أستهلال : تشكل موضوعة الصلاة في العقيدة الأسلامية أشكالية كبيرة ، وذلك لكثرة مفاصلها ، وتعدد تقاطعاتها ، وسأتناول في هذا المقال بعضا من هذه المفاصل المتقاطعة ، مع أضاءة مقتضبة لكل مفصل / وفق قراءتي الخاصة .
أولا . متى حددت عدد الصلوات في الأسلام : من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأسرد ما جاء حول كيفية تحديد عدد الصلوات ، وبأختصار (( روى البخاري (349) ومسلم (162) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حديث الإسراء المشهور ، وفيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال ( فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاة ً ) .وقد أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس لم تفرض إلا في هذه الليلة .. راجع : ” فتح الباري ” لابن رجب (2 / 104))) . * هنا أسأل المتلقين ، على أختلاف مشاربهم ! ، هل من المنطق أن تكون كذا مساومة ! بين الله جل جلاله ، وبين الرسول ! ، وهل موضوعة تحديد عدد الصلوات ، هي مسألة تحدد وكأنك في سوق ! – الله يعطي عددا والرسول يساومه ويفاوضه للتقليل من هذا العدد ، وكأن الصلاة هي سلعة معروضة للمساومة ، والأدهى أن النبي موسى / وفق الرواية الأسلامية ، هو الملقن لرسول الأسلام من أجل التقليل من عدد الصلوات لغرض الوصول لعدد الصلوات المقبول لدى الرسول ! .
ثانيا . أول صلاة في الأسلام : متى تحققت ، بل متى مورست أول صلاة في الأسلام ، هنا يبحث موقع / أسلام ويب ، بهذا الأمر ، وأنقله بأختصار (( فإن أول صلاة ظهرت في الإسلام هي صلاة الظهر ، ولهذا سميت ظهراً ، وتسمى الأولى عند بعضهم لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي بعد فرض الصلاة ليلة الإسراء ، جاء ذلك في آثار كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين ، ويستأنس له بما في صحيح البخاري عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس .. قال الحافظ في الفتح : قيل لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي حين بين له الصلوات الخمس ، وقيل لأنها أول صلاة ذلك مفصلاً في مصنف عبد الرزاق عن الحسن قال: أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَار ، فكانت أول صلاة صلاها رسول الله الظهر ، فأتاه جبريل فقال : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ . فقام جبريل بين يدي رسول الله والنبي خلفه ثم الناس خلف رسول الله والنساء خلف الرجال ، قال: فصلى بهم الظهر أربعاً… )) . * ما أثار انتباهي ، ليس موضوع الخبر – بما يضم من تسميات للصلاة ، أن كانت تدعى صلاة الهجير أو الظهر أو الأولى .. ! . ولكن المثير ، كيف لجبريل وهو الوحي ، وملاك الله ، أن يصلي بالرسول أئماما ! ، وكيف لروح أن تأم بشرا ! ، وهل من شاهد يروي الحادثة ! ، وهل رواية البخاري معتمدة ! – وصحيح البخاري جاء بعد أكثر من عقود من الزمان على وفاة رسول الأسلام ! / والصحيح نفسه مشكوك به . أم أن الواقعة مجرد قصة من قصص المفسرين والمحدثين والفقهاء!.
ثالثا . ما الذي يمنع الصلاة : هل هناك من أمور تجعل من الصلاة باطلة ! ، فمن موقعي www.alshirazi.com وأبن باز ، أنقل التالي (( هناك الكثير من الموانع منها : – الأول : أن يفقد في أثناء الصلاة شرطاً من شروطها ، مثل أن يعلم في أثناء الصلاة بغصيبة المكان . الثاني : أن يعرض له في أثناء الصلاة ما يبطل الوضوء أو الغسل ، عمداً كان أو سهواً ، أو عن اضطرار مثل أن يخرج منه البول . الثالث : التكفير وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى .. )) ، وغيرها الكثير ، ولكن التساؤل هو المانع التالي لم ” المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة ” ، ويكمل (( ثبت عن الرسول أنه قال : يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ، وجاء في حديث آخر : المرأة الحائض ، والمراد : المكلفة . فمن مر بين يديه واحد من هؤلاء الثلاثة وراء السترة لم يقطع صلاته ؛ أما إن مر بينه يقطعها .. )) . * سوف أغفل كل النقاط الواردة في أعلاه حول موانع الصلاة ، وسوف أتناول واحدة فقط وهي ” المرآة ” ، وأقول لم المرأة تمنع الصلاة في مرورها أو في موقفها أو جلوسها أو .. ! ، ولم هذا الأنحطاط الوصفي للمرأة حيث قرنت ب ” الحمار والكلب الأسود ” ، علما أن المرأة ليست نجسا ! ، بل زهوا وجمالا ! . ولكن السيدة عائشة ، تقول غير ذلك ! ، ففي موقع / الموسوعة الشاملة – الجزء الأول من موقع الدرر السنية ، أنقل التالي (( وجه الاستدلال بهذا الحديث على جواز الصلاة على الفراش : أن عائشة كانت تنام على فراش النبي الذي ينام هو وعائشة عليه ، وكان يقوم فيصلي من الليل وهي نائمة معترضة بين يديه على الفراش ، وكانت رجلاها في قبلته ، فإذا أراد أن يسجد غمزها فقبضت رجلها ليسجد في موضع ، وهذا يدل على أنه كان يسجد على طرف الفراش الذي كانت نائمة عليه ، وكانت رجلاها عليه . والله أعلم.. )) ، ثم يضيف المصدر ما رواه عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، فيقول (( أن عائشة قالت : كان رسول الله يصلي فتقع رجلي بين يديه – أو بحذائه – ، فيضربها فاقبضها )) . هنا عائشة تنسف كل ما قيل مما سبق ، حيث أن المرأة ليست فقط لا تمنع الصلاة ، بل أن رجلا عائشة كانت بطرف القبلة ، فعلى من يعتمد المسلمين ، أيتبع عائشة ، أم يتبع الفقهاء ! .
رابعا . الفروقات بين السنة والشيعة في الصلاة : هناك فروقات في أداء الصلاة وفي بعض التكبيرات والحركات ، ومن موقع / wikiarticle.xyz أسرد بعضا منها (( وضع اليدين ، لايرى الشيعة أنَّها سنة . يرى أهل السنة والجماعة أن من السنّة وضع اليدين على الصدر في الصلاة ( اليمنى فوق اليسرى ) ، وتركها لايبطل الصلاة . كذلك يختلف الشيعة عن السنة في كون من الواجب قول حيَّ على خير العمل ومن المُستحب قول ” أشهد ان عليًّا ولي الله ” . يختلف عن الشيعة في أذان الفجر مثلًا في قول ” الصلاة خير من النوم ” . )) . * هنا نلحظ أن الخلافات المذهبية بين المسلمين تنجر حتى في كيفية وضع اليدين ! ، وأود أن أسرد جوابا نقل عن موقع / أبن باز ، حول الفرق بين المذهبين (( سمعنا يا سماحة الشيخ أنك تقول بأنه ليس هناك فرقٌ بين أهل السنة والشيعة إلا ببعض الفروع ، فهل هذا صحيح أم لا ؟ وهل هناك فعلًا فرقٌ بين أهل السنة والشِّيعة ؟ . الأجابة : هذا من العجائب ، هذا كذبٌ وافتراءٌ – نسأل الله العافية – هذا كذبٌ ، ولم يصدر مني هذا الكلام ، ولا قريب من هذا الكلام ، بل بيننا وبينهم مثل ما بين السماء والأرض ، ولا سيما بينهم وبين الرافضة ، الرافضة والنُّصيرية وأشباههم طوائف باطنية .. )) . أما فقهاء وشيوخ المذهبين يظهرون أنفسهم بأنهم في بودقة واحدة ، ولكن كل هذا هو من مبدأ التقية ! .
خامسا . الوضوء : هناك أختلاف في أداء الوضوء بين السنة والشيعة ، وأنقل من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي – الشيخ صالح الكرباسي ، تفاصيل عامة عن الوضوء (( الوضوء مُستحب في نفسه ، و يجب لأمور كالصلاة و الطواف و مسِّ كتابة المصحف الشريف و أسماء الله عزَّ و جل ، ولأمور أخرى .يشترط في الماء الذي يتوضى به أمور هي : 1 ـ طهارة الماء .2 ـ إطلاق الماء ، أي كونه ماءً خالصاً يصحُ أن يُطلق عليه ” ماء ” فلا يجوز التوضوء بالماء الذي أُضيف اليه شيء آخر بحيث أخرجه من إطلاقه ، كما لو أضيف اليه السكر أو الملح .3 ـ إباحة الماء ، أي يجب أن يكون الماء الذي يتوضوء به مباحاً غير مغصوب .. )) . * ما يهمني ليس الفروقات الحركية في الوضوء بين السنة والشيعة ، ولكن الذي أستوقفني هو موضوعة ” طهارة الماء ” ! . وأتساءل هل النبيذ طاهر ! ، والأية التالية تقول أن الخمر من عمل الشيطان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .. / سورة المائدة 90 ، 91 ﴾ . بينما رسول الأسلام قد توضأ به ! ، فقد جاء في موقع alkalema.net ، التالي (( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى فَزَارَةَ الْعَبْسِىِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلاَنِ وَقَالاَ نَشْهَدُ الْفَجْرَ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ « أَمَعَكَ مَاءٌ » . قُلْتُ لَيْسَ مَعِى مَاءٌ وَلَكِنْ مَعِى إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ . فَقَالَ النَّبِىُّ « تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ » فَتَوَضَّأَ )) .أرى أن ما يتكلم به الفقهاء في طرف وما نقرأ من أحاديث للرسول في طرف أخر . ولكني شخصيا أرى أن الوضوء شكلي وغير مهم ! لأنه مادي ، ولكن المهم هو نقاء القلب وصفاء النية والعاقل يفهم ! .
أضاءة : ليس من حقي أن أفتي في الصلاة ، لأنها علاقة أيمانية بين العبد وربه ، ولكن ما وددت أن أسلط الضوء عليه ، هو هذه الخلافات والأختلافات ، بين ما يقوله رسول الأسلام ، وأزواجه والصحابة والتابعين والفقهاء ، وبين ما يروى على لسان المحدثين والمفسرين .. ، وكل ما ورد في جانب وما ورد في النص القرآني في جانب أخر ، لأن الكل في تضادد وتضارب ! ، هكذا هو الموروث الأسلامي بحر من التقاطعات المتلاطمة ! .