22 ديسمبر، 2024 9:46 ص

أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني

أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني

مقدمة : بعيدا عن التحزب ، وبعيدا عن الأصطفاف مع حماس أو مع أسرائيل ، وبعيدا عن الظالم والمظلوم ، وبعيدا عن صاحب الحق ومن المحقوق ، وبعيدا عن من يحتل من .. وبكل حيادية ، أود أن أقدم أضاءة عن رسالة التوبة المقدمة من الكنائس الأنجيلية / في فلسطين ، الى الكنائس الأوربية وأميركا ، طالبين منهم التوبة – عن مساندة أسرائيل .. مع أضاءة عن ما يسمى ” اللاهوت الفلسطيني ” .
الموضوع : 1 . من المؤكد أن القساوسة الأنجيليون / جاك سارة ومجموعته ، كان لهم غاية معينة من رسالة التوبة الموجهة لكنائس الغرب – وهذا شأنهم ، لأنهم يعيشون في وسط فلسطيني / يشكل فيه المسلمين الغالبية العظمى ، ولكن أيضا هناك في هذا الوسط أسرائيليون يهود .. وهنا لابد لنا أن نذكر القساوسة – كتبة الرسالة ، ببعض الحقائق : * رسالتكم جاءت أرضاءا وخوفا وقلقا من الأخرين / حماس وباقي المنظمات والحركات الأسلامية وشيوخ وأئمة المسلمين ! . أي ليست نقية نابعة من القلب ، بل جاءت وكتبت من باب ” التقية ” ، وهذا موقف مخجل . * وللعلم مهما تشدقوا هؤلاء القساوسة وتملقوا لمن كتبوا من أجله الرسالة !! ، فهم ” كفرة ” ، بالنسبة لمعتقد الأخرين ، الذي يرفض الأخر – ووفق النص القرآني ” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ../ سورة المائدة 17 – 18″ وهم ” ضالين ” وفق الآية ” صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ / 7 سورة الفاتحة ” وتفسيرها ( روى الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن حاتم أن رسول الله قال : إن المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى). * تساؤل : ما مصير الكنائس الأنجيلية في فلسطين وأتباعها ، من حديث الرسول محمد الذي يقول : ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. ) . ماذا لوطبق أتباع محمد / من المنظمات الأسلامية .. وغيرها ، هذا الحديث على مسيحيي فلسطين ، وأولهم القساوسة ! . * فأنتم أيها القساوسة ، أما أن تخدموا المسيح وتعاليمه في المحبة والخلاص والغفران ، أو أن تنصاعوا الى محاباة الأخرين ، ولكن لا تنسوا قول المسيح ، لا تسطيعوا ان تخدموا أو أن تطيعوا سيدين ! ( أكمل السيد المسيح تعليمه على الجبل وقال “لا يقدر أحد أن يخدم سيدين . لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال / أنجيل متى 6: 24 ) .
2 . اللاهوت الفلسطيني المسيحي : يعرّف أغسطينوس قديس هيبون اللاهوتي المقابل اللاتيني ، ثيولوجيا، بأنه « المنطق أو النقاش المتعلّق بالمعبود » ؛ عرّف ريتشارد هوكر « اللاهوت » بالإنجليزية على أنها « علم الأشياء الإلهية » … أضاءتي : * هل المسيحية كمعتقد ، ورسالة سلام ، أن ينسبها أصحاب غايات معينة ، الى موطنهم / فلسطين ، كما فعل القس جاك سارة وجماعته ، وأذا كان الأمر كذلك – نتيجة ظروف معينة أو أحداث ووقائع سياسية محددة ، لكان هناك لاهوت مسيحي عراقي ، وأخر مصري وأخر لبناني .. فأين اللاهوت المسيحي الحق من كل هذه البدع ! . * كما أن المسيح ليس فلسطينيا ، حتى يسمى لاهوته ب باللاهوت الفلسطيني ، لأنه ولد منتميًا لعائلة يهودية ، فقد وضح الكتاب المقدس :- حيث جاء في إنجيل لوقا : ” فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم ، لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع ، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ، ويعطيه الرب الإله كرسي “داود أبيه” ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية (لوقا 1: 30 – 33) ” .. وفي إنجيل لوقا أيضا ، ” يقول زكريا الكاهن : “ مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه ، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ” لوقا 1: 68-69 ” . * أما فاضل الربيعي / كاتب وباحث أنثروبولوجي ، فيذهب بعيدا عن المألوف ، فيقول { ( لا وجود قط لاسم فلسطين أو فلسطينيين في التوراة . وكل ما يقال ويزعم في الدراسات والبحوث التاريخية ” المعاصرة ” عن وجود الاسم منذ عام 500 قبل الميلاد ، هو تسويق مجاني لفكرة زائفة لا أساس ولا سند لها ، لا في التاريخ ولا في النصوص الدينية ) .. ويحدد في موضع أخر ( الأول : هناك تلاعب لغوي مفضوح ، ذلك أن اسم ” فلستيم-فلشتيم ” في التوراة اسم دّال على جماعة وثنية صغيرة تدعى ” الفلس ” وليس على الفلسطينيين . الثاني : أن اسم فلسطين والفلسطينيين لم يظهر في السجلات التاريخية إلا نحو عام 330 ميلادية ، مع التقسيم الإداري الروماني البيزنطي لسوريا . تمثالا لمفلست – الفلس ، فكسر آسا تمثال مفلست وأحرقه في وادي قدرون ) . / نقل من مقال وبأختصار ل موفق الربيعي في موقع الجزيرة نيت }. * كما أن أسم فلسطين ، لم يرد على لسان المسيح ، وكذلك لم يذكر هذا الأسم في العهد الجديد / الأنجيل .. فعلى أي أساس يكون هناك لاهوت مسيحي فلسطيني ! .
خاتمة : 1. أرى أن القساوسة ، خسروا الدنيا والأخرة ، فلا هم مع المسيح القائل ” انا هو الطريق والحق والحياة ” ، لأنهم أنحرفوا عن طريقه ، وأنحازوا للأخرين ، الذي ينص قرآنهم ، على ” أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ../ 19 سورة آل عمران ” أي أنتم ياقساوسة بمسيحيتكم ليس لكم في مجتمع فلسطين من ركن / حتى وأن كان لاهوتكم فلسطيني ، ألا أن تسلموا ! . 2 . يا قساوسة وجب عليكم ، أن تردوا جوازات السفر الأسرائيلية لأصحابها ! ، وأن تقفوا على حياد في حرب ليس لكم بها لا ناقة ولا جمل ، فبأنتصار أسرائيل سيكون موقفكم خيانيا ، وبغلبة حماس ، ستبقون وفق العقيدة الأسلامية أهل ذمة ، وقد ورد في موقع / موضوع ” الذمة مَصدها ذمَمَ أو ذمَّ : يقال : ذممتُ فلاناً أذمَّةُ ذماً ، فهو ذميم ، والذمة : البئر قليلة الماء ، يقال : بئر ذمة ، والجمع ذمام ، والذمام : ما يذمُّ الرجل على إضاعته من العهد ، وأهل الذمةِ : أهل العقد .” . 3 . وقد ينتهي الأمر بكم أيها القساوسة بدفع الجزية ، وفق النص القرآني ” قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة”. وفق قاموس المعاني”صاغرون: أَصْغره ، احتقره ، استهان به و أصغر الشَّخصَ حَقَّره واستهان به “. * أخيرا يا قساوسة جاك سارة ، أنتم من تستحقون التوبة ، وليس التوبة لمن وجهتم رسالتكم لهم .. وتوبوا أيضا عن بدعة التلاعب بتسمية لاهوت المسيح ب ” اللاهوت المسيحي الفلسطيني ” .