23 ديسمبر، 2024 2:30 م

أشهد ان البعث والقاعدة ودول الجوار كلهم ابرياء من الدم العراقي !!

أشهد ان البعث والقاعدة ودول الجوار كلهم ابرياء من الدم العراقي !!

لماذا نلوم البعث في مايجري في العراق ذلك الحزب الذي اطاحت به امريكا في 2003 لينفصل الى فصيلين احدهما مناوئ للنظام الجديد والآخر يعمل في هذا النظام ويشترك فعليا في اداره الحكم والدوله..
ولماذا نلوم القاعده التي افكارها التكفيريه المتطرفه ابعد من الإسلام كبعد الأرض عن السماء؟؟
ولماذا نلوم دول الجوار ..؟؟ فهي انظمه تحاول الحفاظ على استقلالها ومصالحها من خلال سياسات لايمكن ان نلومها فيها ان كان في ذلك مصلحه لشعوبها..؟؟
اللوم يقع اولا واخيرا على الشعب العراقي الذي اثبت بشكل قاطع وبالمطلق ان فيه من الجهل والتخلف ماهو اكبر واعظم مما في اي دوله مجاوره..

الاحداث التي مرت بالعراق في العصر الحديث ولنقل منذ نهاية الحكم العثماني وبداية الحكم الملكي انما تؤكد على تطور فكر الفرد العراقي بشكل مضطرد خلال تلك العقود.. فلو نظرنا الى تلك الفتره لوجدنا علاقات العراق الخارجيه على افضل مايرام وكذلك يلمس المرء من خلال قراءة التاريخ الحديث ان التعليم في العراق قد تطور بشكل ملحوظ ناهيك عن التطور في المجالات الصحيه والثقافيه والعلميه والصناعيه والزراعيه والعمرانيه..

وقد رغم اختلاف الأنظمه الحاكمه من ملكيه الى جمهوريه الى ان جاء نظام حزب البعث فإننا نرى ان التطور في كافه المجالات قد استمر بخطى حثيثه بالرغم من انه لم يكن بمستوى الطموح..
فحتى في خلال حقبة حكم البعث في بداياتها كان العراق يعيش العصر الذهبي في التطور في كافه المجالات واصبح العراق منارة للكثير من الدول العربيه والإقليميه الى ان حدثت حرب الخليج الأولى والتي اثرت بشكل ملحوظ على التطور في العراق ولكن اثر ذلك اصبح واضحا بعد حرب الكويت وفرض الحصار الإقتصادي على العراق, فحينها تراجع العراق الى الوراء قليلا بالرغم من حملة اعادة الإعمار والبناء التي تبناها النظام السابق بعد ان دمرت قوات التحالف البنى التحتيه في قصف وحشي مدمر..
وقد شهد العراق تراجعا في المجالات الصناعيه والزراعيه والصحيه والعمرانيه والعلميه وفي غير ذلك… ولكن التراجع الكبير الغير مسبوق حصل بعد احتلال العراق هو في المجال الثقافي.. فالعراقيون تبنوا افكار جديده دخيله عليهم لم يألفوها من قبل.. مفاهيم رجعيه متخلفه اعتبرت المذهب مثلا هو البديل عن الوطن.. بل جعلت من العراقي البسيط كتله من التعصب والطائفيه..

فالجهل والتخلف الذي انتشر في المجتمع العراقي انما انتشر بعدما سمح العراقي المثقف والبسيط ان يتلقى مفاهيم جديده لم يكن قد ألفها من قبل..
فالتكفير مثلا مفهوم جديد تبناه الطرفين الشيعي الذي يكفر او يفسق كل ماهو غير شيعي.. وكذلك الطرف السني الذي تبنى البعض منهم الفكر التكفيري الذي يعتبر الشيعه كفره..
الغريب في الموضوع هو ليس فقط في تبني البعض لتلك المفاهيم الغريبه بل في اقتناعهم بل ودفاعهم عن تلك المفاهيم وكأنها مسلمات ودستور انزلهه الله على لسان نبيه ليضرب كل هؤلاء تاريخهم المشترك المسالم عرض الحائط وليضربوا اتعس و اسوأ مثل في التخلف والجهل والهمجيه..
انا اتسائل حقيقه عن الأيام التي تلت الإحتلال والتي كان فيها الوضع هادئا نوعا ما؟؟..ففي تلك الأيام كان السياسيون متفقين فيما بينهم وكانوا شركاء متضامنين في العمليه السياسيه وكانت الامور كما يقال في العراقي .. دهن ودبس..
وقد شهدت تلك الأيام القليله سعاده وفرحه بانت على وجوه العراقيين بالرغم من ان مشكله واحده قد حُلت او توهم العراقيون انها قد حلت الا وهي مشكله الأمن.. وفرح العراقيون بتلك الأيام بالرغم من انعدام الخدمات بكل انواعها.. حيث اثبتت الأيام ان الامان نعمه منسيه فعلا… فنحن لانشعر به الا اذا افتقدناه..
ولكن وبمجرد مايختلف السياسيين فيما بينهم حتى تظهر المفخخات والمتفجرات والتظاهرات والإحتجاجات والإغتيالات بالكاتم وبغير الكاتم.. ومن ذلك نستنتج ان الاوضاع في العراق انما هي رهينه امزجه السياسي العراقي.. فحين يختلف زيد مع الحكومه لوجود قضيه شبهه عليه او على حمايته فإنه يلعب دور البطل ليؤلب الناس على الحكومه التي كان فقط قبل ساعات قليله جزءا منها..
وحين يختلف سياسي اخر حول فقره قانونيه في الدستور فإنه يدعم مجموعه معينه كي تثير المشاكل وتفتعل الأزمات في وقت هو جزء من هذه الحكومه التي يدعي انها ظالمه..
لايمكن ان نعتب على السياسيين الذين خبرناهم جميعا ولمده عشر سنوات عجاف جفاف .. فهم جميعا ربما دون استثناء شركاء ولكن ليس في العمليه السياسيه بل في اراقة الدم العراقي..

انا ارى ان الخطأ واللوم والعتب لايمكن ان نضعه على هؤلاء الإمعات من السياسيين ولا على الحكومه والبرلمان.. بل على الشعب العراقي نفسه الذي يدعي انه رمز الحضاره وانه صاحب اقدم الحضارات دون ان نعي في معظمنا ان اللعبه السياسيه في العراق انما ليست سياسه بقدر ماهي مصالح عصابات مافيا متمرسه في سرقة الشعب العراقي ونهب ثرواته..
لابد من وعي ثقافي وسياسي يعبر بنا الى بر الامان.. فليس من المعقول ان ندعم هذا السياسي او ذاك مع علمنا بفساده لمجرد انه من مذهبنا او قوميتنا..
فمنذ عشر سنوات والفساد ينخر الدوله ليس بداية مع حازم الشعلان وايهم السامرائي ومرورا بعبد الفلاح السوداني وكريم وحيد وليس انتهاءا بفضيحة المصارف العراقيه في غسيل الاموال التي اشترك فيها سياسيون وبرلمانيون ووزراء كبار وهم ينهبون هذا الشعب المخدوع..
لايمكن ان نضع اللوم على اي جهه في موضوع الارهاب والفساد وانعدام الخدمات وغيرها من المشاكل سوى ان نضع كل اللوم على الشعب العراقي نفسه.. فبعد خطبه واحده مثلا من امام جامع متطرف طائفي يخرج الآلاف وهم يهتفون بخطابات طائفيه لم نسمع عنها من قبل..
وفجأة يصبح ابن البلد صفوي او ناصبي بعد مشكله حدثت بين اثنين من السياسيين.. ولماذا لم تكن تلك المشاكل مثلا موجوده في عهد صدام مثلا؟؟
هل نعود ونقول ان الديمقراطيه هي ثوب لايناسب مقاساتنا؟؟
وهل نحن بحاجه دوما الى حجاج يسوقنا ويسومنا سوء العذاب حتى نسير على الطريق المستقيم؟؟
لذا لانلوم احدا على حالنا وما آل اليه الوضع اليوم.. فلا دول الجوار ولا القاعده ولا البعث هم السبب.. السبب فينا نحن.. نحن نردح لأول من يطبل لنا..نحن نهزج دون ان نعرف معنى مانقول.. لذا فلن يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. هذه ان لازال البعض يعرف ان لله حق..