7 أبريل، 2024 8:59 م
Search
Close this search box.

أضاءة حول تكفير الفكر الأخر

Facebook
Twitter
LinkedIn

1 . دوما ما يهاجم ” شيوخ الأسلام ، وأعوانهم ، ومن يدور في فلكهم ، من كتاب وباحثين ، ويدخل في هذا النطاق أيضا رجال الأزهر والسلفيين وجماعة الأخوان والدعاة وغيرهم .. ” ، يهاجمون .. كل من نهج نهجا غير نهجهم ، أو خرج عن مسار فكرهم ، أو من حاول أن يجتهد بتفسير نصوص الموروث الأسلامي ، أو ضادد ما يعتقدون أو فسر أو وضح خلاف ما يؤمنون به ، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم الأصح والأصوب ، وغيرهم على ضلال – على أساس أحتكارهم تمام الحق .
2 . لأجله هوجم الكثير من المفكرين ، فقط لأنهم بينوا رأيهم ، أو أجتهدوا بما يعتقدون ، ومن أولئك ، مثلا : ( الشيخ علي عبدالرازق / مؤلف كتاب الأسلام وأصول الحكم – المتوفي سنة 1966 م ، د . حسن حنفي / من منظري علم الأستغراب – وهو الشخصية المثيرة فكريا ، والذي كان جدليا – وبقى كذلك لغاية وفاته بمصر في سنة 2021 م ، وقد قال عنه أحد تلاميذه د . كريم الصياد ، أن د . حنفي ، لم يكن مصنفا على أي طرف أو أي فكر معين ! / وأرى أنه فعل ذلك حتى يكون بأمان في حياته ! ، علما أن بداياته كانت أخوانية ، أما د . نصر حامد أبو زيد – فنفوه وحاولوا تطليقه من زوجته ، أما د . فرج فودة – فقتلوه ، وكذلك د . علي شريعتي – الذي أغتالوه بلندن ، ونجيب محفوظ الذي حاولوا قتله / طعنا بسكين ، أما أسلام بحيري – فسجنوه ، وغيرهم الكثير : كنوال السعدواي ، السيد أحمد القبانجي ، والقائمة تطول .
3 . أن الحقيقة لم تكن يوما حكرا على فئة أو طائفة أو جهة بذاتها ، ومن يعتقد ذلك فهو واهم ، لأن باب العلم والبحث والأجتهاد مفتوح على مصراعيه ، ويتسع للجميع ـ وقد مضى الرأي الذي يقول أن رجال الدين هم وحدهم الذين يكتنزون القول الحق ، وحتى الحق بعينه أصبح نسبيا ، وغير مطلقا البتة ! . هذه الجماعات لم تكتفي بنوع أو بنمط معين من رفض أو مهاجمة المتنورين والمجددين والعقلانيين ، بل أخذوا ينعتوهم بأقذع الصفات ، ووصل بهم الأمر حتى الى تكفيرهم – وخروجهم عن الملة ، علما أن شيخ الأزهر بذاته د . أحمد الطيب ، لم يكفر داعش التي ذبحت وحرقت وصلبت وسحلت البشر ، وكان المسلمين أولهم ! ، ( أصدر الأزهر بياناً في 11 ديسمبر 2014 رفض فيه تكفير تنظيم داعش ، وقال في بيان: ” لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه . ” / نقل من https://www.al-monitor. ) .
4 . من جانب أخر ، نرى أن شيوخ الأسلام ساهموا في قتل المثقفين والمفكرين ، وكانت لشهادة الأمام محمد الغزالي / 8 حزيران 1992 بحق المفكر فرج فودة ، علامة فارقة في الحقد والكراهية ، وتعتبر شهادة مشرعنة في تثبيت أستحقاق قتل شهيد الكلمة د . فرج فودة ( كانت شهادة الشيخ الغزالي في المحكمة دفاعاً واضحاً عن قتلة فرج فودة وتأصيلاً مستميتاً عن حق الأفراد في قتل من يرونه خارجاً على الإسلام ، وواحدة من أبرز صور خيانة المثقف في تاريخنا الحديث بحسب ما أعرف .. / نقل من موقع الدرج – مقال لحسين الوادعي .) .
شعلة : أنه من المثير للعجب والأستغراب – الأتي : من الذي أعطى أو منح صك لشيوخ الأسلام بخصوص ” تكفير الأخرين ” ! ، وهل هم وكلاء لله ! ، وهل التكفير ينطبق على من يبين أو يبدي رأيا أو فكرة أو تفسيرا لنص محدد ! ، ولم لا ينطبق مبدأ التكفير هذا على رهط من ” القتلة ” من القاعدة وداعش والنصرة .. وغيرهم ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، لم الله يكفر عباده ، وهو القائل ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 39 سورة المائدة ) .. والتساؤل الأخير : لم الله يغفر لعباده ، وشيوخ الأسلام لا يغفرون !! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب