الأسف هو الحزن على زمان, عند الإمعان في مجرياته, مرت الساعات والأيام والأشهر مشكلة سنينا, تحمل غمامة سوداء مصابها مهول, تركت خلفها دمارا فكريا وبشريا وماديا, وهناك من هو مضرج بدموعه, ومن هو مضرج بدمائه, وكلاهما مقتول .
عصفت الليالي في بلدي, تفنن خلالها الإرهاب وحواضنه وأعوانه, ومن إستغل المرحلة التي ينزف فيها الشعب دما لصالحه, لتدر عليه ريعا وفيرا, ونهب خيرات العراق, إن ذلك أشد وقعا وأكثر إيلاما على القلب, فما بين هذا وذاك دموعا وحرقة .
عاتبتنا صناديق الإقتراع والقرطاس والقلم, حينما رسمنا الطريق لمستقبل شعبنا وأبنائنا بالإختيار الخاطئ, دفعت بنا لشفا الهاوية, إلى أن شاء الباري أن ينقذنا بنداء المرجعية, للدفاع والضرب بيد من حديد, فأعادت لنا شهقتنا, لتستقر الأنفاس, حينما تسابق أبناء البلد للدفاع, ونيل شرف الشهادة, بينما كان بعض من يتقلد المناصب المرموقة؛ يضع العقبات في طريقهم .
عادت شمس بلادي مشرقة من جديد, وسباب جدائلها الذهبية يمتد على ربوع بلدي, من قمم الجبال التي تعكسها على أطراف سعف النخيل, وهي تميل مع نسيم الرياح, لتلوح أن البلد تعافى من سقمه, وكفكف دموعه وتعافى, لينهض من جديد بسواعد أبنائه, وأفكار قادة الرأي, الذين غرس حب الوطن بقلوبهم, ونحن نوشك على بداية مرحلة تاريخية جديدة, بدأت عقارب الساعة تقترب من وقت إنطلاقها, لتعود صناديق الإقتراع تفتح أبوابها من جديد .
ترتجف القلوب, وتتشتت الأفكار, وسط زوابع إعلامية تغزو الصحافة, ومواقع التواصل الإجتماعي, وغيرها من وسائل الإعلام الموجه, الدولية والمحلية, التي تسعى لتعيد العراق لزمن أسفنا عليه إستمر لسنين, ليس من السهل علاجها, بل صبرنا وضفرنا, وتم تحرير الأرض, وتحرير الإنسان من أطواق الضلالة والخرافة, وسط مخاض عسير إنبثق عراقنا الجديد .
نترقب خطواتنا القادمة بكل حذر وتأني, بإتجاه صناديق تقرير المصير, وكيف سيكون الإختيار؟ هل تتحكم عواطفنا ومشاعرنا بالإختيار, أم عقولنا وتجربتنا هي التي تنتصر؟ كما تحقق النصر في ساحات الوغى بها, أم يتجدد أسف على أسف, ستجيبنا الأيام القريبة عن ذلك .