بارق حامد مخلف .. “عـمر” عـ ـلي محمد .. حامد دحّام جسّام .. ماهر حميد درع .. حسام كاظم عـ ـلي .. شعيب كامل اسماعيل .. مثنّى عـ ـلـي محمّد ..
هؤلاء الشهداء الأبطال السبعة سقطوا في تظاهرات “جمعة لا تراجع” في مدينة الفلّوجة .. هؤلاء شهداء قول الحقّ في وجه سلطان جائر , ومن منطقة الفلّوجة .. وقول الحق عند سلطان جائر بحسب قول الرسول الكريم أعظم درجات الجهاد والشهيد فيها بحسب أغلب التفاسير هو المشار إليه في الآية الكريمة من سورة النساء “مع النبيّين والصدّيقين و”الشهداء” والصالحين” نسأل الله أن يصبّر أهاليهم وذويهم ..
محمّد عـ ـلي كلاي” .. “ملاكم” التاريخ .. بل ورياضيّ الرياضيين كافّة وأكثرهم شهرة لارتباط “كاسيوس كلاي” بالسياسة منذ أن أعلن , وبعد إعلانه الانتماء لدين الإسلام , رفظه أداء الخدمة العسكريّة الإلزاميّة في جيش بلاده “جيش الولايات المتّحدة الأميركيّة” احتجاجاً منه على عدم قانونيّة تلك الحرب الاستعماريّة والّتي كانت تشنّها جيوش بلاده ضدّ “فيتنام” 1965 م عقب هزيمة الفرنسيّين على يد الثوّار الفيتناميّون , وقتل شعبها الأعزل الفقير البسيط من دون حقّ .. فحكمت المحكمة الأميركيّة عليه بالسجن وهو في عزّ مجده بسنتين خرج بعدها منهك اللياقة البدنيّة أثّرت كثيراً على مجريات حياته الرياضيّة الّلاحقة وقللت من تالّقه الموعود ..
هذا الإسم “محمّد علي كلاي” ارتبط بالذاكرة العربيّة والاسلاميّة والعالميّة منذ حقبة الصراع بين المعسكرين المعسكر الاشتراكي الشرقي والغربي الرأسمالي كما وارتبط بذاكرتي أيضاً وبذكريات محيط العائلة والأقارب والأصدقاء مثلما لا زالت ذكريات “التنافس” الطائفي “الحماسيّة” في الجدل الّلامجدي عالقة مجرياتها أيضاً في ذهني , فأستحضر من الذاكرة بعض الأحيان مجريات حركة الاعلام الغربي الطاغي والّذي أسهم هو وفروعه في إسقاط المعسكر الشرقي قبل سقوطه العملي فأجد نفسي أحياناً أعزي سقوط “السوفييت” فأقول في نفسي ربّما تكون قضيّة “كلاي” من ضمن النشاط الغربي الاستخباري الإعلامي في تأجيج الراديكاليّة الاسلاميّة والدينيّة عامّةً بوجه المدّ الشيوعي “الملحد” وهو آخر ما التمع في ذهني بهذه المحاولات في الاستنتاج ! .. أو للتندّر بيني وبين نفسي أشغلها بأوقات معيّنة في استحضار البراهين الماحقة عن تفاهة العقول حين تتصلّب بما كان قد غادره التاريخ وغادرته شعوب تحترم الخالق وتحترم ذاتها وتحترم زمانها الّذي ولدت فيه وتعيشه لا تعيش زمان من سبقها ..
