بداية نحن نعتقد جازمين ان الأديان جميعا هي نتاج العقل البدائي الذي أجبرته المخاوف من خطر الطبيعة كالبرق والرعد والزلازل والفيضانات ، وكذلك مخاوف مابعد الموت .. أجبرته تلك المخاوف على إبتكار فكرة الإله / الأب الراعي والحارس والقادر ، ثم تناغمت فكرة الإله مع أعراض مرض شيزوفرينيا العقل / الفصام وجعلت توهم بعض المرضى بتلقيهم إتصالات من السماء على شكل إيحاء أو كلام من الشجرة أو الملائكة وهكذا نشأت ظاهرة مايسمى الأنبياء الذين أنتجوا نصوصا دينية هي عبارة عن كلام يعبر عن إضطرابات العقل .. نصوصا معادية للحياة والإنسان والمباديء الأخلاقية !
بوصفي شيعيا درس التشيع بتعمق .. بداية حركة الشيعة كانت في حياة محمد الذي الذي إنحاز الى مجموعة بني هاشم ورشح علي بن أبي طالب خليفة بعده في عملية توريث واضح رغم صغر عمر علي وحساسية العرب من تولي صغير العمر عليهم ، وكذلك وجود شخصيات كبيرة في العمر والمكانة الإجتماعية أكثر تأهيلا لخلافة محمد مادام الأمر دنيويا ولم ينزل به نصا سماويا بحسب منطق الإسلام ، أما لماذا لم يختلق محمد نصا بخصوص خلافة علي ويعطيه الشرعية الإلهية .. يبدو في مرحلة نمو تنظيم بني هاشم بدأ محمد يفقد السيطرة على القيادات الرئيسية في الإسلام وتضعف مصداقيته لديهم ، بل فقد السيطرة على نسائه بعد ان تمردن عليه وظهرت فضيحة تهديده لهن بآية قرآنية لإخضاعهن لطاعته ، وكانت فضيحة كبرى في فشل ( النبي ) في السيطرة على عائلته وإقناعها بشخصيته وصواب سلوكه ، فكيف يريد إقناع البشرية بأفكاره ؟!
اما مايسمى الصحابة فقد إكتشفوا بمرور الوقت بطلان الإسلام وعدم نزوله من السماء ، لكنهم ظلوا معه من أجل مغانم الغزوات من الأموال والنساء السبايا وأيضا من أجل التمتع بالسلطة والزعامة ، وهكذا إستمرت اللعبة وإنفجرت على يد عمر بن الخطاب عندما نعت محمد في أواخر حياته بأنه (( يهجر )) أي يهذي وهو تعبير عن حقيقة نفوس معظم كبار الصحابة وعدم إيمانهم .
بخصوص الشيعة تأسس تنظيم سياسي سري بقيادة علي بن أبي طالب من بني هاشم حصرا ، وكان يخطط للإستيلاء على السلطة بشتى الطرق ، لكن أكثرية الصحابة أحبطت تطلعات ذلك التنظيم وإستولت على السلطة ، وكان إجتماع (( السقيفة )) إعتراف صريح بعدم مرجعية الإسلام الى السماء وان القضية مجرد أطماع سلطوية تتستر بالدين وتم فك الإرتباط بتراث محمد لعدم إيمانهم به .
لم تنقطع نشاطات التنظيم السري الشيعي ، بل إستمرت في ممارسة التخريب والتآمر الذي سمي (( بثورات الهاشميين )) ، بل أكثر من هذا حصلت صراعات بين الهاشميين أنفسهم ، إذ دخل أبناء الحسن بن علي بن أبي طالب مع أبناء شقيقه الحسين في صراعات مكشوفة حول الزعامة وإحتكار تراث محمد ، ولعل أخطر مافي هذا الصراع إعتراف أحفاد على بن أبي طالب من أبناء الحسن والحسين .. بعدم وجود نصوص دينية تشير الى مايسمى تحديد الأئمة الأثنى عشر ، وعدم وجود صفة العصمة .. بدليل صراعهم المدفوع بأطماع السلطة والزعامة في ظل عدم إمتلاكهم الحجة الإلهية التي تؤكد أحقية أحد الأطراف .
وقد رافق النشاط السياسي السري لبني هاشم و من الأتباع .. بناء أيديولوجيا باطنية تم حشوها بكل الشعوذات والخرافات عن الفكر الغيبي للأئمة وعصمتهم ومعرفتهم بالغيب ، وقد كانت ذروة الخرافة أكذوبة وجود شخصية المهدي المنتظر التي تم فبركتها من قبل عناصر هذا التنظيم بهدف سرقة التبرعات القادمة ، وما المرجعيات ومايسمى (( السادة )) من نسل محمد وأصحاب العمائم السوداء ، والحوزات في زمننا هذا هي إمتداد لتنظيم بني هاشم السياسي الذي تطور ونسج حوله هالة دينية مقدسة زائفة !
كان الشيعة طوال تاريخهم السياسي ولغاية الآن .. عنصر زعزعة لإستقرار بلدانهم بسبب النشاطات التخريبية المتواصلة ، وإقدامهم على خيانة أوطانهم والتعاون مع الإعداء لتدميرها ، لاحظ ماذا فعل الشيعة في اليمن ولبنان والبحرين والعراق .. كانوا سببا مباشرا في تحطيم أوطانهم وضرب الإستقرار فيها لصالح إيران ، وحتى باقي الشيعة في بلدان الخليج العربي هم ولاؤهم ليس لبلدانهم بل لإيران ويعتبرون قنابل كامنة ينتظرون الفرصة لممارسة نشاطاتهم التخريبية .. وعلى المجتمع الدولي الإنتباه الى خطر الشيعة السياسي – الإرهابي وإصدار القوانين الدولية التي تحاصرهم وتضعهم في خانة الإرهاب .
أخيرا .. لم يكن الطرف الآخر السني ملاكا ، بل كذلك تحرك بدافع الإستيلاء على السلطة والغنائم والنساء السبايا ، وكان السنة خلال حكم الخلفاء و الأمويين والعباسيين وصولا الى الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش .. هم تجسيدا لوحشية البداوة وجرائمها في قمع الناس وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وسبي نسائهم !
هامش : أقترح الإطلاع على أهم كتاب نقدي كتبه الشيعي للشيخ أحمد الكاتب بعنوان (( تطور الفكر الشيعي السياسي الشيعي ))