معاناة تمزق القلب ،وتعكر المزاج، وتترك لوعة مفزعة، على فظاعة ما يحصل في القرن الحادي والعشرين، حين أطلعت على محتوى كتيّب لتنظيم داعش يوضح كيفية التعامل مع الأسيرات القابعات في قبضتهم، حسبما أفاد معهد الشرق الأوسط للأبحاث الإعلامية. يقول الكتيب إنه يجوز أسر أي امرأة “كافرة” ومواقعتها “مباشرة” إذا كانت “بكراً”، أما إذا كانت “ثيباً” فيجب الانتظار حتى تطهر. ويعطي الكتيّب أيضاً الحق لـ “الداعشي” في مواقعه الفتاة غير البالغة فيقول: “يجوز له ذلك إذا كانت الأمَة التي لم تصل سن البلوغ تطيقه” (…).
ونشر الكتيب الذي يحمل عنوان “أسئلة وأجوبة حول كيفية التعامل مع الإماء والعبيد”. وما يؤلم هناك أكثر من 2500 من النساء الايزيديات وقعن أسيرات في براثن أسْر “داعش” التي يعتبرها “الداعشيون” كافرات !؟
أيُّ كافرات؟ أيُّ ملة تبيح لنفسها تكفير الخلق تحت لافتة الكفار؟ هل هناك درجات في الخلق؟ المرأة تباع وتشترى وتهدى، أيُّ جريمة هذه !؟ أيُّ وحشية!؟ أيُّ فظاعة!؟ أيُّ شرعنة للاغتصاب!؟.
أسئلة مؤلمة في زمن تنتكس فيه حقوق الإنسان، وتراجع الى ظلام قاع الجريمة في القتل والسبي وحــز الرؤوس تحت مسميات جوفاء لا تعبر عن محتوى غير التلذذ بقطع الأعناق بسكاكين عمياء، وحقد ملئ بالكراهية وأعلى درجات الوحشية المتعطشة لمظاهر الدماء والدمار والإجرام .
أن ما يخجل حتى في القراءة حين ينظم الكتيب خيوط الجرائم بترقيع مضحك وهزيل كما جاء في الإجابة على سؤال، أنه “يجوز الجمع بين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء، من ولمئ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك ” . أي هذه وحشية هذه تسئ للإنسانية بجرائمها البشعة وتصرفاتها القبيحة وأفعالها الشنيعة،
أن ما يحزن في هذه الغمة السوداء لا أحد يتصور معاناة الإباء والأمهات الايزيدين من وقعت بناتهم أسيرات في قبضة مجرمين لا يعرفون الرحمة ولا ذرة إنسانية في ثقل واقعة لا توصف. فلا البكاء يكفي ولا النواح يكفي على مشاعر الوالدين اللذين فقدا بناتهما وانقطعت عنهما أخبارهنّ في سؤال لا يجد جوابه بغياب العدالة والقانون، ولا أحد يتصور قسوة الحياة وضيقها وأحزانها الثقيلة على النساء الأسيرات والطفولة البريئة التي ليس لها ذنب سوى أن خلقتْ إيزيدية في بلاد مباحة للغرباء والوحوش الكاسرة، فأيُّ زمن نعيش؟ و أيُّ حياة هزلتْ وتراجعتْ الى قرون ظلامية أبعد من سالف الأزمان