18 ديسمبر، 2024 7:08 م

أشجان مسافرة ودموع حائرة .. اشرب الماء والعن يزيدا!

أشجان مسافرة ودموع حائرة .. اشرب الماء والعن يزيدا!

اليوم كغيره من سائر الأيام سيحمل ألينا أخبارا هي هي ، لاتبدل في ذرف الدموع ولا تغيير في أيقاد الشموع ، لقد ألفنا الحزن منذ نعومة أظفارنا وما نزال نذرف الدمع شئنا أم أبينا ، وللدمع في عالمنا العربي حكايات ذات مستوى لم يعرفه أصحاب المعرفة إلا بعد حين ! .. هناك شيخ يبكي من شدة الجوع ، وإمرأة تنوح لفقد وليدها ، واخرى تعاني ألم الطلق لأنها ستلد مولودا مات أبوه برصاص السلطة المؤمنة جدا . فأختلط ألم الفقد بألم الطلق فتشابه الأمر عليها . ربما ألقت بوليدها في بطن جرف هار لتنجو من نفقات تربيته وتكاليف معيشته فتبيعه بثمن بخس دراهم معدودات وستكون فيه من الزاهدين .. وهناك بعض السلاطين ينكشون وينفشون ولا يدرون من أين تشرق الشمس لأنهم لايرونها أصلا ! ولم يشعروا يوما بمخمصة ولا سغب ولا نصب ، فقد وُلدوا وملاعق الذهب تداعب شفاههم الطرية المشبعة بالفيتامينات ، ترى ماهي تلك الفيتامينات ؟ هل هي مغذيات من نوع خاص ؟ هل لها علاقة بالخبز اليابس والمتعفن ، أم انها تنطلق من بين زوايا الفول والطعمية ؟ وهل للحم علاقة بتلك بالفيتامينات ؟ لاأظن ذلك ؛ فاللحم – وكما يقول المختصون – سبب رئيس لأمراض المعدة والقولون فضلا عن تسببه بحصى الكلى وإرتفاع نسبة الكولسترول في الدم .. طيب آمنا بالله ، لماذا لاتتسبب اللحوم إذن بتلك الأمراض لأولئك السلاطين الأفذاذ وهم يأكلونها منذ آلاف السنين ؟ وهل الأمر يقتصر على الفقير وحده ؟ حقا إن { الكعكة بيد اليتيم عجب } ..
.. لم أعش في سائر الأمصار لأقدم لحضراتكم شرحا وافيا عن الفقراء هناك رغم علمي أنهم بتشابهون بكل شئ ، فلا فرق بين فقير العراق وبين فقير مصر إلا ببعض التفاصيل ، لكنهما يتشابهان في السذاجة بطبيعة الحال ، فهما يبيعان صوتيهما لأي ناخب يشترى لهما كيلو غراما من اللحمة المزجاة ، وربما وهبوا له كل مايملكون من هتافات ولافتات . إذن هذا هو الدور الأول من الإمتحانات الفصلية ، هناك من يُكرم وهناك من يُهان ، رغم إستبعادي للتكريم على أرض العرب . أما في العراق فالأمر مخيف جدا وخطير أيضا ، أزف موعد الإنتخابات العامة فأنشطر السفلة الى اجزاء عدة منهم من خلع العمامة البيضاء وارتدى السوداء جريا على عادته في ( لطش ) أصوات المغفلين ، ومنهم من خلع نعليه ومشى حافيا في ديار الفقراء ليشتري لهم اللحم الممنهج إبتغاء الفتنة وإبتغاء التأويل . ومنهم من شكّل حزبا جديدا بعد أن ألغى مفاصل حزبه القديم بآخر عفن لايقل عفونة عن سابقه رغم محاولات التعطير . ومنهم من جلب خيله ورجله ليرهب الناس لعلمه المسبق أنهم لايحبونه ولا يحبون شكله الزفر ولا خلقته العكرة ، فمن لا ينتخبه سيتعرض الى التقتيل والتصليب أو تقطع يده اليمنى وقدمه اليسرى او ينفى من الأرض وهو على تلك الحالة ، هذا إن لم يتم رميه خلف السدة المقدسة عند الإمام الهارب وجوبا . ومنهم من تلقى الإيعازات من الشرق ليتحول من حالته التي تم كشفها الى آخرى يصعب كشفها بوقت قصير ، كمقتدى الخبل وعمار السافل لأنهما يمثلان الأغلبية العفنة والجاهلة والمجرمة في مجتمع نسى انه من البشر وربما إنبطح على بطنه إما تملقا او جبنا تحت شعار لاعلاقة لي بما يجري وليكن بعدهم الطوفان . مالعمل إذن مع مجتمع تسود فيه معالم الشقاق والنفاق وسوء الاخلاق ؟ لاتحسبوني متشائما بل إن كل المؤشرات والمعطيات يؤكدان عودة نفس الوجوه القذرة الى سدة الحكم بشكل أقوى من السابق ، وستهرب تلك المرأة التي باعت وليدها خوفا من عقاب السلطة ، وسيكف ذاك الشيخ عن البكاء رغما عنه وسيدعي أنه متخوم باللحوم الحمراء والبيضاء . وسيستمر الفقر الى مالا نهاية في بلد يعج بالخيرات .. وسيظهر لنا مفصل جديد وحرب أخرى بمسميات جديدة الله يعلم بكنهها وسرها . والضحية هم الشرفاء فحسب .
الحمير تعرف ما يضرها وما ينفعها ، والأتن تعي ان الحشيش الملوث يؤذيها ، والقطط هجرت اكل الفئران خوفا من الطاعون إلا شعب واحد يعرف ويحرف ، او يهرف بما لايعرف .. ويبقى شعارهم الأزلي : إشرب ماء وإلعن يزيد ..
خارج النص // في المرة القادمة سيحدث تغيير مهم في الخدمات ، لاكهرباء – لاماء – لا امان – لابطيخ .. والبركة كل البركة براعي الاصلاح الخلفي { حبيبي } قدوري المنغولي وشركاه من السرسرية والخمارة والهكطية والمنا ……. لاتفهوني غلط إنما قصدت : المنى أيك .. جررووا سلوووااات .