تلك الذكريات في الجدل العقيم استحوذت على مساحة واسعة من الغالبيّة من أذهان الشعوب العربيّة والاسلاميّة بدل أن تشغلها حركة النضوج الفكري الناتجة من الاحتكاك المعيشي اليومي لواقع معاش فأصبحنا نتيجتها عبارة عن مناجم حطب يوقدها متى شاء كلّ من أراد إشغالنا بأنفسنا كي يتدفّأ بعمليّاته في النهب المنضّم لثرواتنا المادّيّة بعد أن غزانا فكريّاً .. حتّى أنّ رجل “حقوقي من أنسابي” رحمه الله لا يمانع أن ينزل لمستواي الثقافي البسيط والمتشكّل حديثاً آنذاك مع بوادر محتملة بظهوراختطاط لشاربي ! بل ولا يمانع أن ينزل لمستوى سنيّ عمري المعدودات وقتها ليجادلني “بأحقّيّة علي وآل بيته في الخلافة” ! يساعدني بحماس وبغيظ شديد في ذلك “عمّة أبي !” المتطرّفة رحمها الله لنقض ما يقول ولإسقاط “حججه” إن جرى الحديث بذلك الشأن ضمن نطاق حلقة تجمع العائلة والأقارب .. حتّى أنّ “عمّي النسيب” هذا المتابع النهم لأفلام هوليود والمتفهّم لثقافة ابنه التشكيليّة العاليّة في الرسم والّتي سهّلت عليه كثيراً ولوج الاخراج الدرامي التلفزيوني , “عمّي” النسيب هذا رحمه الله كان من أشدّ المتابعين لنزالات محمّد “علي” كلاي فكان يستيقظ فجراً بعد أن يصلّي صلاة الفجر “فيستقتل” في سبيل “إجبار” جهاز التلفزيون في بيته ببغداد بداية سبعينيّات القرن الميلادي الماضي على “إظهار الصورة” من قناة تلفزة إيرانيّة قدر المستطاع اشتهرت “بالتجطيل” لنقل نزالات “محمّد علي” من قناة أخرى تنقل النزال من أميركا مباشرةً .. فنستيقظ نحن أيضاً لذلك الأمر “فنستمتع بفوران الدم” في الترقب لظهور شبح صورة للنزال فنرقب نتائج جهد “عمّي” في ذلك الأمر كلّ لحظة وفي تعليقه وهو يتحدّث مع والده المسنّ المستيقظ للصلاة هو الاخر بينما أشعر أنا حينها وكانّه يخاطبني أنا أثناء ما كان يتحدّث مع والده رحمه الله عندما يقول له “بويه .. جاي أطلّع نزال محمّد عـ ـلي كلاي” فأشعر كأنّه يقصدني حين يشدّد على كلمة “علي” ويلفظها بصوت عالي ! ..
لربّما لم ينتبه “نسيبي” إلى أنّ هذا الملاكم الفذّ كان “سنّيّاً” وفق مقاييس المتاجرون بالبلاهة الطائفيّة .. كما وأنّ من أدخل كلاي الإسلام هم “سًنّة” .. كما وأنّ من أسماه بمحمّد “علي” كلاي هو مسلم “سنّيّ” لم يكن يوماً بوارد عقله ذلك السنّي ولا أقرانه الأميركيّون أيّ تصوّرعن وجود مجتمعات تفرّق , ومن قلب مراكز الدعوة الإسلاميّة , ومن محيطها , ولم يكن يمتلكون أدنى فكرة مسبقة عن وجود انحيازات في الاسلام لهذا الطرف أو ذاك ولا يُستثنى من ذالك التصوّر النظيف والصادق والسليم النيّة أبناء الفلّوجة أو هيت أو حديثة أو كبيسة أو الحقلانيّة أو الرمادي او حصيبة أو عنة أو الرطبة أو الشطرة أو الموصل في تسمياتهم الشاملة لجميع آل البيت من دون أن يكون بوارد عقولهم مقصد أو انحياز يشاركون الأميركان الزنوج ومن مثلهم في نزاهة وصفاء النيّة أو الظنّ السليم بالإسلام كجامع لأمّة الإسلام من دون وجود ظنّ “لإشكال” مفرّق يضرب في أساس عقيدة الإسلام .. فإذا كتب الله لانتشار الإسلام انتشاراً طبيعيّاً في العالم وبغير تسييس ولا عبر إعلام مدفوع الأجر , فإنّما ينتشر من بين الّذين لا يعلمون تسمية أخرى للاسلام .. أي إنّ انتشاره برأيي يبدأ من أميركا أو من كلّ مكان بعيد أو نائي لم يتلوُث بثارات أو بشهوات سلطة لكرسي أو لسلطة مال .. إسلام .. وفقط ..
قائمة الأسماء “الثلاثيّة” الّتي انتشرت بأسماء شهداء “جمعة الغضب” بالّذين قضوا إلى ربّهم في الفلّوجة , تتكرّر فيها كلمة “علي” ثلاث مرّات مقابل مرّة واحدة لـ”عمر” ! .. وأين !؟ .. في معقل “السنّة” في العراق وفي عموم البلاد العربيّة والاسلاميّة مدينة “أمّ المآذن” مدينة “الفلّوجة” مركز وقلب “مثلّث الموت” بالنسبة للاميركان ومشكلة المشاكل لديهم في هزيمتهم على أرض العراق و”انسحابهم” منه تحت جنح الظلام .. !
