23 نوفمبر، 2024 6:18 ص
Search
Close this search box.

أضحكوا معي …

ضحكت على خبر نشر على أحدى الفضائيات مفاده :
(( رئيس الوزراء نوري المالكي هاتف الرئيس المصري حازم الببلاوي ويبلغه استعداد حكومته ووضع كل إمكاناتها في دعم مصر حكومة وشعبا لمواجهة الارهاب )) ولان الخبر كان موجودا على أحدى الفضائيات التي غالبا ماتصفها الحكومة العراقية بالداعمة للارهاب أو المروجة للفتنه ، فقد تأكدت أن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي قد أعلنه لعدد من وسائل الاعلام .
    أن الخبر يشكل طرفة ( نكته ) بطعم الحزن ( لان شر البلية مايضحك ) وحسرة لقلب كل عراقي غيور يسمع بهذا الخبر وهو يرى بلده سيد الاوطان ومهد الحضارات ومنبع العظماء صناع التاريخ بات بيد أنصاف المتعلمين .
     الخبر المنشور يشير أولا : أستعداد الحكومة ووضع أمكاناتها ؟ أن القاصي والداني يعرف أمكانات الحكومة الفاشلة وهي لاتتعدى عن أجراءات بائسة تكمن في عزل الاحياء وأحاطتها  بالكتل الكونكريتية ضمن سياسات العزل الطائفي وانتشار السيطرات في الشوارع وخنق الحياة ، وفنيا أستخدام أجهزة السونار أو كشف المتفجرات الفاشلة بشهادات المختصين والكلاب البوليسية أختراعهم الجديد ، أما بشريا فهم ضباط وعناصر الدمج من الاميين ، فأين هذه الامكانات التي يتحدث عنها المالكي ، والعنف يضرب المحافظات والمدن العراقية الآمنه  يوميا ويحصد أرواح الأبرياء ، ويدمر ممتلكاتهم ويخرب مدنهم ، وعصابات القاعده والميليشيات الطائفية هي من تتحكم بأمن واستقرار العراقيين . بل حتى رئيس الوزراء المهاتف ومن صرح بمهاتفته وفريق أدارتهم راحوا يتسورون ويزيدون في تحصيناتهم داخل المنطقة الخضراء خوفا من العنف ، وأذا كانت للحكومة أمكانات كما تدعي حقا ، فلماذا تطلب من الحكومة الامريكية مستشارين وطائرات مسيرة بدون طيار لمكافحة الارهاب .
وثانيا : أن العالم شاهد ويشاهد الارهاب  القوات العسكرية والاجهزة الامنية الفاسدة حد النخاع التي يترأسها  المالكي المجازر وهي تمارس الجرائم المروعه ضد المتظاهرين المدنيين العزل في الفلوجة والحويجة وجامع سارية ، وما حصل في مجزرة الزركة ويحصل حاليا في مناطق حزام بغداد من مداهمات عشوائية واعتقال الابرياء وانتهاكات صارخة لحرمة البيوت والاعراض .  فهل من يرهب الناس يكافح الارهاب ؟
    كما أن موقف الحكومة هذا يمثل أنقلاب ( جقلمبة أو دقلة مالكية ) فالحكومة العراقية كانت قد طبلت وزمرت لزيارة رئيس الوزراء المصري السابق هشام قنديل لبغداد  في شهر مارس – آذار الماضي على رأس وفد ضم عدد من الوزراء وأبرام  عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين ، كما  أدانت حكومة العراق مؤخرا عزل الرئيس  محمد مرسي ووصفته بأنه أنقلاب على الديمقراطية ومصادرة لرأي الناخب . 
     أن مايحصل في مصر حاليا هو أزمة داخلية ولم تتدخل لحد الان حتى الدول التي لديها علاقات ومصالح ستراتيجية مع مصر ، وكان الاجدر بالحكومة العراقية أن تبدي قلقها أزاء مايحصل من أحداث عنف وتعلن موقفها المؤيد أو المعارض للحكومة المصرية الحالية بدون أعلانها المساعده في مكافحة الارهاب الذي تزعمه .
     أن المواقف السياسية التي تتخذها الحكومة العراقية  حول الازمات التي تحصل في دول المنطقة لاتنم عن وعي سياسي ناضج ودراية موضوعية كاملة ومعلومات دقيقة وافية حول الازمات من سياسيين من خبراء سياسيين ، بل هي سياسات عبثية أرتجالية  تفتقر الى الحكمة والستراتيجية . وردود أفعال غير محسوبة من مراهقين في علوم السياسة على طريقة البغدادي خلف ابن أمين ، القائمة على الادعاء الكاذب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات