23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

أشكالية أحداث المنطقة وأشكالية الكتابة ” بعض المقالات مثالا “

أشكالية أحداث المنطقة وأشكالية الكتابة ” بعض المقالات مثالا “

أخطر الكلام على الناس هو الذي يتلبس بلبوس الحق وهو لايعرف الحق , والذي يتلبس بلبوس الثورة وهو لم يكن يوميا ثائرا , والذي يتلبس بلبوس الوطنية وهو بعيد عنها , والذي يتلبس بلبوس الكرامة والسيادة , وهو من كان تاريخه ضدها والذي يبدو غيورا على الوطن وهو لايعرف أعداء الوطن الحقيقيين , والذي يبكي على الدين وهو لم يكن يوما معروفا بأهتمامه بالدين , والذي يشكو من التدخل الخارجي ألآجنبي وينسى وجود برنار ليفي في سنجار؟  , والذي يكتب عن زوار الحسين فيخلط ما بين دموع عمر بن سعد وما بين زوار الكتلة البشرية المليونية في الزيارة ألآربعينية ؟ والذي يخلط مابين أهل الكوفة على لسان الفرزدق وما بين الذين أصروا على زيارة الحسين أيام صبيان البعث وجلاوزة صدام حسين الذين أظهروا روحا عدائية كما تظهر عصابات داعش اليوم عداء للبشرية وللقيم لحضارية وألآنسانية .

أن أغرب أشكاليات الكتابة هي التي تختلط لديها المفاهيم , فمن يحلو له الحديث عن التدخل ألآجنبي وألآحتلال الخارجي , لم يسأل نفسه يوما عن سبب وجود عصابات طائشة أفرادها من الشيشان وألآفغان والسعوديين والليبيين والتونسيين وألآتراك يعبثون بأمن وكرامة وسيادة العراقيين عبر ألآحزمة الناسفة والمفخخات والعبوات الناسفة التي يفجرون بها المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ويقتلون ألآبرياء نساء وأطفالا ورجالا ولم تسلم منهم حتى الحيوانات في مراعيها وألآسماك في بحيراتها والمياه في أنهارها وسدودها ؟

أن أعمالا بربرية متوحشة ليس لها هدف ألآ نشر الفوضى والرعب والخراب وهذا ماتقوم به عصابات ألآرهاب التكفيري الممثلة بداعش ومن معها والذين لم يكتفوا بقتل من يقولون أنهم خصومهم وأنما أصبح القتل فيما بينهم عملا يوميا , وتسقيط بعضهم للبعض ألآخر ظاهرة مشاهدة ومسموعة حتى أصبحت عند الناس دراية وليست رواية ,, والذين يحلو لهم الكتابة هذه ألآيام مثلما يغضون الطرف عن عصابات داعش التي أصبحت منتشرة من مالي الى باكستان وأفغانستان والهند مرورا بتونس والجزائر وليبيا ومصر وسورية والعراق واليمن وأرض الحجاز ولبنان ووصلت شرارة عدوانها الى باريس وبروكسل ولندن وروسيا وهناك توقعات الى تمددها في مناطق أخرى , نعم هؤلاء الذين يبدون اليوم تحمسا للكتابة مثل المدعو أبراهيم الزبيدي مثلما يعرضون عن جرائم داعش ولا يذكرونها ألآ لمما , فأنهم يتعمدون ألآعراض عن ذكر الدول التي تقف وراء جرائم داعش والتي تمولها ماليا وتدعمها بكل وسائل الدعم وتسهل لها كل سبل العمل اللوجستي مثل تركيا والسعودية وقطر والبحرين وألآمارات وما يسمى بالجمعيات الخيرية في الكويت ؟

هل سأل كتاب ألآشكالية الملتبسة بقلب الحقائق وخلط ألآوراق مثل المدعو أبراهيم الزبيدي ومنى سالم الجبوري وطلال الصالحي : متى كانت الثورة تقوم بها عصابات من ثمانين دولة ؟ ولماذا تعطي أمريكا صواريخ تاو الى هذه العصابات في سورية والعراق واليمن وليبيا ؟ ولماذا تقوم قطر بشراء 32 ألف سيارة تيوتا لعصابات داعش ؟ وما هو الدور الذي تقوم به خلية موك في ألآردن ومن هو مستشارها ؟ وما هو الدور الذي تقوم به خلية ” موم ” في تركيا ؟ وكيف يعبر ألآف ألآرهابيين عبر تركيا الى سورية والعراق ؟ وهل سمعوا تصريحات السناتور ألآمريكي من ولاية فرجينا ريتشارد كلارك عندما قال من على قناة الميادين بأن هناك 40 دولة تدعم داعش منها السعودية وقطر وتركيا ؟

وهل سمع من يحلو له الكتابة بمزاج ألآلتباس وخلط الحقائق هل سمعوا ماذا قاله الرئيس الروسي بوتين في قمة العشرين في أنطاليا بتركيا عندما قال : هناك أربعين دولة تمول داعش منها من هو مشترك في قمة العشرين ؟

أذا عرفنا أن العصابات ألآرهابية في سورية والعراق تزود بالخبز المسلفن الذي يدوم لمدة سنة وهذا غير متوفر في أرقى جيوش العالم ؟

وأن تجهيزات غدائية أمريكية وجدت عند عصابات داعش بعد قتلهم وطردهم من بيجي ؟

أذا عرفنا كل هذه الحقائق وهي موجودة على ألآرض ومنذ مايقرب من خمس سنوات , عرفنا أن القضية هي ليست قضية ثورة وأصلاحات كما تروج لها قناة الجزيرة والعربية وكما يحلو له أبراهيم الزبيدي عندما يسمي ألآحتلال الحلال ؟ ويقصد به الضربات الروسية الجوية لعصابات داعش ومن معها ممن عاثوا في ألآرض السورية والعراقية فسادا وخرابا , أن ألتحاق أبراهيم الزبيدي ومنى سالم الجبوري بحملات الفتنة والتحريض لقناة الجزيرة والعربية لايجعل منها يسدون خدمة لوطنهم وشعبهم بمقدار مايجعل منهم مروجين برخص وأبتذال لداعش وحواضنها .

أن من يعرف بالجيوسياسية وعلومها : يعرف أن الثورة هي التي يقوم بها أهل البلاد , وليس الثورة هي التي تجلب لها عصابات من ثمانين دولة لايجمعهم سوى حب ألآنتقام والقتل والتخريب , والثورة هي التي يدعمها أهلها وتعمتد على أماناتها الذاتية ولا يمنع في بعض الحالات وجود مساعدات مالية من أطراف تنتهج نفس خط الثورة والمقاومة كما هو الحال في المساعدات التي تقدمها الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية بشكل علني وواضح , أما أن تقوم قطر والسعودية بتمويل عصابات ألآرهاب التكفيري ضد سورية والعراق والسعودية وقطر لاتوجد فيها أنتخابات ولا برلمانات منتخبة فهذا مما لايمكن قبوله في مفهوم الثورة وألآصلاح , وأن تقوم تركيا بفتح حدودها ومطاراتها وموانئها أمام العصابات ألآرهابية وتفتح لهم ثلاث معسكرات للتدريب داخل ألآراضي التركية فهذا مما لايجعل من يدعي أن هناك ثورة في سورية مصيبا للحقيقة ؟

وعندما تقوم أمريكا بتزويد عصابات ألآرهاب التكفيري بصواريخ تاو فهذا يعني تدخلا خارجيا أجنبيا لم تشهد له الثورات الوطنية مثيلا ؟

وعندما تقوم تلك العصابات بأستخدام غاز الكلور في جسر الشغور والغازات الكيمياوية المصدرة من السعودية عبر تركية والتي أستخدمت في غوطة دمشق ؟ فهذا يعني أننا أمام حرب كونية ولسنا أمام مطالب شعبية داخلية ؟

ومن يعرف أن أسرائيل تفتح مستشفياتها لعلاج جرحى العصابات التكفيرية ألآرهابية ؟ فهذا يعني أننا أمام تدخل صهيوني والتدخل الصهيوني لايمكن أن يكون يوما لصالح شعوب هذه المنطقة ؟

