22 نوفمبر، 2024 10:36 م
Search
Close this search box.

أشك أحياناً…

1 ـــ اشك احياناً بمؤدلج العداء لأمريكا, عندما يحاول فصال المصير العراقي على مقاس المصالح الأيرانية, واشك بمن يتخيل ان جنازة البعث, تستطيع ان تتصدر انتفاضة ضحاياها من احفاد المقابر الجماعية, وبمن يتخذ من طائفيته, بديلاً عن الهوية الوطنية, وبمن يريد العراق ان يصفع امريكا وهو قابع بين جدران النفوذ الأيراني, وبمن يطالب المسروق وطنه, الا يصرخ “اريد وطن” حتى لا يربك سكينة حكومة اللصوص في المنطقة الخضراء, اشك اكثر بمن يعتقد, ان ديمقراطيته الفتية هي “بلا حدود” وتستحق كل تلك الضحايا, اشك فيهم واخجل نيابة عنهم, الأنهم لا يشبهوم انفسهم, ويومهم لا يشبة امسهم, وربما كانوا هكذا, واستطاعوا استغفال عواطف الطيبين, ثم انقلبوا على رؤوسهم, عندما استبدلت الأنتفاضة الشبابية, ضعف العواطف بقوة ارادة الوعي المجتمعي, انها الأنتفاضة عندما ترفع الأقنعة, حين ترتب اولوياتها في واقع منتفض, فتتمرد على نظام ولاية الفقيه, وبعراق حر موحد يمكنها ان تقول لأمريكا, نسمح بهذا ولا نسمح بذاك, احترموا العراق في الزمن العراقي.

2 ـــ انتفاضة 01 / اكتوبر 2019, قفزة وعي نوعية لمشروع وطني, يتحرك ويكبر ويترسخ دماء شبابية في شرايين المجتمع العراقي, وان تأخر انتصاره الحاسم الى حين, ستكون مسيرته حلقات متقاربة, اشد بأساً واكثر وعياً وكفاءة, لتحقيق ما هو جذري على صعيد المتغيرات والأصلاحات الوطنية, يرافقها صياغة مجتمع وطني ديمقراطي حر, تحتضن خيمته جميع المكونات التاريخية, التي ستمسك قبضتها, عنق الفتنة ومشاريع التمزق والتقسيم, وبسمو الهوية الوطنية المشتركة, تحجم انفلات الهويات الفرعية, وتعالج اعراض الفدرلة والأقلمة تماماً, وتعيد تضميد اصابات التمزق الجغرافي والثقافي والنفسي, التي انهكت الدولة العراقية وهتكت السيادة الوطنية, بعدها يصبح من الممكن, قطع اذرع المصالح والأطماع الأقليمية والدولية, العابثة بحاضر ومستقبل العراقيين.

3 ـــ نفايات المنطقة الخضراء, التي تسلطت على العراق عبر التخادم الأمريكي الأيراني, سوف لن يكون مصيرها اقل حقارة من مصير حفرة صدام حسين, تلك هي نهاية الطغاة دائماً, ومصير احزاب الفساد والأرهاب الملشياتي, سوف لن يكون استثناء, في ساحة التحرير, وشوارع وساحات الجنوب والوسط العراقي, قال الله والعراق, كلمة العراقيين الأخيرة, “نريد وطن”, وطن يكبر فيهم وبه يكبرون, لا مكان فيه للصوص المذاهب ووسطاء الفتنة, كما يراهم يرونه قادماً على جناح الأنتفاضة, الوطن لا يعني عملة صعبة في جيب لص فاسد, او عقار في بلد آخر او سحت مهرب, انه الأرض والأمن والعافية وحرية الأنسان وكرامته, شباب الأنتفاضة جيل وطني في الزمن اللاوطني, وطنهم مسروق وعليهم استعادته عاجلاً, هذا الأمر لا تفهمه احزاب الحثالات في المنطقة الخضراء.

4 ـــ ما اسوأهم وعاظ يعرضون خدماتهم لأسوأ السلاطين, في حكومة توافقت عليها وتقاسمتها, كتلتي العامري (فتح) والصدر (سائرون), والسلاطين فيها, الفياض والعامري والصدر والخزعلي والمهندس, مضافاً اليهما الخنجر والملطلك والنجيفي, ويرأسها الحرس القومي الأسبق, عادل عبد المهدي, فأي لوثة اسهالات مخجلة, الحقها كتبة “القطعة”, بتاريخ الثقافة الوطنية العراقية, هل وجدوا ولو بعثي مندس واحد بين كل تلك الضحايا؟؟, او كان جائعاً عارياً, او ترك خلفه ارملة ويتيم وثكلى, يستطيعون الآن ان يضحكوا على انفسهم, ويمسحون ما تبقى على جباههم, فالبعثيين الآن قيادات ومليشيات شيعية, اجادوا القنص منذ الزمن البعثي, ربما كنا مخدوعين بهم, والطائفية الآن قد حفرت بعيداً في وعيهم, شكراً للأنتفاضة, قد رفعت الأقنعة واستبدلت الشك باليقين.:

أحدث المقالات