18 نوفمبر، 2024 5:45 ص
Search
Close this search box.

أشباح القادسية

أشباح القادسية

اشباح ، أختارت العالم السفلي ملاذا ، هربا من عالم ضاع فيه العدل والأنصاف ، عالم يحركه اللايقين ، اشباح ، يأست ِمن مَن ينصفها ، تهرب بلا هوادة من حكم ارعن ، اصدره  أميون نكرات نصبوا أنفسهم جلادين وقضاة .
أشباح ، ارواح جنود ، تلعق جراحا من المعارك ، وجراحا أعمق ، الحقها بهم ابناء الجلدة ، ممن لم يعرفوا  قادسية ، ولا حصار ، ولا أم مهالك ، ولا قانون (تكبيل العراق) وتبعاته من (الحواسم)،لم يشهدوا هزيمة (عاصفة الصحراء) الشنعاء ، ولا ذل الأنسحاب الملحمي من (الكويت) ، لم يعيشوا يوميات الرعب الدكتاتوري في جمهورية الخوف ، بل عاشوا سلاما وحرية في المنتجعات الأوربية بأجوائها التي يسمونها منافي ، وتلك الجراح لعمري ، لن تندمل .
أرواح حائرة ، بين مَن خلع عليها لقب الأبطال ، وبين من ألحق بها العار لقتالها من لا ينبغي قتاله ، وكأنهم كانوا يملكون الخيار ،ضائعة بين دوامة من التسميات فلا يعرفون ، هل هم جنود الحق ، أم جنود الشيطان ، بين من ينعتهم شهداء ، وبين من شحت عليه نفسه حتى بهذهبالتسمية .
ارواح هائمة ، بين ماضي الطغيان ، وجفاء وسوء تقدير ولاأنصاف السياسيين الجدد ، الذين لا يدركون ان كل دولة تخرج من حرب ما ، عليها الأعتناء بتلك الشريحة ، كونها قنابل موقوتة عبـّـئهاعنف الحربالمتراكم بأشد صوره ،وعلى تلك الدولة أعادة تأهيلها والأعتناء بها وأحتضانها، لا بالضغط عليها ونبذها ومحاربتها في قوت يومها ، بل بتصفيتها .
هؤلاء مَن تخرّج من مدرسة البوابة الشرقية ، التي كانت  ذريعة لأبتزاز العرب ،بوابة الجحيم التي بالتأكيد لم تكن يوما بوابة للفردوس !.
ارواحلن يفهمونها ، وكيف تصف اللون الأحمر لمن وُلِدَ أعمى؟ ،ارواح ، كانت تـُحمَل على أكف اصحابها يوما ، مجبرة او مختارة ، اهكذا تُعامَلْ ؟.
أرواح ، هربت من الحياة ، فلجأت الى الموت فنبذها (رضتْ بالبين ، والبين ما رضا بيها)، جاعت فتذكرت مقولة السيد المسيح (الكرامة اثمن من الخبز) ، لكن الجوع رأس الكفر،فعصرت أخر قطرة لها من كرامة واباء ،وقايضتْه بالخبز، فنفذت الكرامة ، ونفذ معها الخبز ، ولم يتبق لها ما تفقده ، وهنا لعمري يكمن الرعب ، فتذكرتْ مقولة ابو ذر (عجبي ممن لا يملك قوت يومه ، كيف لا يخرج على الناس بالسيف) ، فكيف لا يخرجون على الناس بالسيف ؟ تلك الأداة التي يجيدون استخدامها ، وربما الوحيدة .
أرواح ، ترى بأم أعينها ، ان لا وجود للحرص ولا المواطنة لدى السياسيين ، الذين تكالبوا على مص الدماء كالقمل ، وليس لهم نهج واضح ، الا النهب .

أحدث المقالات