23 ديسمبر، 2024 2:26 م

أصوات.. وثمن بخس دراهم معدودات..هل سينفع الندم؟

أصوات.. وثمن بخس دراهم معدودات..هل سينفع الندم؟

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
في الآية الكريمة اعلاه معطيات تترتب عليها نتائج, تحذير وأمر وصل لحد العهد والوصية بالأبتعاد عن الشرك, والدخول ألى عالم التوحيد, سيتحقق ذلك أذا ما أستخدم الأنسان منظومته الفكرية, (العقل) الذي يمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ ومنظومته الخلقية, (الضمير) التي تمثل روادع , تمنعه من الأنزلاق في وحل الرذيلة وبناءا على ذلك, يحدد الأنسان مصيره, ويخير نفسه بين نعيم وجحيم.

هذا مثال واحد, من آلاف الأمثلة في القران الكريم, التي تؤكد على أهمية العقل والضمير, اللذين أذا ما أستخدمهما الأنسان بالشكل الأمثل, سيتحرر من قيود العبودية للشهوات والمغريات, ويرقى ألى عالم آخر, أراد’ الباري أن يصل أليه, منذ أن أمر الملائكة بالسجود له في السماء.

فرصة تقرير المصير ربما تتكرر مرة, أو اثنتين في الحياة, وقد اوصى أمير المؤمنين, علي أبن أبي طالب (عليه السلام) بأستثمارها, وعبر عن ذلك بقوله” أغتنمو الفرص فأنها تمر مر السحاب”, بعد هذا كله لا يبقى مجال لمن أبى أن يغير مصيره لأبداء الندم.

أنتخابات عام 2014 كانت فرصة حقيقة للعراقيين, لتغيير وقلب الأمور رأساً على عقب, ليس فقط لمدة ثمان سنوات, بل منذ عام 2003, بل وقبل ذلك بكثير فرصة تغيير لأكثر من 35 سنة مضت, فلماذا عجزت عقول بعض المتذمرين اليوم عن أستثمارها؟

معظم من يطالب بتغيير جذري في العملية السياسية اليوم يدعو المرجعية الرشيدة لإصدار فتوى, من أجل القضاء على حيتان الفساد, حقاً أنه أمر يدعوا للدهشة!

المرجعية الرشيدة أصدرت فتوى الجهاد الكفائي, عندما فتح بعض الساسة أبواب البلاد , على مصراعيه أمام الدو اعش, عندئذ قالت كلمتها, التي وجدت صداها في نفوس الغيارى, وبدأ المشروع الكبير, الجود بالنفس, وكانت تلك الثورة المباركة التي أطاحت برؤوس كبيرة, تخطط لبيع العراقيين في الأسواق, فالزحف المبارك لن يتوقف, حتى يتحرر آخر شبر من أرض الرافدين, فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

ترى أين كانت عزائم بعض الباحثين عن التغيير السياسي هذه الأيام؟, عندما طالبت المرجعية لأكثر من مرة, بضرورة أستبدال الوجوه الفاشلة؟ والأبتعاد عن تجريب المجرب؟

من الذي أعاد من سراق أموال وزارة التجارة, الى الواجهة السياسية مجدداً؟ من الذي أعاد المتورطين بصفقات (الدشاديش المشكوكة, وعلميات التجميل ب53 مليون)؟ ومن الذي أعاد المسؤولين عن أستيراد أجهزة كشف كرات الكولف؟

كيف ذهبت جهود النائب السابق جواد الشهيلي, في الكشف عن المافيات المتنفذة أدراج الرياح؟ أين ذهبت جهود رئيس هيئة النزاهة الأسبق رحيم العكيلي؟ وهو يروي تفاصيل كارثية, عن الفضائيين في المؤسسة العسكرية, ووزارة الكهرباء؟ والقائمة تطول

أين ذهبت جهود المرجع الكبير بشير النجفي, وأين ذهبت دموعه التي تسيل على وجنتيه, وهو يبكي على العراق وأهله ؟,عندما طالب الشعب العراقي بمختلف طوائفه بعدم منح أصواتهم, لمن لا يستحق ,مقابل مبالغ تافهة؟ ومواد غذائية؟

سرعان ما أنكفأت بعض عزائم الباحثين عن التغيير أمام ( كارت فئة خمسة, بطانية دجاجة, 2كيلو تمن, صوبة, و25 الف دينار, وقطعة أرض وهمية, ووعود بالتعيين ,وووو… ) .

عجباً لمن يضع مصيره, ومصير شعب بأكمله, بأيادي ملوثة, لمدة أربع سنوات مقابل كارت أبو الخمسة, أو بطانية! ينطبق هذا الكلام على بعض المطالبين بالتغيير من ايقظتهم حرارة صيف العراق, من سبات شتائي عميق, تبخرت أمطاره سريعا ,تحت حرارة شمس آب, الذي تشهد بعض أيامه تظاهرات , تماما كما تبخرت وعود السياسيين هي الأخرى, بعد الفوز بالمقاعد, وهذا لا ينفي حقيقة أن القسم الآخر من المتظاهرين, كان لهم دور في أدخال وجوه جديدة, في الحكومة الحالية نأمل أن تفي بوعودها.