23 ديسمبر، 2024 12:36 م

1 ـــ ككل الأشياء, ليس بأستطاعة المرء, ان يرى وجهي عملته, لكن هناك من يراه كاملاً, وهذا الأمر ينطبق على المواقف ايضاً, ومن أجل تهذيب الرؤيا, يجب الأخذ بالرأي الأخر, والتفاعل معه عبر موضوعية الحوار, الذي يتجاهل مضمون الآخر, سيتفكك في ذاته ويسقط في هاوية الغرور, ويصبح أحادي التفكير والموقف, الغائي متورم الأنا, لا يرى صورته, الا على مرآة مقالته, يتآكل على حافة الأنغلاق الأهوج, متخشباً خارج الحياة والحراك المجتمعي, يغلفه الصدأ ويُنسى كمستهلك غير ضروري, يجتر ماض لا ماض له, الا ما يتخيله او يزوره لنفسه, يفصل المواقف للأخرين, وهو عار عنها, عائم في مجهوله.

2 ـــ الواقع العراقي, الذي سقط في هاوية فساده, رجل السياسة والدين, وانكسر فيه المثقف, واقع مرير مربك ومعقد للغاية, ومن يسير على رماله المتحركة, يصعب عليه ان يتهجأ سبيله, انه المنزلق الذي لا يمكن لمن يسير عليه, ان يكون محصناً, ضد خطر الأنزلاق, شخصياً أجد نفسي ملزماً, ان أضع مواقفي على محك رؤيا الأخرين, اقرأ لهم وأتفاعل مع وجهات نظرهم, أحاول تهذيب مواقفي, عبر مراجعة وتقييم مواقفهم الوطنية, لماذا ــ لا ــ ونحن نشترك في حراك مجتمعي واحد, بأستثنا ذلك, قد تكون الهاوية نصيبي, البعض تتجاوز نرجسيتهم حدود واقعهم, حتى ولو كانوا يسبحون على اليابسة, او كمن يجتر الهواء, ويطالب الأخر ان يدعو له بالعافية.

3 ـــ ظاهرة مثيرة للقلق, بعض كتابنا الأفاضل, يخلطون بين وجهي عملة التدخل الأمريكي الأيراني في الشأن العراقي, فاصبح وعي المواطن العراقي, متقدماً واكثر وضوحاً, مقارنة بما هو عليه السياسي, والمثقف, الرأي العام العراقي, يرى ان امريكا وايران, لا يمكن ان تكونا صديقتين ــ ولن ــ ومن الحماقة تأجيل رفض احدهما نكاية بالآخر, وبما ان العراق, لا يمكن له ان ينهض وامريكا فيه, ولا يمكن له ان يتحرر من ضعفه وايران فيه, على العراقيين ان يختزلوا تجاربهم وتاريخ معاناتهم, في حالة وعي قادر على تحرير الهوية الوطنية, واعادة تضميد جراح التقسيم, ثم التقدم على طريق الأنتفاضة, ومن سار وصل.

4 ـــ بدون مجتمع وطني, لا يمكن للعراقيين ان يبنوا دولة وطنية, او ينتخبون حكومة تحاسب نفسها قبل ان يحاسبوها, وقادرون على حماية وطن, كما لا يمكن للعراقي, ان يرفع اصبعه بوجه المتدخلين, ويطالبهم بسحب عفش احزابهم وطوابير وكلائهم, ان لم يكن واعياً حراً, العراقي لا يريد نصف عبودية, او كرامة ناقصة, الأنحياز لأمريكا وغسل تاريخها الدموي, على حساب ايران, نصف عبودية, والعكس نصف عبودية ايضاً, كلاهما يتوافقا على انهاك العراق, والأبقاء عليه ضعيفاً نصف ميت, من يريد ان يكون جيد الأنتماء صادق الولاء لوطنه وشعبه, عليه ان يتعلم من المنتفضين ويقتدي بهم, ويصرخ هتافهم, (الأحزاب التي تعمل لأيران, هي النكبة بأسوء تفاصيلها, والبديل الأمريكي, سيكون تكراراً لمجزرة في مسلسل دموي, ابتدأ مع انقلاب 08 شباط / 1963, ولا زال, من يعتقد بغير ذلك, كمن يحاول فصال مواقف الأخرين, على مقاس المصالح الأمريكية او الأيرانية, وعليه ان يخرج من وعي العراقيين, ليستريح ويريح.