23 نوفمبر، 2024 5:02 ص
Search
Close this search box.

أسود الرافدين !

وحده المنتخب العراقي لكرة القدم هوالذي يجلب البسمة للعراقيين ويجمعهم برغم كل سيوف الفتنة ومعاول الهدم التي يمسك بها “المقاولون السياسيون”  ويحطمون بها العراق، ويمزقون نسيجه المجتمعي من “المواطنة” … الى “مكونات”،  وبريح نتنة، واللي يدري يدري واللي مايدري سويلة. مسكول
أسود الرافدين، ومنذ اللعنة التي حلت بالعراق باسم التحرير وتقاسم الحصص ، وجيب ليل وخذ عتابه (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا …) كانوا في الملعب يقاتلون بشراسة رياضية وجرأة مشفوعة بأخلاق العراقيين حتى وإن أخطأ بحقهم ” الخصم ” ، فقط لكي يسعدوا العراقيين جميعاً الذين هم عن الفرح غافلون بسبب صراعات المقاولين ، ولا فرق عندهم أي عند أسود الرافدين ، بين عربي وكوردي وتركماني وسني وشيعي وصابئي وإيزدي، حتى ينقطع النفس (والله تعبت من العد…)..
هؤلاء الاسود يخشاهم دائماً ذئاب السلطة (حكومة وبرلمان ) ولصوصها وباقي الحرامية الذين استأسدوا علينا بحزام غيرهم (زلماي خليل زادة وخلفائه) وحال الواحد منهم يلخصه الشاعر المظلوم أحمد حسن مطر في مشاتمته لكل الحكام العرب ومن يفكر مثلهم من القومجية الذين أصبح الكثير منهم اسلامجية مادام القتل يحتاج الى رصاصة وفتوى ، وماأسهلها لديهم :
بعدما طارده الكلبُ وأضناه التعبْ ,,
وقف القط على الحائط مفتولَ الشنبْ
قال للفأرة أجدادي أسود !!!
قالت الفأرة :هل أنتم عرب ؟ !!
كنا في زمن المعارضة نحارب وحشاً كاسراً كان يدعى صدام، وكنتُ من ضمن قلة قليلة، تؤمن أن التغيير في العراق يجب أن يكون من الداخل فقط دون الاستعانة  بزلماي العم السام وحلفائه، وكان ذلك يفرح أولئك الذين لايريدون في الأساس رحيل صدام ونظامه، ممن هم الآن في الحكم والبرلمان وفي المعارضة ( وبكل عزاء لاطمين )، أما نحن وبعد أن أنفقنا ربيع العمر في المهاجر والأصقاع بجوازات مزيفة ( الحقيقي صدر أواخر 2007 بعد فيلم هندي طويل )  ، فقد أصبح المنتخب العراقي، رائدنا نحو الحلم بعراق موحد وجميل كما كنا نتغنى به بكافة اتجاهاتنا : وطن حر وشعب سعيد.
كنا نقول إن العراق لن يهدأ أو يستقر حتى إذا سقط النظام بالغزو العسكري، مادامت نفوسنا غير قادرة على استيعاب أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم، واللي ماينوش العنب أكيد انه قزم ..
 وهاهم أسود الرافدين  يمنحونا الدرس والعبرة. فالكفاءة والاخلاص هما مايحتاج لهما العراق للبناء والعيش الرغيد، ولن ينتجهما نظام تقاسم الحصص، ولن يلدهما عراق المكونات، بريح الطائفية والعنصرية.  

مباراة المنتخبين العراقي والبحريني لخصوصية البلدين ، درسٌ على نبذ الطائفية والعنصرية ، وهي تذكرنا دائماً أن الأنظمة الطائفية تتهاوى منخورة من الداخل حتى وإن تظاهرت بالتماسك والوحدة الوطنية. 
هذه المباراة ذكرتني بنجوم من البحرين مارسوا الرياضة من أجل أن يعيش الانسان في البحرين بالمواطنة فقط ومنهم النجم علاء حبيل هداف كأس آسيا عام 2004، وبشقيقه نجم المنتخب محمد حبيل. والنجم سيد محمد عدنان وكذلك الحارس علي سعيد الذين إعتقلوا وعذبوا لرفضهم الطائفية ومطالبتهم بالاصلاح.ومن الطبيعي أن أتعاطف معهم بنفس درجة تنديدي بأي استعانة من غيرهم بالخارج لتحقيق الاصلاحات. 

والحمد لله نحن في العراق أصبح لدينا بارومتر يقيس لنا حب العراقيين لوطنهم، وبات من الواضحات والمسلمات القول إن من يقدر من العراقيين على دعم ” المنتخب ” ولم يفعل (والكلام موجه أساساً للمقاولين السياسيين) ، فهو خائن ، ورجمه حلال لإنه شيطان. ومن يضع العراقيل ويصنع العقبات أمام تطور هذا المنتخب الذي كشف أن الانتماء للوطن أكفأ وأغلى من المدرب الأجنبي، فهو عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ :
 “زَنيمٌ  تداعاهُ الرجالُ زيادةً   كما زِيدَ في عرض الأديمِ الأكارعُ “..
والعاقل يفهم.
مسمار :
فريدريك نيتشة “فليحذر من يحارب الوحوش أن يتحول الى وحش”

أحدث المقالات

أحدث المقالات