بوطنيةٍ عالية لنا الحق أن نفخر ونباهي العالم بدار السلام… فهي التي تغنى بها الشعراء وهي ولاّدة المفكرين والأعلام… لكن كل هذا كان قبل مجيئكم لنا بكلِ الشر يا أشباه البشر.
عاصمة الرشيد أكبر مِنْ اقزام مثلكم لتجعلوا العالم يهزأ بحالها اليوم. بكلِ وقاحةٍ تتبجحون بجعلها افضل من عواصم الأرض بشرقها وغربها!
بأي حال تفخرون؟ هل مَنْ تخاطبون جاهلون؟ منذ سنين وحاضنة دجلة تأن من تقطيع أوصالها بحواجز تخنق أنفاسها جمّلها ابناءها برسومٍ تستلهم تراثها.
هل تمعنون إيذاءكم ببغدادنا بمقارنتها بحواضر العالم اليوم؟ هي كالسجينِ المسكين في سجونها عاجزةٌ عن تحرير نفسها مِنْ أياديكم التي تكتم على أنفاسها.
لماضٍ قريب كنا نفخر بها ولمجدها تغنت لبنان بها بفيروزها! ولكن عند سماعها لألحانها فهي اليوم تبكي على حالها.. فقد هجرها شعراءها وباتت صورها مُخضبةٌ بدماء أبناءها وهي تفخر أن ترتوي أرضها بها.
أسفي على زمنٍ ساد فيه الرعاع ويتفاخرون بظلمهم لبغداد! انتم غرباء عنها لتتحدثوا بما فيها مِنْ أمجاد.. إنها مهد الحضارات وتراثها محميٌ بهمة ابناءها الشرفاء إلى حين ازالتكم من على أرضها بمكنسةٍ كما تُزال الأزبال بساعدٍ أسمرٍ لعراقيٍ موظفٍ في أمانة بغداد.
لاتحزني يا بغدادنا… تراثكِ ومجدكِ محفوظٌ في قلوبنا ولن يمسسه مثل هكذا خائن عُيِن ظلماً عليكِ أمين … دمعتكِ اليوم كفيلةٌ أن تنزله إلى أسفل السافلين…