23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

أضواء على العبقرية

أضواء على العبقرية

في سلسلة كتابات عبقرية ، مقالات الظل الآخر ، مقالات ( سر من رأى)، مقولات مقالات:
انا اكتب، اذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) ()
من فضل ربي مااقول واكتبُ ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ(بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)
العبقرية مملكة، وليست بقرة تباع وتشترى في سوق المزاد( مقولة الشاهر)
انا حامل أسطورة النثرواسطورة الشعر بين دفتي واهن، ولست بعبقري( مقولة الشاهر)
كلنا – معشر الطامحين- يروم العبقرية ، ويتمنى ان تلقي عليه كساءها الذهبي ، ولو بعضا من فتور طرفها ، لكنها دوما تجيب : هيهات هيهات ، انا لست ملكا لأحد ، ولست حنكة لمن يرى الغرور طريقا للوصول 00 اجل العبقرية أنشأت لها صرحا عجيبا ، ولو غربلت أسماء التاريخ لوجدت ان المقربين منها قلائل ، دارت عليهم كل محن الدنيا ، فما أوقفتهم عن مواصلة طريق الحفر في حجر صخرة المجد الكبيرة العنيدة التي جعلت المستحيل أدهى شياطينها في مواجهة المتحدين من البشر ، فكان محمد ص ، هو اول العباقرة إلهاما وصبرا ، وتحديا ، وإعجازا ، وإرادة ، وشجاعة ، ونبوءة ، وأصالة ، وحمية ، ومروءة ، ووسامة ، وهيبة ، وعلما ، وكرما ، وعطفا ، وتسامحا ، وو00الخ، وحسبه انه كان من ربه قاب قوسين أو أدنى ، حسبه( وانك لعلى خلق عظيم)، وهذا الحسين ع عبقري الشهادة والعنوان والريادة والزعامة والقداسة والوفاء الرباني المنقطع النظير، ومالك عروة الدين ، وحاصد كل أوسمة المبادئ، فرشحته العبقرية، وساما ابديا سماويا وارضيا ، فطوبى له، وطوبى لك ياعلي الحائري بقولك:
كذب الموتُ فالحسين مخلد ْ

كلما اخلق الزمان تجددْ

وهذا المتنبي ، غريم العبقرية الشعرية ، اتشحت به ومازالت تلبسه ثوبا قشيبا ، طرزه ابن رشيق القيرواني ، بمقولته الشهيرة: ( مالئ الدنيا وشاغل الناس)، ولست بصدد كل العباقرة، لأنني سأقضي فيهم ، وفي نفسي أشياء وأشياء!
، واما في عبقرية الأقلام ، فإنك تجد ملحمة صاخبة من العراك ، حتى وصل بنا الحال الى ان يسب قلم قلما آخر كي يخدش شيئا من عبقريته ، وهل مر بك أن ينقر قلم قلما آخر كما ينقر الديك في وجه خصمه ويدميه؟!
كلنا يروم العبقرية ، فالاسم جميل ، والمعنى بديع ووسيم ، والمهابة بادية على الاسم للرائح والغادي ، لكننا ما أن نستهين بهذه اللفظة ونقترب منها ، حتى تصفعنا صفعة لاقيام لنا بعدها ، فتحولنا الى (قراقرة) بدلا عن العباقرة!، ثم نعلم انها خلقت لبعض من البشر ، انطبق عليهم قوله تعالى:” متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان” ، وينطبق عليهم : عبقر السراب عبقرةً : تلألأ ، وينطبق عليهم : عبقر موضع كانت العرب تزعم انه كثير الجن! ، وينطبق عليهم ، العبقري: السيد الذي ليس فوقه شيء ، وكل مايتعجب من كماله وقوته ، وحذقه ، والعباقري: ضرب من البسط الفاخرة، فهل لديك ، ماتشترطه العبقرية كي تتورط بدستورها العجيب؟!، واما ان تسأل ماهو المعيار لقبول العبقرية ورفضها فهذا (معمع) لاطاقة لك باحتمال معادلاته الرياضية والفيزيائية والكيميائية والانشتانية وو00 الخ، معيار تصنيف العباقرة واختيارهم يحتاج الى عباقرة العباقرة ، ونحن نفتقر لذلك ، والذي حصل أننا تركنا القضية في التصنيف للزمن والقدر ، فصار عبقرينا من شأن زمننا الماضي ، فترانا دوما نمجد السابقين ، ونتغاضى عن المعاصرين ، والعاقل يرى ان لاتكون هذه الكلمة العجيبة لفظة بسيطة على طرف اللسان ، وإنما هي بعيدة عن متناولنا البسيط للألفاظ ، لأنها تحمل شحنة جبارة ، حتى لينقلب الرجال في حلبتها رؤوسا على أعقاب ، ففي طي شروطها مجموعة ، اختبارات ، و وتراكمات ، ومؤهلات ، وكفاءات وشهادات ، ودفائن ، وخلاصات ، وإيحاءات ، وملكات ، وتمددات وتقلصات رأسية وافقية ، فهي دربة عقل فريدة ، وهي آخر اختبار للعقل كي يرى مالاتحتمل رؤيته العقول السوية ، صاحبها أخمص البطن ، قليل الطعام ، شقي الأنام ، عجيب الكلام ، أطواره شتى ، يراك من كل جوانبك ، فتحسبه غرا ساذجا ،اذا صرخ عندك دوى في كل أرجاء الدنيا00 الخ
العقدة العنكبوتية للعبقرية، لايجرؤ احد على تحديها، أو المرور من انفها ، لكنها ارتضت لمن تتوفر فيه الندرة والاصالة0
أما عبقريتنا المتداولة ، فهي رخيصة يستخدمها الجميع للضحك على الجميع ، فهل يصح بربكم ان تطلق هذه اللفظة على التنبل ، او الأحمق ، او العضرط ، او المعتوه ، انه حقا زمن اعور أهان هذه الكلمة ، وجعلها مثل البقرة يقودها الراعي : اما للذبح ، او للحلب ، او للمعلف00