ومن هنا نقول لآبراهيم الزبيدي : أمام ما بيناه من أشكالية الحدث في العراق وسورية والمنطقة وهي أشكالية غير مسبوقة , لذلك فأن علاج هذه ألآشكالية لابد لها من خطوات وأساليب تتناسب مع طبيعة ألآشكالية , فالتدخل الروسي في مساعدة الجيش السوري ليس أحتلالا , وموافقة أيران والمقاومة اللبنانية على المساعدة الروسية ليس قبولا بلآحتلال وليس سكوتا عن التدخل ألآجنبي كما يسميه أبراهيم الزبيدي , فالتعاون بين محور الممانعة والمقاومة مع روسيا يأتي في سياق محور دولي له مواقفه وأخلاقيته في الصراع وفي مواجهة عصابات داعش , ونقول لآبراهيم الزبيدي : هل شاهد وسمع عن ألآنتخابات السورية وكيف شارك الشعب السوري في الخارج بكثافة في تلك ألآنتخابات ؟ وأذا كان البعض يحلو له أن يتهم أنتخابات الداخل بدعوى سيطرة النظام , فماذا يقول عن أنتخابات الخارج التي شهدت كثافة لامثيل لها ؟ وهل يسمع ويشاهد أبراهيم الزبيدي ماذا يقوله الشعب السوري في الداخل عن عصابات ألارهاب وعن قطر والسعودية وتركيا ؟ أم أنه يحب أن يستمع فقط لقناة الجزيرة والعربية والتي أنكشفت ألاعيبها وأفتضحت فبركاتها وتزويرها للحقائق ؟

وللسيدة منى سالم الجبوري نقول : لماذا لم تكتبي عن ظهور المدعو برنار هنري ليفي في سنجار وهو  المرشح للرئاسة الصهيونية ؟ ألآ يعتبر هذا تمدد أسرائيلي في المنطقة ؟ ولماذا تظلين تعتبرين المساعدات التي تقدمها الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية للعراق في حربه ضد داعش والتي أعترف بها مسعود البرزاني , لماذا لاتعرفين ألآ الحديث عن الملالي ألآيرانيين ودائما تصبين جام غضبك على ألآيرانيين دون مبرر عقلائي في عالم السياسة والجوار وعالم ألآحداث التي ليس لها مثيل تاريخيا وهو مما جعل الحكومة العراقية من منطق تقدير الخطر ألارهابي أن تطلب الحكومة العراقية المساعدة من الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع العراق , ثم أقول للسيدة منى سالم الجبوري ولآبراهيم الزبيدي لماذا سكتم على ما يسمى بالتحالف الدولي لحرب داعش الذي دعت له أمريكا لآغراض أصبحت مكشوفة , ولماذا تعتبرون التدخل الروسي الذي هو من ضمن محور الممانعة لماذا تعتبرون تدخله أحتلالا لسورية ولا تعتبرون ماتقوم به أمريكا أحتلالا ؟ ولماذا تسكتون عن التدخل التركي الذي كان وراء تفتيت سورية وتخريب العراق وتكتبون عن التمدد والتدخل ألآيراني في العراق ؟

أن أشكالية الكتابة لدى البعض ممن لم يعرف تاريخيا في ميدان الكتابة الملتزمة بشروط الكتابة , هذه ألآشكالية تحولت الى حاضنة لداعش وهي خيانة موصوفة ومن يريد ألآستمرار بهذه ألآشكالية فلن يحصد ألآ الخيبة التي يتبعها الندم الذي لاينفع صاحبه , وأخيرا نصيحتي لكل أصحاب أشكالية الكتابة الملتبسة أن يستمعوا ويشاهدوا ما حل بأخوانهم من العراقيين على يد عصابات داعش في كل من سنجار وسهل نينوى وهو ما تبثه قناة الميادين اللبنانية في برنامج خاص عن محنة المسيحيين وألآيزيديين مع عصابات داعش