الدعوة : الى اغلاق مكاتب ( MBC – العراق ) بالكامل في العراق بعد عرض مسلسل دفعة : لندن
إذا كان العالم يجمع وبلا تردد على إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولى أن ينحو بهذا المنحي نفسه ويجمع على إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر على المجتمع الدولي في ما مضى , والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء .. فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار ( الفضائيات ) فيها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية MBC – العراق ( ؟ ) أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث مسلسلات عدائية في شهر رمضان تستهدف شرف المرأة العراقية الماحدة من انتاج دجل السعودية وال سعود دفعة لندن صيت الصيت بفضل السياسات الجديدة للقناة .. وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلاد والعباد والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري ان يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح .. نقول لقنواتنا الفضائية العراقية اولاً والعربية ثانياً والاجنية ثالثاً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها .. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجالات الطائفية والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وان تثقف وتروج لجهة على حساب جهة أخرى ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العربي سواء كان شيعياً أو سنياً أو ينتمي الى المكونات الأخرى والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العراقي لأن عمل ( الفضائيات ) الآن اوقعتنا في مستنقع كبير لم يخرج منة أحد
( الاعلام العراقي ) اتخذ قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأن العراق الجديد أصبح أرضه أرض موت وانقطاع الأمل في سراب الخديعة , ولكن لا للديمقراطية ولا للحرية منحة ملكية ولا الغاء عمل بعض ( الفضائيات ) يتم بالمطالبة , فهنالك قوانين للحريات الاعلامية والصحفية الجديدة لتدفق الاحداث الجارية في عراقنا الجريح ومن ركب مستريحاً على ظهر العباد لن تهمه شكوى الدابة , وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر الخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه , فليس من الضروري ان يؤيدني الناس على ما أنا مؤمن به .. والعكس صحيح , نقول لقنواتنا الفضائية التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها .. الخ , بضرورة الابتعاد عن بث السجالات الطائفية والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وأن تثقف وتروج لجهه على حساب جهه أخرى ، وبدا مشهد الإعلام العراقي مشوش وغير واضح للمتلقي وخصوصا في ظل التضاد بين وسائل إعلام تابعة لأحزاب , وبالطبع هناك فضائيات انحدرت علناً إلى هذا المستوى ، ولدت وكالات سرعان ما بدأت تنشر وثائق فساد عن مسؤولين وسياسيين ، على انها حصرية ، ساعية إلى الإثارة وإلى إحداث مؤسفة , وشهد العراق اليوم إن الوسط الإعلامي العراقي يستثمر المهنة لبيع الذمم والبعض من الزملاء تحول من ناقد للفساد والمفسدين إلى مساحات إعلانية تستغل مشاعر الناس وتستغفلهم , الوسط الإعلامي صار ملوث بالفساد .. والقنوات كلها غير مستقلة وكل وسيلة إعلامية تروج لصاحبها أو حزبها دون مراعاة القيم المهنية ، خصوصا مع تبعية هذه الوسائل لرؤوس أموال غامضة كانت ولا تزال تنتفع من موجة الفساد وهذا ما حدث اخيراً بالتهجم الى رئيس الوقف السني العراقي الدكتور عبد اللطيف الهميم ولم تتجرء تلك الفضائيات على مسائل اخرى في العراق اليوم ونحن بحاجة ماسة للتطرق اليها , وفي العراق اليوم أكثر من ( ستٍ وتسعين ) قناة فضائية عراقية تبثُّ على القمر نايل سات ومثلها أو أقل بقليل على أقمار أخرى تُغطي أغلب قارات العالم .. ومئات الصحف اليومية وعشرات المجلات الأسبوعية وإذاعات FM والإذاعات الأخرى ( على الموجتين المتوسطة والقصيرة ) ونقابة مركزية للصحفيين ومنظمات إعلامية ومواقع إعلامية إلكترونية لم تتمكن جميعها من نقل الصورة الحقيقية لما جرى أو يجري لنازحي الرُمادي المنكوبة الشهيدة أو تغطية الأحداث والمأساة والكوارث التي رافقت تدفق أكثر من مليون مواطن خلال أسابيع عدة من الرُمادي بإتجاه مناطق آمنة .. وكان أشدها وأقساها وأصعبها ما حدث في الأيام الأخيرة على معبر بزيبز .. فما حدث من تغطية لا يعدو تدريباً لهواة وناشئين في الإعلام أرسلتهم قنواتهم للتصوير قرب الجسر أو مرافقة مالكي هذه القنوات وهم يستعرضون بطولاتهم الكاذبة الفارغة أمام مشاهديهم لزيادة الجمهور أو كسب أصوات إنتخابية مستقبلاً ، ومن الأمور الطريفة أنَّ هؤلاء المسؤولين حين يزورون المعبر يرتدون أجمل ما لديهم من ملابس وتطوقهم حمايات خاصة وسيارات مصفحة بينما يتعذب على بعد خطوات منهم آلاف العراقيين من أبناء الرُمادي ، ويبدأ المشهد التمثيلي بقطع الوعود أو توزيع البسكويت على النازحين ويعود كل إلى أدراجه ، المسؤول من حيثُ أتى في قصره الفخم المكيف وحاشيته وبلاطه ومعه ما يسمى بالوفد الإعلامي .. هؤلاء لا يمتّون إلى هذه المهنة الشريفة بصفة بل تابعين أذلاء وجهلة يستخفون بمحنة الغير .. الإعلامي الحقيقي هو من ينقل ما يحدث بصدق وإخلاص معززاً بأدلة ، منتظراً مع النازحين حلاً لمشاكلهم ، فهذه الأزمة نتيجة من نتائج هذه الحرب الظالمة كان النازحون ومازالوا ضحيتها الأولى والأخيرة ، نساء ، أطفال ومنهم الرضّع ، شيوخ ، عجائز ، مرضى ، ولو ركزنا النظر على أي صورة إلتقطتها عدسات المصورين لرأينا أنَّهم الأغلبية من هؤلاء ، فكيفَ نقول أننا في العراق لدينا إعلام واع متمكن صادق يمتلك أخلاقيات المهنة الصحفية في نقل الوقائع .. وبعيداً عما يقوم به مرتزقة الإعلام وجهلته لابد من التذكير بأنَّ الإعلام عِلمٌ كبير متكامل له أقسامه وفروعه وتخصصاته الدقيقة والإعلام مبادئ ومناهج ودروس ومعايير ومفردات وخبرة وشهادات ودور فاعل وكبير ومؤثر في بنية الدول ومؤسساتها ومجتمعاتها وأفرادها .. والإعلامي الحقيقي وليس ما يمثله حفنة من المنتفعين بل عليه أن يعمل بشرف وإخلاص ومهنية تامة وولاء مطلق لنقل الحقيقة وإنتماء نفسي وعقلي لعمله ونقله للأحداث .. ما يؤلم أكثر وهذا ما لم يحدث في تاريخ الإعلام أنَّ مسؤولي هذه الدولة والأحزاب والتكتلات التي تُمثلها في البرلمان أو في الوزارة هم من يختار الإعلامي ويحدد له دوره وعمله وأهدافه ويمنحه الوسيلة لتنفيذ أي مشروع محدد بمكافأة أو راتب ، وفي العراق يُستبدل الإعلاميون على حسب مزاج المسؤولين .. لا يوجد إذن إعلام حقيقي علمي منهجي يعتمد على أخلاقيات مهنية محددة .. لذلك وقع ما وقع ، نقل صورة كاذبة ومشوهة وغير صحيحة عن نازحي الرُمادي ومعلومات غير دقيقة .. فمعظم العراقيين والعرب والأجانب من المتتبعين للظروف التي يمر بها بلدنا الصابر لا يعلمون ما هو خط النزوح ، ومن أين يبدأ وكيف وصل مئات الآلاف من النازحين إلى معبر بزيبز وما هي مخاطر الرحلة وماذا ينتظرهم بعد العبور وما هي أحوال مخيمات النازحين .. متابعة فاشلة بطبيعة الحال من جميع وسائل الإعلام العراقية ومن يمثلها لم تتمكن من نقل الإساءات والتجاوزات وتعمد إذلال النازحين والإعتداء عليهم في نفس الوقت الذي تسابقت وسائل الإعلام العراقية لنشر صور عن تعاون جنود مع نازحين وكان من المفترض ألا تُنشر ويُكرر نشر هذه الصور لأنها أمر طبيعي وهي قليلة ومحدودة ولا تُقاس بتصدي سرايا من الجنود المسلحين وهم يتصدون للنازحين وإعتداء البعض منهم على نساء وأطفال .. الأمر المؤلم الآخر هو ما يقوم به الزملاء من إعلاميي ( العراق ) من دور لا يكاد يُذكر .. وهي دعوة لهم للتخلي عن عرض ونشر الأخبار والتعليقات والتحقيقات والتركيز إلى موضوع النازحين فقط لأنَّ الأمر خطير جداً وهو يصل إلى مراحله الأخيرة في دقة التنفيذ وتحقيق هدف واحد معروف يقضي بجعل أبناء محافظة الرُمادي جميعاً في طريق اللا عودة إلى مدنهم .. ولله – الآمر.