23 ديسمبر، 2024 1:43 م

دقائق تحدد الحياة أو تعطي للموت إشارة …كلمة واحدة هي الفصل بين الموت والحياة ,عمل واحد شاركت به عناصر كثيرة وكانت تبعته على من لم يملك مقاليد ذلك.
وسؤال أتوجه به نحوهم كأني يوسف يكلم أبناء أبيه المزمعين على قتله …لأي سبب حددتم مصيري وقلتم كلمتكم بشأن حياتي ولأي سبب تسلبوني تلك التي منحها لي الله عزَّ و جَّل …؟؟؟

دقائق سيقول الآخرون كلمتهم وتلك الكلمة احتمل تبعاتها وحدي أما أن تيسر لي الحرية أو أن تقضي بموتي .

انظر إلى وجوههم وهي غريبة عني وقد تساءلت مع نفسي كثيرا لعلي أتذكر أن كنت قد عرفت احدهم أو أسئت إليه ولما لم أتذكر شيئا من هذا تضاعفت آلامي وأزداد حزني بل وألهب الغضب عيني فتأججت نظرتهما نارا فتقدم احدهم وصفعني على صفحة وجهي لأني أنفت أن أبدو ذليلا بائسا فصرخت بوجهه قائلا بأي حق تفعلون هذا الأمر وهل حياة الناس أفرادا أو مجموعات لعبة بأيديكم أو مجالا لسباقكم إلى ما تبتغونه أن هذا إلا كفر ووحشية فتتابعت صفعاته كأنه بهذا يريدني ان أذل نفسي إليه أو اطلب لها الرحمة فما كان مني إلا أن واصلت حديثي فهو ممن لا يعتد به لأشعره بحقارته وهمجيته وفي الحق أقول إن قلبي صار مزرعة للغربة والإحساس بالغضب الإنساني المقدس …نعم غضبت لأن حياة إنسان أو مجموعة من البشر صارت لعبة تتلاعب بها مجموعة من المجرمين توجهها بضع بنادق أو حفنة من الدولارات وهنا انفلت زمام أعصابه فضغط شفته السفلى بثناياه وأهوى بكفيه على يدي فأوثقهما معا إلى الخلف وهو يتلفظ بكلمات بذيئة في محاولة لجعلي جبانا أو لأقول كلمة تعزز كبريائه أو تذل ذاتي ……..

يا له من أحمق فعندي أن الحياة مع هؤلاء لا تساوي شيئا علمني هذا قول الأمام علي (ع) :

( ماء وجهك متجمد يقطره السؤال فأنظر عند من تقطره) ولن أقطر ماء وجهي عند من لا يعيرون للحياة الإنسانية أهمية وليس في قلوبهم للخير مكان إذن الموت في هذه الحالة أجمل وأجل من أن استوهب نفسي من أناس تصيدوا بحفنة من البنادق مجموعة من الأبرياء لاحول لهم ولا قوة. صرخ بوجهي توجه إلى مقدم الطائرة لتقول لهم كلمة ما أرادوني أن استصرخ أهلي وحكومتي لتفرج عن أناس عملوا ضد بلدي .

آه …بالهم من حمقى …إن من يعمل الشر لا يمكن أن يترك بلا عقاب …لن استصرخ احد لن أقول أنهم بلا ضمير بلا إنسانية لقد حاولوا إشعال النار في بلد احتضنهم وأعطاهم كل شيء هم اليوم يدافعون عن القتلة فأي جريمة تلك .

صرخت من أعماقي…أيها الغادر أو لا تكفيكم مجازر الإنسان للإنسان وهل سقطت نفوسكم في الباطل وجهلتم موازين الحق …عن أي قضية تدافعون وانتم تلونون الأفق بدماء الأبرياء

شدني من شعري حاولت أن أقاومه لكني لم استطع فسقطت أرضا وانهال عليَّ بضرب مبرح كأنه سيد مطلق التصرف بعبد رقيق في زمن الجاهلية الجهلاء .

يا للجهل و يا للضياع ..قلت له أتراك عرفتني ذات يوم …قال بجفاء وخشونة …كلا…وبعد قليل أضاف لكني اطلب إلى حكومتك أن تخلي سبيل من اطلب…

قلت محتجا ومتسائلا : العنف وحده هو السبيل …؟؟؟

قال بصلف : نعم هذا هو الطريق ولذا آمرك بالصمت يا جبان.

قلت له لماذا أكون جبانا ولم أمهله ليرد علي فتمتمت الجبان الوحيد هو الذي يعاقب من لا ذنب له وهو الذي لا تهمه الحياة الإنسانية فيحكمها ببندقية في غير وجه حق ورغم أن دما غزيرا نتيجة سقوطي على الآرض كان يلون ملابسي وراحة يدي التي امسك بها جرحي إلا أني واصلت كلماتي الجبان هو من يدافع عن المجرمين .

صرخ بوجهي ..اخرس وإلا قتلتك..!!

نظرت إليه بألم هذه المرة وتمتمت …وهل تفيد الحياة مادام الإنسان صار فيها رقما أو وترا في قيثارة تلعب به الأنامل كيفما شاءت وتقطعه أن شاءت .هكذا ينتصر الباطل على الحق ولكن لابد ليوم تنجلي الحقيقة كاملة ولا ادري أن كان القدر سيمهلني أو أن أكون ضحية هذا الجهل المستشري كما لوباء …يا لله …ليس لي سواك.