17 نوفمبر، 2024 2:51 م
Search
Close this search box.

أسلوب خطوة بخطوة وقواعد الاشتباك

أسلوب خطوة بخطوة وقواعد الاشتباك

لا يتفهم الكثيرون ما يجري على الساحة خارج غزة من الوضع في شمال فلسطين المحتلة إلى ضربات اليمنيين إلى الضربات في العراق وسوريا وإلى الدور الإيراني عموماً.

فأمريكا حذرة من التورط أكثر ولا تريد التصعيد أكثر ولكنها تصعد أكثر والطرفان لا يثقان ببعضهما ولهذا ما يجري هو أسلوب الخطوة بخطوة وتحديد قواعد الاشتباك لتجنب الوصول لحالة الحرب الشاملة.

فالمقاومة من جانب تريد الضغط على أمريكا كما في الضربات في العراق وسوريا إضافة للجهد الإعلامي والدبلوماسي لتضغط على إسرائيل لإيقاف القصف في غزة وكذلك توسع دائرة الصراع في فلسطين في شمال فلسطين وفي ضربات اليمنيين لتقلل من خطر إسرائيل وإمكانياتها في ضرب غزة.

إسرائيل حائرة بين تباهي نتنياهو وعنجهيته وأغلب فريقه من اليمين المتطرف وبين المعارضة في الداخل ومشاكل الداخل ومطالبه من ملف الأسرى وغيره وبين مستوى الخسائر الكبير والذي على الأرجح هو أكثر من 10 أضعاف المعلن وبين الخسائر الاقتصادية الكبيرة والتراجع الكبيرة في سمعة الجيش الإسرائيلي في الداخل والمشاكل الأمنية والاجتماعية التي قادت لحملات هجرة عكسية من إسرائيل إلى الخارج.

وأمريكا حائرة بين سياسة عدم الانغماس في الشرق الأوسط التي من المفروض إنها السياسة الأبرز لبايدن وضغط دول الناتو بعدم التورط في مورد صراع جديد وبين التورط الكبير في الدعم الذي بدأت تتصاعد أصوات المعارضة ضده في الداخل الأمريكي وسمعة بايدن التي بدأت بالتراجع بشكل كبير وهو غير بعيد عن موعد الانتخابات.

عربياً هناك تواطئ كبير وخذلان كبير من الحكومات العربية ولكن شعبياً هناك تفاعل كبير من الناس ودعم كبير لعل أبرز وجوهه مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل والتي نشطت أكثر في مصر والكويت بالإضافة لتركيا وهناك لوم كبير لدول مثل السعودية والإمارات ومصر.

ولا يأمل الأغلبية الكثير من القمة العربية التي من المفترض أن تعقد اليوم.

غربياً وعالمياً هنالك تصاعد كبير للاستياء مما تفعله إسرائيل وتحول كبير في فهم صورة الصراع الجاري في فلسطين والتظاهرات مستمرة في الغرب وبشكل محرج للحكومات هناك وجدل كبير بين المسؤولين والمشاهير والإعلاميين وكمثال الجدل في بريطانيا حول تظاهرة اليوم والذي قد يقوم لإقالة أو استقالة وزيرة الداخلية البريطانية نتيجة محاولتها منع التظاهرات الداعمة لفلسطين ورفض الشرطة البريطانية لمنع التظاهرات الصادر منها ومن رئيس الحكومة، الجدل والتظاهرات مستمرة في بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وكندا وغيرها من الدول فضلاً عن الجدل في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة.

الخلاصة إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد دعم إسرائيل دون الوصول لحالة الحرب الشاملة وبدأت تطالب بوقف إطلاق النار ومنع احتلال غزة نتيجة الضغوطات، وإيران ومحور المقاومة يريد إيقاف القصف واجتياح غزة ولكن دون الدخول في حرب شاملة أيضاً، والطرفان لا يثقان ببعضهما لذا ما يجري هو تصعيد تدريجي والعمل وفق طريقة الخطوة بخطوة ووفق قواعد اشتباك محددة.

ينبغي أن نفهم ما يجري وفق هذه المعطيات بعيداً عن التهويل وبعيداً عن حملات التخوين والاتهام، فمن يتحرك في الشرق الأوسط الآن ينبغي أن يتحرك بحذر وذكاء وبخطوات محسوبة لأن الخصم يفعل ذلك ويحاول كل طرف إيجاد ذريعة على الطرف الآخر وأن يخرج بصورة المنتصر مما يجري ولو شكلياً وكل طرف يراعي ظروف الداخلية ويراعي الظروف الإقليمية التي قد تجعل بعض الخيارات المتداولة غير ممكنة عملياً أو غير مطلوبة في هذه المرحلة، ولكن يبقى التصعيد أكثر ممكناً وتطور الأحداث للأسوأ ممكناً.

أحدث المقالات