23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

أصوات ليست للبيع

أصوات ليست للبيع

السنوات العجاف التي وفدت على العراق بعد عام 2003 لمن تكن أفضل من سابقتها فما زالت تجر معها أذيال الخيبة والآثام والموبقات وما عادت تعيش فيها الفضائل والأمجاد مثلما أشاعوا الساسة الجدد, فقد أماط الشعب اللثام عن الوجوه المكترثة التي تدعي الفضائل وتتباكى على الكرامة الوطنية, وأسقط قناع الزيف و وريقات التوت وكشف عورات الفاسدين,. فقد عرف الشعب انه يسير في الفترة السابقة خلف سراب وكلام فضفاض يشوبه الكذب والافتراء وادعاءات باسم الدين والقومية والمذهبية الهدف منها التعبئة والتنظير للفوز بكرسي السلطة وامتطاء صهوة الدولة التي تؤمن لهم البقاء بعد إيمانهم المطلق بأنهم مرفوضين من قبل الشارع فهم  يؤمنون بان بقائهم مرهون بالسلطة وبدونها سيكون مصيرهم مصير من سبقهم من الحكام لذلك ستراهم لا يتوانون في انتهاج أخس الأساليب في الانتخابات القادمة في تشويه صورة منافسهم وكيل التهم والتصفية الجسدية واللجوء الى تزيف الحقائق  وشراء اصوات السذج وستدخل على الخط القوى الداعمة لهم من اجل أعادة استخدامهم  كبيادق شطرنج في العملية السياسية,لكن هيهات فما عاد الشعب الذي وثق بهؤلاء بغفلة من الزمن وهرول  لانتخابهم والتصويت بنعم على الدستور في 15كانون الأول2005 وشارك في الانتخابات أكثر من عشرة ملايين في أجواء ملغمة بالتهديدات ,لم يعد هو نفسه بعد ان عرف زيف أدعائهم وانه(الشعب) مجرد رقم في حساباتهم وجسر يوصلهم الى ” كرس السلطة ” والتسلط مرة أخرى على رقابه البسطاء وإعادة أنتاج ثقافة تفضيل معيار الولاء على معيار المواطنة والكفاءة  بموجب قاعدة المحاصصة  المقيتة.

وعرف بان الذين فازوا بانتخابات الأمس وتبؤا مراكز متقدمة لم تراودهم  لا في الأحلام ولا في اليقظة و كانوا يمنون النفس  بدرجة مدير عام على أعلى تقدير,وعرف بأنهم سيضربونه مرة أخرى عرض الحائط  ويقسمون مؤسسات الدولة بينهم , وسيستمرون في طغيانهم ويشتروا أنصاف المثقفين والإعلاميين لتزويق وتحسين صورهم وصناعة تاريخ نضالي مزيف للبعض منهم “ولا نريد ان أنبخس هنا حق الآخرين” ,

 واليوم وبعد أن دخلت الانتخابات بالعد التنازلي وأعلن المواطن بان صوته ليس للبيع ,بدء هاجس الخوف يدب في نفوس الفاسدين جراء ما اقترفت أيديهم بحق هذا الشعب المسكين  وعرفوا (الفاسدين) بان نهايتهم باتت قريبة وإنهم يحصد ثمار الحنظل من  شجرة سياستهم الرعناء وتخبطهم واستخفافهم بالمواطن واستهتارهم بالمال العام, فتصفير دعايتهم الانتخابية وشراء الأصوات وإغراء السذج  باتت مكشوفة فالدولة غير قادرة على التعيين ومنح قطع الأراضي بسبب سياسة التقشف بعد ضياع ميزانيات انفجارية في أسواق نخاسة الفساد وما عادة البطانية والجولة والمبردة تغري الفقراء ولا  الخوف من الأخر انكشفت كل ألاعيبهم وما عادت المناكفات وكشف الملفات ومسرحيات التسقيط السياسي وسحب الثقة تمر على الشعب العراقي ولا خيار أمام الفاسدين ألا العودة إلى جحورهم والعيش بالمال الحرام الذي سرقوه من الشعب  وهم يحملون وصمة العار على جباههم لتظل تلاحقهم الى أحفاد أحفادهم