23 ديسمبر، 2024 10:21 م

أشكالية النشر و أنتقائية  الموضوع  

أشكالية النشر و أنتقائية  الموضوع  

يؤشر المراقبين لمسيرة الاعلام والصحافة تنامي ظاهرة الانتقائية في بعض المؤسسات الاعلامية في عملية نشر الخبر و المقالة و التحقيق والمقابلات مع ما يتماشى وسياسة المؤسسة, هذه الظاهرة التي أخذت دائرتها بالاتساع في الاونة الاخيرة تتسبب في تغيب بعض الاسماء الاعلامية التي لايسمح لها تاريخها الصحفي والاعلامي بان تكون ادوات وفق ما يملى عليها.وتعبد الظاهرة الطريق لطارئين على المهنة والمتنفذين وتقلب موازين المهنه   وتتعمد بثلم بعض القامات الاعلامية من خلال الضغط بكل انواعة واستغلال طبيعة المثقف والعزف على الاغرائات المادية كونهم الشريحة الاكثر ترفعا من الولوج  في مشاريع تجارية ويرتكنون الى الاستقلالية في الراى والكتابة وبعيدون عن ظاهرة مسح الأكتاف و التملق والاستجداء على اعتاب المسؤولين, اضافة الى ان هذه الظاهرة تنحر الابداع بكل انواعة وتحول الشخص المبدع الى الة مبرمجة يرى ويسمع بعين الجهة الساندة ويتغاضى عن الكثير من الحقائق الامر الذي يسقط عنه هوية المثقف المنتج والمتخلى من المسؤولية فالثقافة هي سلوك وممارسة قبل ان تكون كلام او كتابة وهذه الظاهرة تمنع الدخول في دائرة النقد والتقصي بالاضافة الى انها تضع  الادوات المعرقلة  في بناء دولة تستوعب كل التناقضات وتؤمن بالرائ والرائ الاخر والتعايش السلمي والانفتاح على الجمع وتتسبب في تغيب الهوية الوطنية و تجعل  المؤسسات الاعلامية التي تتبنى هذه الظاهرة  بيئة طاردة للابداع  وتذكي الانا  المنغرس في ثقافتنا وموروثنا الاجتماعي  , الخروج من عنق زجاجة هذه الظاهرة ان نعترف بالخطا ونشر غسيلنا قبل ان ينشره الاخرون ونصلح مسار المنظومة الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادي من خلال المكاشفة وتقبل النقد التقويمي  ولانحاول جر النقد الى التسقيط والتشهير من اجل مصالح ضيقه وهذا لم يتحقق الا اذا أسسنا الى اعلام مسؤول عن تحريك محركات الإبداع  أعلام مفتوح على فظائات الثقافة المحلية والعالمية ويؤمن بالتعايش وقبول نقد الاخر  اعلام قادرعلى تحريك الادوات الثقافية بين الجميع والانفتاح على المدارس الثقافية  بمختلف توجهاتها اذا ما اردنا ان نكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال الاعلام الحر “