها كلاب.
الفنان محمود أبو العباس قرأ مقطعا من مسرحية “الرحلة” مستدلة من رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف. قال: بس تعال/ وشوف بيه الدهر مال/ ما ترك حالي حال/ ودمعي فوك الوجن سال/ وما عرفت من هم أهلي/ لا ليّ عم ولا ليّ خال. ضيعوني وضعت منهم، وحملوني سموم همهم، وأقبلت أصبر على شوفه من وجهك، بس تعال، لكنه لم يأتي!.
الفنان بهجت الجبوري قال: رأيت الدنيا في العراق، وفي العراق كل شئ جميل، لكني خسرت الدنيا! اما الفنانة هناء محمد فقالت: الدنيا مثل جبل تمخض حتى ولد فأراً كسيحاً. وأضافت: أنا لست متشائمة بس هذا الواقع. فاطمة الربيعي قالت: الدنيا حلوة من يسود العراق الحب والأمان.
الشاعر عريان السيد خلف أجاب: لا أفكر بالعمر، لكني أمشي وأمشي ولا يوقفني إلا لغوي وأضواء الشرفات. الفنانة شذى سالم قالت: أرى الدنيا بعين الحلم، أراها بيضاء رغم السواد.
الشيخ أحمد الكبيسي قال حكمة: الدنيا مزرعة جميلة حلوة خضرة كل ما زرعته يعطيك عشرة أمثالها، أن كان خيراً فخير وأن كان شراً فشر.