الأمر أصبح واضحا للعيان. وسائل الإعلام العالمية تنقل صور أشخاص ملثمين يقومون في ظلمة الليل بزرع قنابل وعبوات ناسفة على جانب الطرقات في قرى ومدن البحرين.
مرتزقة الملالي الذين حاولوا الاعتداء على اللواء أحمد عسيري في لندن يؤكدون تورط طهران المباشر في عملياتها الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. سأركز في هذا المقال على التطورات الأخيرة للتدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين.
أشار تقرير في صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع إلى وجود خلايا مسلحة في البحرين تحصل على الدعم والتمويل مباشرة من النظام الإيراني. هذا الأمر ليس بجديد، فالأسلحة التي تمّ العثور عليها منذ 2013 تشمل القنابل اليدوية والذخائر التي تحمل رموزا إيرانية مميّزة، فضلا عن إلكترونيات إيرانية الصنع كانت موجودة داخل الأجهزة شديدة الانفجار. كذلك كشفت السلطات البحرينية في 30 سبتمبر 2015 عن منشأة لصنع القنابل في مستودع في النويدرات في البحرين، تحتوي على سلائف كيميائية ومادة سي 4 شديدة الانفجار ومخارط ومكابس هيدروليكية تستعمل في صنع القذائف والمتفجرات.
في 16 مارس الماضي أمرت السلطات الألمانية بإلقاء القبض على رجل بحريني، وهو طالب يبلغ من العمر 27 عاما يقيم في برلين، بموجب مذكرة دولية تتهمه بأنه إرهابي ينشط في كتائب سرايا الأشتر، وهي جماعة شيعية بحرينية مقاتلة تعلن مسؤوليتها عن الهجمات المميتة ضد ضباط الشرطة البحرينية. بعدها بيوم واحد، أي في 17 مارس، قامت وزارة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات على اثنين من قادة جماعة الأشتر الإرهابية وصنفت أفرادها كـ“إرهابيين دوليين”. الإعلان الرسمي من الخارجية الأميركية اتهم إيران على وجه التحديد بدعم هذه المجموعة الإرهابية كجزء من نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
اكتشفت في البحرين على مدى السنوات الثلاث الماضية مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة على نحو متزايد -الكثير منها مرتبط بشكل واضح بإيران- بما في ذلك مئات القطع من المتفجرات التي تستخدم عسكريا والمُصنعة في إيران. في مارس 2016، قال قائد الحرس الثوري سعيد القاسمي بكل وقاحة إن البحرين “محافظة إيرانية منفصلة عن إيران نتيجة للاستعمار”، مضيفا أن إيران أصبحت الآن قاعدة “لدعم الثورة في البحرين”.
الأمر أصبح واضحا للعيان. وسائل الإعلام العالمية تنقل صور أشخاص ملثمين يقومون في ظلمة الليل بزرع قنابل وعبوات ناسفة على جانب الطرقات في قرى ومدن البحرين، إضافة إلى عمليات ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي تأتي برا وبحرا إلى البحرين.
كل أصابع الاتهام تشير إلى إيران. أتثبت عدة وثائق ومقابلات صحافية أجريت مع مسؤولي الاستخبارات الأميركيين والأوروبيين بوضوح إلى أن هناك برنامجا تدريبيا متقدما نظّمه فيلق الحرس الثوري في طهران لـبحرينيين في تقنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات.
إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤسس لرفع تجميد بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى البحرين، مما يناقض القرار الذي اتخذته إدارة باراك أوباما في العام الماضي احتجاجا على حظر البحرين لجمعية الوفاق، جمعية تيار المعارضة الشيعية الرئيسي في البلاد. الخارجية الأميركية أدلت بدلوها وأوضحت أن إيران قدمت أسلحة وتمويلا وتدريبا إلى المسلحين البحرينيين.
كل هذه الأدلة دامغة على جهود إيران الرامية إلى إحداث اضطرابات لزعزعة الاستقرار في المنامة. حان الوقت لمحاسبة طهران على أعمالها العدائية.
نقلا عن العرب