22 ديسمبر، 2024 9:52 ص

أصلاح وتحرير … وبرلمان منقسم‎

أصلاح وتحرير … وبرلمان منقسم‎

غدت اصوات المتظاهرين في العراق تهز مضاجع الفاسدين، لكونها تشكل رعداً مدوياً ينذر بوقوع الصاعقة على رؤوسهم التي اسكرها طعم السحت الحرام. وافقدها حاسة الشعور بالمسؤولية وبالذنب، مهما كبرت خطاياهم، التي غالباً ما تتوازى طردياً مع عمق توغلهم بوحل الفساد والطائفية. ان هتافات الحراك الجماهيري المتظاهر في الشوارع، تجاوزت الجدران الكونكريتية والابواب المغلقة وايقضت حتى الذين في اذانهم صمم. فهي اجراس قُرعت تدعو الناس كل الناس لمقارعت “الظلم الساكن” – اذا جاز هذا التعبير- والمتمثل في الفساد والفشل وفقدان الشعور الوطني لدى الاوساط الحاكمة.

ان قوى الجماهير المنتفضة ومن تحالف معها يقودون اليوم جبهة “قتال” داخلية ساخنة، ضد دواعش السياسة، التي لا تقل اهميتها عن جبهة قتال داعش الارهابي في سوح القتال، وهنالك ترابط جدلي بين الجبهتين، وليس ثمة مبرر للفصل او التفضيل بين موجبات الدعم والتعضيد والمساندة، لاية واحدة على حساب الاخرى.تصور المتهمون بالفساد من المتنفذين وحاشيتهم، بانهم فازوا بـ ” نعمة الافلات” من طائلة القانون عندما تفجرت حرب تحرير الفلوجة، وظنوا بانهم قد حظوا بعذر يبعد عنهم ملاحقة الحراك الجماهيري وصداه في ساحة التحرير. فتصاعدت اصواتهم بالتتابع ليكيلوا النعوت للمتظاهرين وليسجلوا فشلهم مرة اخرى في الاستهانة بمطالب الشعب العراقي ولينهوا فصلهم التشريعي بأنقسام واضح وبعيد عن كل الاخلاقيات ليستمتعوا في في سواحل الجزر السياحية هم وعائلاتهم بنعيم وترف وابناء الحشد المقدس يفترش الستواتر الترابية .كل هذا وليسجل بذلك البرلمان فشلا” يضاف الى فشله ونجاحا” في سياسة الجدل التي اصبحت هي سمة من سماته والخلافات ظاهرة في جلساته، حتى كاد الفصل الاول ينتهي دون اقرار او تشريع اي قانون يذكر، حيث مازالت القوانين تنتظر على رفوف البرلمان منذ الدورة السابقة، وبينها قوانين مهمة يرتبط باقرارها تعديل مسار البلد”

و ان “هناك ضرورة ملحة ان يأخذ البرلمان دوره الحقيقي، المتمثل بتشريع القوانين فضلا عن الدور الرقابي، ولابد ان يكون قريبا من هموم الشعب، في ظل التظاهرات والاحتجاجات التي لم تنته بعد والتي تطالب بالاصلاح”. ولكن يبدوان البرلمان الحالي كسابقه ينشغل بالسجالات والجدل ويترك القوانين معلقة، بينما نحن بحاجة ماسه اليها”.حيث مازالت العشرات من القوانين الملحة والمهمة مؤجلة منذ الدورة السابقة للبرلمان وتنتظر التشريع او الاقرار لتحال للتنفيذ، ومنها قوانين الخدمة والتقاعد وقوى الامن الداخلي وتعديل رواتب الموظفين ورواتب الرئاسات الثلاث والاستثمار والاحزاب والنفط والغاز المثير للجدل وغيرها من القوانين التي تبدو الحاجة اليها ملحة للغاية. وان جلسات البرلمان اصبحت “بسوق للخطابة تطلق خلاله الشعارات والخطابات دون فعل حقيقي يذكرحيث تبدأ جلسة البرلمان بخطابات وتنتهي بخطابات بينما الشارع العراقي يغلي، فقد سئمنا الخطابات والشعارات، نريد افعالا، نريد قوانين تشرع لا سجالات ولا غيابات ولاصفقات ولا مصالح حزبية ضيقة”.وأن “الشعب العراقي سوف لن ينتظرطويلا هذا الركود ومحاولات تعطيل القوانين، لان قريحته فتحت للتعبير والتظاهر والمطالبات بالحقوق، وبامكان الشعب حل البرلمان اذا استمر على تلك الوتيرة وهدر الوقت”. ويطالب الشعب ايضا” بتعظيم كل الجهود والوقوف خلف مقاتلينا الابطال من القوات الأمنية وأبناء الحشد المقدس في معركتهم العادلة ضد الأرهاب وتحرير كامل تراب وطننا من دنس المعتدين .