هؤلاء الشهداء الّذي تسمّوا “بـ علي” قبل اشتعال الفتنة وقبل الاحتلال الأميركي للعراق .. وهم النسبة الأعلى في “عيّنة” الإحصاء “الإلهي” هذه في جمعة الفلّوجة .. نتسائل هنا ..أليس انتقائهم في هذه الظروف الشديدة العسرة على أرض الأنبياء والأولياء للالتحاق بالرفيق الأعلى لم يكن صدفة أو انتقاء انتقاء عشوائي ! .. أليس انتقائهم شهداءاً دليلاً كافياً على أنّه انتقاء إلهيّ مقصود جرى على أيدي متخلّفون جهلة قتلة لا على أيدي مؤمنون حقيقيّون , كي يقول لنا سبحانه ( أنّ العراقيّيون جميعهم أتباع لآل البيت أتّباعاً فعليّاً لا نفاق فيه منذ فجر الإسلام ولغاية اليوم فلا يستفزّكم إعلام ) ..
من يتجوّل بهدف البحث عن “موحّدات الأمّة” في باقي البلدان العربيّة خاصّةً .. سيجد “والعراقييون الّذين كانوا يعملون في ليبيا ولا زال قسم منهم كبير .. سنّةً وشيعة .. خاصّةً في سنوات الحصار على العراق من دون أن يفرّق بينهم نظام ليبيا آنذاك فيعيّن هذا على الهويّة ويرفظ ذاك على الهويّة أيضاً يعرفون ما أذكره جيّداً ويقرّونه” أنّ النسبة العظمى لمسمّى “علي” هي الأكثر شيوعاً بعد مسمّى “محمّد” في ليبيا أو في جميع البلدان المغرب العربي .. ومن الليبيّون من يكرّر “علي” مرّتين يلحقه باسم أبيه علي ! .. وكم تفاجأ العراقيّون في ليبيا مثلاً انتشار فائقاً على باقي التسميات تسميات آل البيت في هذا البلد ذو الصبغة البدويّة والّذي لا يمتلك ثقافة “اختلاف” ولا يعرفها في الّذي “يختلف” عليه العراقيّون كما يشجّع ذلك الاعلام البترودولاري , يمتلك أعلى نسبة لحفظة القرآن بين كافّة البلدان العربيّة والعالم ! .. كم اندهش العراقيّون عندما وجدوا “محل الحسنين مدرسة سكينة أقمشة آل البيت حسن حسين علي فاطمة زين العابدين معهد زينب” وتكثر هذه التسميات بتفوّق وعلى وجه الخصوص تسمية “فاطمة” ويتفنّن المغاربة في استخدام هذا الأسم وكأنّهم يشكّلون مسمّيات فنّيّة من “خامته” فيحوّلوه إلى “فطيمة” و “فطيما” و “فاطيما” …
إنّه الاعلام الفاسد الّذي حاول جاهداً أن يشعل الفتنة بين العرب أنفسهم .. إعلام أسقط السوفييت .. كان “كلاي” أحد عواملها .. وأسقط بلداناً عربيّة تحت مسمّيات جميلة .. إعلام هائل الحجم والإمكانيّات ومغرض أسقطت إحدى توابع ماكنته الضخمة “الجزيرة” ولوحدها الطاغية محمّد حسني .. وأسقطت “طرابلس” قبل أن تسقط فعليّاً هذه المدينة العزيزة على قلوب العراقيين خاصّة .. سواء الّذين كانوا يستلمون “العملة الصعبة” منها زمن الحصار على العراق أو العراقيّون الّذين كانوا يكابدون الحصار داخل العراق وهم بالملايين من الّذين كانت تصل إليهم تلك الأموال الليبيّة , وبلا هويّة ! فتسعدهم في تلك الظروف الشديدة القساوة .. وانظروا لما يجري في ليبية الآن من “حوبة” .. اللهم لا شماتة ..
ربّ العزّة بهذا الّذي حسبناه نحن البشر على إنّه “اختيار عشوائي” من مدينة “سنّيّة” من عيّنات عند البعض “المغرض” وهم قلّة والحمد لله كأنّها عيّنات من القمر وليس خارج “البيت الشيعي” فقط , أوقف سبحانه المدّ الارهابي الراديكالي الرجعيّ المتخلّف “المشيخي النفطي” وأسقطه تحت أقدام العراقيين وكأنّه يقول لأرباب هذا الاعلام ولهذا البعض .. ( كفى .. قفوا وانتهى أمركم إلى هنا وبطل سحركم .. عند شعب العراق .. فهو شعبي المختار ) ..