11 أبريل، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

أسوار المرجعية الحصينة

Facebook
Twitter
LinkedIn

نالت المرجعية الدينية في النجف الاشرف، القسط الأكبر من المعاناة التي مر بها الشعب العراقي، على مر تاريخه، معاناتها مركبة، تارة تأتي من أتباعها، وهي الأشد مضاضة، ومن أعدائها.
الأتباع كان بعضهم ضحية لتظليل الأعداء، وآخر يحمل أفكارهم، دون أن يدرك المخفي من أهدافهم، لذا كان النقاش في مواقف المرجعية مستمر منذ زمن طويل، كل موقف يخضع للتأويل من الأعداء، ليتلقفه بعض الأتباع بسذاجة وقلة إدراك، ليكتشفو بعد حين من الدهر صحة موقف مرجعيتهم، لكن دون اتعاظ.

تبرز حقيقة، مازال كثير من الناس يخضعها للنقاش والتمحيص، محاولا إخضاعها لنظريات وحسابات دنيوية، لا تصمد أمام موقع المرجعية والدور المكلفة به، هذا الموقع والدور؛ يفرض على الأتباع الطاعة والالتزام بما تقول دون نقاش.

أن مرحلة النقاش والتمحيص مرحلة سابقة لغرض أثبات المرجع، عندما يتحول المكلف إلى اليقين بشخص مرجع ما، يتحول بعدها إلى الطاعة العمياء، التي لا يصح معها النقاش ومحاولة التبيان، أما من يعتريه شك في شخص المرجع، يفرض عليه الاستمرار بالبحث ليصل إلى اليقين، اثناء البحث؛ بما انه لا يتبع شخص المرجع، لا يحق له شرعا التعرض لآرائه، خاصة أمام العامة من الناس، وإلا تحول إلى عدو من حيث لا يعلم، ويأثم عن كل نقاش وطعن يصدر عنه.

الإمام الخوئي (قدس)؛ تعرض لهجمة شعوا من أدوات وأعلام نظام البعث الصدامي، ممن تلحفوا بالدين لإخفاء حقيقتهم، ليذهب بعض العامة خلفهم، حتى انقشع السحاب، ليظهر الدور الذي قام به (رض)، حفظ التشيع والحوزة في العراق في مرحلة انتشر الظلال والتظليل فيها إلى ابعد مدياته.

كم تعرض للاعتقال وهو الرجل التسعيني؟

كم قدم من الدعم المادي للمجاهدين في أهوار العراق؟

مقدار الأموال التي كان يصرفها على عوائل ضحايا البعث الصدامي؟

ناهيك عن حفظة للحوزة من الخرق والاختراق في تلك المرحلة السوداء، التي وثب فيها الأخ على أخيه والأب على ابنه.

بعد رحيل الإمام الخوئي، تولى الإمام السيستاني أمور المرجعية، حيث كشر عن النظام عن أنيابه بوضوح، وأصبح لديه رجاله في صفوف الحوزة الدينية، حيث زج ألاف من منتسبي هيئة التصنيع العسكري، التي تدار من قبل جهاز الأمن الخاص، في الدراسة الحوزوية.

أصبحت حياة المراجع اليومية والتلفيق والتقول ضدهم حديث المقاهي، يلوكها الأميين بدعم مخابراتي واضح من النظام، بدأت عملية التجرؤ على المراجع علنا، شنت عملية اغتيالات ضد رجال الدين والعلماء، نجا الإمام السيستاني من أكثر من محاولة،

جاء التغيير عام 2003؛ وقف الإمام السيستاني بوجه كل الأجندات المتعددة، لغرض ضرب وحدة الشعب العراقي، افشل كل مخططات الدول الكبرى، أدار العملية السياسية دون أن يدخل بالتفاصيل، تمكن أن يحقق انجازات كثيرة وكبيرة للشعب العراقي، حتى عام 2006 عندما بدأ الانحراف والابتعاد عن المرجعية، وعدم التمسك بتوصياتها، بدا الفساد ينخر جسد الدولة.

المرجعية نادت ورفعت صوتها مرات ومرات دون أن تجد من يسمع أو ينفذ، حتى أصبح معظم الشعب العراقي على شاكلة ” من تشابه عليهم البقر”، لتسفر النتائج عن احتلال ثلثي البلد في غضون أيام، والعاصمة مهدد من كل الجهات،

انبرى الإمام السيستاني من جديد؛ ليصدر فتوى “الجهاد الكفائي” التاريخية، التي لولاها لما تمكن بعض شذاذ الآفاق من التظاهر في مدنهم

ومحافظاتهم، ليجازوا المرجعية بكيل التهم والافتراءات التي اختلقتها عقولهم المريضة، وانساق خلفها بعض السذج بلا وعي ولا إدراك، رغم علمهم أنهم إلى ضياع متى تركوا “أسوار المرجعية”…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب