18 ديسمبر، 2024 3:55 م

أشاهد وطن مُحاط بالدماء والتهديدات

أشاهد وطن مُحاط بالدماء والتهديدات

اشاهد وطنى تحاوطه الدماء من حدوده حتى العاصمة، يشهد عمليات قتل مستهدفة لمواطنيه سواء أثناء تأدية واجبهم فى كمائهنم ( قوات مسلحة ) او أثناء تأدية عبادتهم فى كنائسهم ( الأخوة المسيحيين ) ، وإن كان بينهم عدة أهداف مشتركة فالهدف الأكثر وجعًا إنهم مواطنين والهدف الأكثر شمولًا إن الجزء الاول منهم مسئولون عن حماية الوطن والجزء الثانى منهم يشكلون أقلية مستهدفة تعانى كل المعاناة من أحداث فتنة طائفية ودعاوى متطرفة من دعاة الفتنة والإرهاب
أشاهد وطنى كما لم أشاهده من قبل ، فإن كان هناك فى الماضى تلاحمًا شعبيًا بين أطياف الشعب ضد مستعمر واحد او عدو واحد، فالحديث عن تلاحم شعبى الأن ضد الإرهاب أمر واجب ووطنى على كل فرد ولكن ينبغى أولًا وقبل كل شئ، التغيير الجذرى فى منظومة إدارة الدولة ، لم يكن قصدى الرئيس وإنما من يقفون خلف الرئيس ( الحكومة المصرية بقيادات الأمن )
لم يعد مقبولًا بعد الأن أن تحدثنى فقط عن تقصير أمنى
لم يعد مقبولًا بعد الأن أن تسمعنى شعارات فارغة لا تشفى غليل أهلا من المسيحيين
لم يعد مقبولًا بعد الأن أن أرى من ينافق ويجامل ويبرر تبرير مطلق لكل ماهو واقع وكائن فى وطنى لمجرد إنه مستفيد أو صاحب مصلحة، فالوطنية تبتغى النقد البناء وإبراز أى تقصير ومعالجته حتى نتجنب إراقة دم لمواطن مصرى واحد
لم يعد مقبولًا أن يكون الرئيس فى اتجاه والحكومة فى اتجاه آخر
لم يعد مقبولًا أن تكون اسباب الارهاب معلومة وأجهزة ومؤسسات الدولة والإعلام لم يعملوا على مواجهتها
من البديهى إستمرار الإرهاب متعلق بالظروف الاقتصادية السيئة ومنظومة التعليم الفاشلة التى تعانى منها مصر، والتى – فى وجهة نظرى واعتقادى الشخصى – السبب الأكثر بروزًا فى تجنيد الأفراد كجواسيس أو شهداء تحت الطلب ( فى اعتقادهم ) ليقودوا بعمليات انتحارية تصل بنا إلى مانحن فيه الأن
فليعلم الجميع، أن تداعيات تلك الهجمات الارهابية على الكنائس ، إنما تستهدف كل المواطنين ووطنا بالكامل وليس أشقاؤنا المسيحيين فقط
فاستهداف المسيحيين المصريين مرتبط باستهداف جنودنا فى الحدود ، والأمرين متعلقين بدحض مساعى الدولة فى تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين الوضع الاقتصادى من خلال جذب الاستثمار الأجنبى واستعادة السياحة فى مصر
لم يكن صدفة أن بلجيكا تعلن بسحب جميع رعاياها من مصر وتمنع سفر مواطنيها للسياحة فى مصر متعللة بأن مصر بلدًا غير آمن ويتبعها فى ذلك دول الاتحاد الأوروبى ويزداد تعنت الموقف الروسى وهم محقين للأسف.
لم يكن صدفة أن تتم تلك التفجيرات فى عيد الزعف ويتم تعزيز تهديد داعش أثناء تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية باستهداف المسيحيين المصريين وتعزيز ادعاءات بعض أقباط المهجر ضد مصر دوليًا
لم يكن صدفة بأن تحدث التفجيرات فى أوقات متتالية اليوم قبل 10 أيام فقط من زيارة بابا الفاتيكان لمصر ، وما تمثله أهمية تلك الزيارة لتحسين صورة مصر وخدمة أهدافها القومية، فتلك الفتجيرات تحذير للفاتيكان وللعالم
“لا تقربوا من مصر ، فإنها بلدًا مستهدف وغير آمن ”
الكلمات صعبة ولكن بيتم ترويجها الأن كحقيقة فى الصحف الدولية
وينبغى دفع فاتورتها من القيادات المسئولة عن الأمن فى الداخل ، فإقالة مدير أمن الغربية وعدد من قيادات الامن الوطنى لم تكفى.

* دكتور العلاقات الدولية والأمن القومى، وزميل كلية الدفاع الوطنى بالقوات المسلحة