18 ديسمبر، 2024 10:04 م

أضاءة ل ” حديث النبي موسى وملك الموت “

أضاءة ل ” حديث النبي موسى وملك الموت “

 أنقل لكم من موقع / المكتبة الشاملة ، الحديث التالي حول النبي موسى وملك الموت { حديث النبي موسى وملك الموت : أن ملك الموت لما جاء إلى موسى ليقبض روحه ، لطمه ففقأ عينه ، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه .. الحديث أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة ، أنه قال : أرسل ملك الموت إلى موسى ، فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه ، فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إليه ، فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة .. قال ابن حجر أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وإنما بعثه إليه اختيارا ، وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت .. و قال بعض أهل العلم

ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال ، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم .. } .

القراءة :                                                                                                                                     * لا زال الموروث الأسلامي ، له مطباته وهلوساته وأخفاقاته ، ومن جانب أخر ، لا زال الفقهاء والمحدثون والمفسرون يرقعون بتأويلات أخفاقات الموروث الأسلامي ، التي لا تنطلي على المطلعين ! . وهذا الحديث هو أحد هذه الهلوسات .      

* الحديث ، أخرجه البخاري عن أبي هريرة .. فهل يعقل أن نبيا يلطم ملاكا مرسلا من قبل الله ! ويجهل أنه ملكا – وهو نبي ، وهل يعقل أن الله أرسل ملك الموت أختيارا ، وهل الموت أختيار ، وهل يعقل أن الله أرسل الملاك ثانية الى موسى ، ليقول له ” ليضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة/ علما انه عاش 120سنة ! ،ولماذا ثورا بالتحديد ! ، وليس بقرة مثلا . هذه التساؤلات ، تستدعي أن يجاب عليها بشكل منطقي . كما أنه ليس هكذا تجري الأمور من قبل الله .                                                        

* الحديث باجمله خارج العقل والمنطق ، والفقهاء يرقعون ، ب ” وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت.. التساؤل : لما لم يظن موسى أن هذا الملك ، هو أحد أتباعه ، وله حاجة معينة ! ، وهل كل فرد يدخل على نبي دون أذن يلطم . الرواية والترقيع ، كلها ليس لها أي قيمة تاريخية بصدد سيرة النبي موسى .                                                      

* ومن مقال منشور في موقع / هسبريس لمحمد الأنجري ، يبين فيه أن أبا هريرة قد توهم في الخبر بنسبه للرسول ، وهو قد سمعه من كعب الأحبار ، أنقل في التالي ملخصه ( يعتبر أبو هريرة من صغار الصحابة فضلا وشرفا من حيث الصحبة لتأخر إسلامه ، حتى إنه كان لا يجرؤ على الرواية زمن عمر . وكان أبو هريرة تلميذا نجيبا لكعب الأحبار ، يسأله ويتعلم منه أخبار الأوائل ، ويرويها دون نسبتها لأستاذه ، وربما نسي فجعل الخبر الإسرائيلي حديثا نبويا ، وربما فعل ذلك تلامذته ، ظنا منهم أنها أحاديث نبوية مرفوعة ) .. وهذا الأمر يجعلنا أن نتساءل كم حديثا مثل هذا نسب سهوا للرسول .

* المواقع الشيعية تنفي نسب هذا الحديث لرسول الأسلام ، فقد جاء في موقع / الأشعاع الأسلامي مقال للشيخ مرتضى العاملي ، فيما يلي ملخصه ( كما أننا لا نمنع أن يتوهم متوهم وينخدع إنسان بهذه الرواية المكذوبة فيظن صحتها ، ثم يلتمس لها تأويلاً يخرجها عن كونها طعناً في نبي الله موسى ، ثم يستشهد بها على أمر من الأمور .. هذا وقد ناقش السيد شرف الدين رحمه الله هذه القصة في كتابه ” أبو هريرة  وأثبت بطلانها ، ونعم ما أفاد ) . أي ان المذهب الجعفري على خلاف مع مذهب السنة والجماعة بخصوص هذه الرواية .. ومما سبق يتبين أيضا أن أبا هريرة غير أمينا في رواياته ! .                                                                          

* أما بخصوص موت النبي موسى ، فأنقل رواية موته من موقع / الكتاب المقدس ( مات النبي موسى وفق الكتاب المقدس مع علمه بقرب موته ، ودع موسى الإسرائيليين المطالبين بالولاء ليهوه . في وقت لاحق ، بارك الأسباط الاثني عشر واختار يشوع خلفًا له . ثم تسلق جبل نيبو ، حيث لمح الأرض الموعودة التي لن تطأها قدمًا . بعد وقت قصير من وفاته عن عمر يناهز 120 عامًا واختفى جسده ..) . أذن أذا أردنا أن ننقل خبر موت أحدهم ، يجب نقله من الكتب المعتمدة .  

خاتمة :                                                                                                                               يمكن أن أختم هذا المقال المختصر بتساؤلين وتوضيح ، والتوضيح هو ” يقول البابا شنودة / بابا الكرازة المرقسية في مصر، وهو من الأعلام المشهود لهم عقائديا / وبذات الوقت قارئ ضليع للموروث الأسلامي ، ولديه مكتبة أسلامية ، قد لا يملك مثلها علماء المسلمين ، يقول : لا يوجد ملاك في الكتاب المقدس ، أسمه عزرائيل / ملك الموت ، ويضيف في فيديو متداول على اليوتيوب ، أن الله عندما يشاء أن تطلع روح الأنسان ، تطلع لوحدها ، وينفي وجود ملاكا للموت ! ” وهذا الكلام يناقض رواية موسى وملك الموت التي نحن بصددها .. التساؤل :                                                         1 . أن النبي موسى هو كليم الله ( ورُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا / 164 سورة النساء ) ، أما كان من المنطق أن يخاطب الله نبيه ، بهكذا أمر ، ويستغني عن أرسال ملك الموت وتفقأ عينه!.

2 . والتساؤل الأهم ، أن الملائكة ليست لها أجساد كالبشر ، هذا وفق حديث رسوال الأسلام ( روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ / ، نقل من موقع / الأسلام سؤال وجواب ) .. فكيف النبي موسى يفقأ عين ملاك الموت ، وهوكتلة من نور ! .                                                                                                                     خلاصة : أن الموروث الأسلامي معبأ بهلوسات ، أرى من الضروري غربلتها ، من أجل موروثا أسلاميا أكثر قبولا .