23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

أصدر دولته بياناً!

أصدر دولته بياناً!

أصدر مكتب دولة رئيس الوزراء البيان الآتي :
أستقبل دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي بمكتبه الرسمي صباح يوم 26/05/2013 وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء البحث في تطورات الأزمة السورية وتداعياتها على دول المنطقة سيما الدول المجاورة لسورية. وجدد دولة رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة التوصل إلى حل للأزمة عبر الحوار وتجنب الحل العسكري الذي وصفه بأنه طريق مسدود، ورحب سيادته بقرار الحكومة السورية المشاركة بمؤتمر جنيف ، مشيرا الى ان العراق مع أي جهد إقليمي أو دولي لإيجاد حل سياسي لما تعاني منه سورية حاليا، وإن العراق مستعد للقيام بكل ما من شانه تخفيف المعاناة عن الشعب السوري الشقيق.
http://www.pmo.iq/press/2013/26052013.htm
أعدت قراءة النص أكثر من مرة و وددت إعادة النص إلى دولته بعد تغيرات بسيطة على النص لا تؤثرعلى فكرته ولا تغير جوهره وبقدرتعلقه بأزمة العراق و تمنيت على دولته (تجنب الحل العسكري) لأنه طريق مسدود لغبائه وسطحيته و هو غير معني بالأسباب والدوافع وهو أبعد شيء عن مهمة الإصلاح والتغيير وهو يؤمن اشد الإيمان بالحسم ولإنهاء والقضاء ولا يفهم غير لغة البنادق والقتل.وكم أتمنى عليك أن تسعى بكل جهدك لإيجاد حل سلمي (سياسي) كما عبر البيان لما (نعانيه) نحن في العراق والإستفادة من (أي جهد إقليمي أو دولي لإيجاد حل سياسي لما يعاني منه العراق) لتخفيف معاناتنا نحن الشعب العراقي وما يعانيه العراق ولنتجنب ما آلت إليه الأمور في سوريا.  
وأذكر دولتك أن شرارة (الأزمة السورية) كانت غاية في البساطة وكان حلها أقل بساطة  منها أطفال لا تتجاوز أعمار أكبرهم الخامسة عشر عاماً كتبوا على جدران مدرستهم (تصور مدرستهم) كلمتين (يسقط بشار) وسرعان ما أستلم جنرالات النظام ومغاويره وحراسه النشامى (ملف) هذه الواقعة والمؤامرة الدنيئة الإرهابية الصهيونية الماسونية التكفيرية التي تقف ورائها دول أمبريالية وأمريكية وعربية  وأعتبروها إنتقاصاً من (هيبة النظام) لابد من إستعادته ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم وصالوا صولتهم الكبرى على المدرسة وداهموها وفعلاً وخلال أقل من ساعة قبض على الجناة والمشتبهين والمشبوهين عملاء إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وما جاورها وعملاء دول الخيانة والإستسلام وبعدها تم تحديد (الخونة العملاء) بدقة عالية وسرعة رهيبة من قبل الأجهزة الأمنية الساهرة على النظام والأمن التي أثبتت خبرتها الكبيرة و ولائها (المطلق للنظام) للنظام وتم إحتجازالمجرمين الجناة  والتحقيق المعمق معهم وتوسع التحقيق وتطور وشمل بالطبع أولياء أمور الخونة لأنهم بالتأكيد خونة مثلهم وجرى تعذيب الأطفال تعذيباً بشعاً لكي يكونوا عبرة لكل من تسول لهم أنفسهم التجاوز على النظام أو (مس) هيبته ولم يكن في عقل القادة الأمنين أي فكرة عن شيء أسمه الإحساس الفطري للناس ولا المقدسات الإجتماعية ولا عن الفكر والعقل الجمعي ولا عن ردود الفعل العاطفية لرؤية أطفال معذبون فضلاً عن أن عنجهيتهم وتسلطهم على رقاب الناس والصلاحيات الغير طبيعية التي منحت لهم جعلتهم لا يخشون شيئاً وليس لديهم أي إعتبار لأي مقدس سوى النظام هو المقدس الوحيد والقائد هو الإله المقدس الأوحد المنزه المعصوم . ولكن الطبيعة البشرية تمردت هذه المرة على سياط الإنكشارية وفرضت الفطرة قانونها على قوانين السلطة ومقدساتها فكانت تلك هي شرارة الثورة السورية وكانت تلك الثورة هي الناتج الطبيعي لعسكرة النظام وسياسة الهراوة التي يؤمن بها الجنرالات وطالما أقنعوا قادتهم السياسين بسحرها الرهيب ومقدرتها الفائقة دعك من الدستور والديمقراطية وأترك الأمر لنا وسترى العجب ! وليعذرنا دولته فتلك ديمقراطية “نجسة” وسننهي أي تمرد أو إعتصام قبل طلوع الفجر!. والطاغية يسقط في أيديهم شيئاً فشيئاً حتى يبتلعوه حينما يدرك أن مصيره معلقاً بسياط الجلادين وبساطيلهم وأنه لم يكن ليبقى من دون تلك المعتقلان وتلك السجون وببركة هؤلاء المرضى الساديين القتلة !
ولك أن تتخيل الصورة الحضارية الأخرى (إن كنت تريد) أن الحاكم المبجل بشار علم بالواقعة عند إعتقال الأطفال أو قبل القاء القبض عليهم بمقدار فأرسل عليهم إلى القصر الجمهوري وتحدث معهم بحميمية الوالد الحريص على أبنائه وبالسان الأب الحنون الناصح  وسألهم لماذا لا تحبوني يا أولادي  وأنا أحبكم ؟ وتلك هداياكم جلبتها لكم خصيصاً وسنوزع على كل تلاميذ مدرستكم إستمارة صغيرة نسألكم فيها ماذا تريدون من الرئيس ؟ وأنا الرئيس سأحاول جاهداً أن أحقق لكم أمنياتكم وتكلم معهم عن هواياتهم وعن القانون وعن الرئيس الأب ثم خرج معهم الى حديقة القصر ولعب معهم بالكرة وهم يضحكون وأختتم اللقاء المترع بالهدايا والأشواق بوداع حميم وحظن عاطفي حنين والتلفزيون ينقل كل هذه اللحظات الحميمة ! . ترى لو حدث هذا هل حدث كل هذا الموت والدمار أو لنقل “على الأقل” لتأجل هذا الدمار . تأكد دولتك إن الإرهاب قرينة للهيمنة والتعسف  لذا لا ترى الإرهاب في اليابان أو في المانيا أو كندا وإن وجد فلا تأثير له وسيحاصره المجتمع ويخنقه لا دفاعاً عن الرئيس ولا تملقاً للسلطة بل صيانة للسلام الإجتماعي في ظل عدالة إجتماعية تجاوزت كونها حقاً إلى كونها جزء طبيعياً من الحياة !.
أحد الخبثاء يقول لي دعك من هذه البراءة القاتلة فدولته يريد كل هذه الفوضى والإرهاب الخلاق والآخر أكثر خباثةً  ولوأماً يقول بل هو صانعه وأحد أطراف الإرهاب و أخبثهم يقول بل هي الأوامر القادمة من الخارج واجبة التنفيذ وإستحقاقات الكرسي التي لا تناقش أعاذنا الله منهم !.
ولكي نضفي جواً من المرح والضحك والفرح على خاتمة هذه الكآبة فلقد صرح ناطق الداخلية إن الإغتيالات التي حدثت بشكل أكبر من ما هو “معهود” لها صفة “جنائية” . تصوروا !!!

[email protected]