26 نوفمبر، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

أصحاب الجنسية الثانية ماذا تعلمتم من تلك الدول ؟‎

أصحاب الجنسية الثانية ماذا تعلمتم من تلك الدول ؟‎

تكاد تكون جمهورية إيران الإسلامية وسوريا ولبنان والأردن محط رحال العديد من العراقيين أيام العهد البائد والكثير منهم كانت محطته دول أوربا بالخصوص الدول الإسكندنافية وبريطانيا وفرنسا وكذلك أمريكا وكندا وأستراليا وأغلبهم قضى زمنآ طويلآ في تلك الدول ومنح على أثر بقاءه جنسية الدولة التي هو فيها وأصبحت له إمتيازات المواطنة وعليه واجبات كما له حقوق ، ولا مجال للشك بأن أغلب الطبقة السياسية القادمة من وراء الحدود كانت ملتزمة أيما إلتزام بقوانين تلك الدول ولا تحيد عن الإنصياع لها بكل حذافيرها وبأدق تفاصيلها حتى أن البعض إنصهر بالعادات والتقاليد المجتمعية هناك وإنسلخ هو وعائلته عن أصل تربيته وعاداته وتقاليده قبل رحيله الى دول المهجر . لست في محل بحث وإستعراض طبيعة الحياة الشخصية فهذه جزء من الحرية الفردية والخصوصية مالم تؤثر وتتقاطع مع الآخرين فالشعار المعمول به غالبآ مقتضاه ( حدود حريتك تقف عندما تتقاطع مع الآخرين) ، وهنا يجدر القول بأن هؤلاء كانوا إما ضمن الأيدي العاملة في القطاعات العامة أو الخاصة في تلك البلدان أو لهم إحتكاكات متواصلة مع العاملين في الدوائر والمؤسسات الحكومية فجلهم كان يستلم معونات ومساعدات شهرية ( إستجداء بطريقة متحضرة ) وهناك جهات تتابع سيرة حياته وتحتك به وبعائلته بشكل دوري لتؤمن له ولعائلته المسكن والمأكل والمشرب والملبس ، وعليه لابد وأن تكون لتلك الإحتكاكات تأثيرات على نفسية هؤلاء سلبآ أو إيجابآ ويستوجب أن تنعكس هذه التأثيرات على سلوكيتهم وأخلاقياتهم في التعامل ، الكفاءة والنزاهة والإخلاص والدقة في العمل وتطبيق مجمل القوانين النافذة هي السمة الغالبة في دوائر الحكومات في تلك الدول ومقتضى الحال يستوجب أن تخلق لدى هؤلاء نزعة التمسك بهذه الخصال كونها تصب في خانة المواطنة الصالحة ومندوبة في شرائع السماء التي يتشدوق بأنهم من المؤمنين بها ومن الدعاة لها والمتمسكين بها كما وأنها مثبتة في القوانين الوضعية ، أما الإنعكاسات السلبية فهي التمرد النفسي والنزعة الذاتية العدائية والشعور بالنقص تجاه ما يراه المرء من حواليه مهما حاول أو يحاول أن يغلفه بشتى الطرق ليعطي لنفسه طابع الكهنوتية والقدوة الدينية والوطنية . ماذا تعلم هؤلاء من الدول التي سكنوا فيها وإحتكوا بمجتمعها طيلة عقود من الزمن ؟ لا شئ إيجابي بالمرة ودلائل ذلك كثيرة وحتى وهم في تلك الدول كان البعض يستلم رواتب معونات بالرغم من حصوله على عمل وهو مايسمى ( العمل الأسود) أي منافي للقوانين النافذة في تلك الدول ، ومنهم من كان يعمل في تهريب البضائع والبشر ومنهم من كان يستلم معونات من دولة ويعمل في دولة أخرى ومنهم من كان يجمع المساعدات العينية والمادية لعوائل الشهداء والسجناء والمتضررين من النظام البائد ليغمط منها مايشاء حيث لا رقيب ولا حسيب ، وحين أتيحت الفرصة لهؤلاء بالوثوب على مناصب الدولة الأم كشروا عن أنيابهم الحقيقية وتمردهم على كل إيجابيات الدول التي كانوا يلعقون فيها القصاع وأصبح همهم النهم ليعوضوا النقص الذي إستحوذ على عقولهم وزاد فيهم طمع غير محدود وشراهة غير مسبوقة من قبل وإستباحوا بدنائتهم ثروة البلاد ونشروا في مفاصله داء الفساد وأهلكوا بعنجهيتهم حياة العبادفإن كان هناك عاق فبهؤلاء تكمن عقوق الوطن .. 

أحدث المقالات