أسعد العيداني هل أصبح السؤال جُرماً؟!

أسعد العيداني هل أصبح السؤال جُرماً؟!

انتشر قبل أيام مقطع مصوّر لمحافظ البصرة أسعد العيداني وهو يردّ بعنجهية غير مبررة على مواطن بصراوي سأله سؤالًا بسيطًا ومشروعًا: ماذا فعلتم؟
طيب. السؤال بحد ذاته حقّ أصيل لكل مواطن تجاه من يتولى المسؤولية العامة خاصة إذا كان هذا المسؤول محافظاً لمدينة كالبصرة ثالث أكبر محافظة عراقية مدينة النفط والثقافة والتاريخ والجوع في آن واحد.
لكن الغريب في الردّ أن المحافظ لم يُعدد إنجازاته ولم يناقش المواطن أو يطمئنه على مستقبل مدينته وأولاده بل اكتفى بكلمات ملؤها الغرور والاستخفاف حيث قال:
“يكفي أنك تسأل المحافظ هذا السؤال.”
أيّ منطق هذا يا سيادة المحافظ؟
هل بات السؤال جرمّاً! هل أصبحت محاسبة المسؤول تهمة ؟ هل عدنا إلى عهود الدكتاتورية حين كان مجرد السؤال سببًا للاعتقال أو الإهانة؟
يا أستاذ أسعد العيداني أنت محافظ البصرة ولست حاكمًا مطلقًا عليها. البصرة ليست مزرعة خاصة بل هي مدينة أهلها وحدهم من جعلوك في هذا المنصب وهم وحدهم من يملكون سؤالك ومحاسبتك ومساءلتك.
السؤال ليس إساءة.
بل هو أصل العلاقة بين الشعب والسلطة والرد المتعالي لا يليق بمنصبك ولا يليق بشخصك إن كنت تؤمن فعلًا بالخدمة العامة.
لماذا كل هذا الانفعال ؟ لماذا الاستفزاز من مجرد سؤال بسيط هل يخيفك أن تُسأل عمّا قدمته؟ أم أنك ترى المنصب تشريفًا لا تكليفًا!
يا سيادة المحافظ.. لا تكن مغروراً.
تذكّر دائماً أن من رفعك لهذا المنصب قادر على أن يُعيدك إلى تحت. فلا التاريخ يرحم متعالياً ولا البصرة اعتادت على حاكم يرى نفسه فوق أهلها.
“البصرة أكبر من أي مسؤول ستبقى هي العنوان وهم الزائلون”..

أحدث المقالات

أحدث المقالات