مناسبات تمر على عالمين ليس مختلفين كليا وليسا بعدين عن الله والمواطنة الحقة فهما (الإسلام والمسيح) اهم ديانتان تعيش في كنفهما البشرية وأعظمها ولكل ديانة منهما لها مناسبتها ولها ايامها التي فيها تعتبر الأعياد الرسمية والدينية في تلك البلدان او في هذين العالمين والذين من الممكن اذا صح الوصف ان نطلق على العالم الاسلامي العالم الشرقي وعلى العالم المسيحي العالم الغربي لعلمي ان المسيحيين يتمركزون ايضا في الغرب والإسلام يتمركزون رعاياه في الشرق والمناسبة الدينية المسيحية في اوربا كاعياد ميلاد السيد المسيح او اعياد الفصح او اعياد
الشكر التي يحتفل بها المسيحيون هناك ايضا يحتفل فيها المسيحيون هنا في الشرق في العراق مثلا او مصر او المغرب او جنوب افريقيا والاعياد الاسلامية والمناسبات الدينية كشهر رمضان او اعياد الاضحى او باقي العياد الاسلامية فان المسلمين في امريكا او فرنسا او في البرازيل ايضا يعيشون الايام مثلهم مثل باقي المسلمين في أي مكان..
الحقيقة هناك صفة مشتركة بين قرب تلك المناسبات وهو ما اريد ان اركز عليه وابتعد عن باقي المقارنات الاخرى بين الديانتين ولا اريد بمقارنتي ان احط من هذا الدين وارفع من شان الاخر ابدا لأن الديانتين هما انزلتا على انبياء اولوا عزم وهما لا تختلفان عن بعضهما ابدا في تعاليمهما ولا في فحواهما التوحيدي والتسامحي وحب الغير وماتحب لنفسك يجب ان تحبه لغيرك وما تتمناه لك عليك ان تتمناه لأخيك المسلم او المسيحي والتعاليم ليست خافية على الناس ,,
اعود للصفة المشتركة للمناسبات التي هي موضوع حديثي قبل حلول هذه المناسبات وبايام تبدأ العوائل وفي كلتا الحضارتين الشرقية والغربية بالتهيؤ لهما وتبدا تلك العوائل بالتسوق لأعطاء المناسبة وقع خاص متميز عن باقي المناسبات الدينية حتى يصل الامر ان تلك العوائل تنفق في هذه الايام ما ادخرته لأشهر في ايام قليلة احتراما للمناسبة اولا ولأعطاء نكهتها الجميلة بالتسوق والفرح حتى ان اصحاب المحال والمخازن يهيئوا مخازنهم ويبدئون يتكديس المواد المرغوبة في هذه المناسبات للطلب الكبير على تلك المواد التي هي مكملة لأتمام الطقوس الجميلة للاعياد
القادمة ..
ففي رمضان مثلا تبدا العوائل بشراء كل المواد الغذائية التي تدخل في صنع مائدة افطار شرقية يلتئم شمل العائلة عليها وقت ساعة الافطار وهم يتمتعون باكل وشراب طيب بعد انقطاع يدوم ربما لأكثر من عشر ساعات لذالك فان تلك الموائد تحتاج الى تنوع ونكهات تتفنن ربات البيوت في تصنيعها والحال هذا يدوم طيلة شهر كامل حتى اعياد رمضان المباركة التي تختتم العوائل شرائها بالملابس الجديدة والاحذية للأطفال والكبار ليوم العيدوتتوجه العوائل قبل مجيء الشهر لشراء المواد الغذائية تلك لأن العائلة عند بدا الصوم تصبح شبه عاجزة وهي تعيش صعوبة الصوم من التسوق
يوميا فهي تتوجه لشراء ما تحتاجه ولمدة هر والمواد تلك معروفه لدى العوائل مثل البقوليات والنشا والسكر والرز والشرابت والسكاكر وبعض المواد التي تعتبر مهمة في بناء مائدة عامرة للصائمين …
والحال ايضا يقوم بها الاخوة المسيحيين عند اقتراب الاعياد فمثلا في اعياد السيد المسيح تبدأ العوائل المسيحية بشراء الهدايا ويستمر عالم التسوق الجميل للمناسبة من بدايه شهر نوفمبر الى راس السنة أي الى الاول من يناير من العام الجديد من لعب الاطفال والمشروبات الكحولية والعطور والزهور وبعض المصوغات الذهبية التي تقدم كهدايا بين الناس وحتى مستحضرات التجميل يزداد الطلب عليها اسوة بتلك الاشياء التي هي مكملة لبهجة ذالك العيد واعادة احياء التقاليد المتوارثة في المناسبات الدينية والوطنية احيانا ..
اذن الحديث عن فترات التسوق في الحضارتين الشرقية والغربية لكن الفرق كبير وليس مشترك بينهما بين ان تصبح جشعا وترفع من الاسعار بسبب قوة الطلب على المواد وبين ان تقلل وتخفض من اسعار المواد لتساهم في تشجيع الناس على المشتريات وهذا مايحصل والتناقض واضح بين الديانتين ..
ففي شهر رمضان الاسلام شهر المغفرة والتسامح وغسل الذنوب ومساعدة الفقير وذكر الاموات والصلاوات الكثيرة والتضرع لله ليخفف من الاثام وحضور الاذكار والمجالس والتواصل والتزاور بين المسلمين نرى العجب العجاب في ذالك الموسم وهذه الايام شاهدة علينا الامر هذا لا يعني في العراق حسب بل في كل الدول الاسلامية من المغرب الى تونس الى العراق الى سوريا الاردن كل الدول ترتفع فيها الاسعر بشكل جنوني وخرافي فالمادة التي قيمتها دينار واحد يتضاعف سعرها ويشمل ذالك المنتج المحلي الذي هو صنع في دولنا الاسلامية ففي المغرب مثلا ارتفعت الاسعار هذه
الايام بنسبة20%عن ما كانت قبل اسبوعين اوثلاث وفي مصر كذالك وفي العراق ايضا واللحوم والمشتقات الحليبية الاخرى مع العلم ان الشهر هو يسمى شهر الله وهو الشهر الفضيل شهر مساعدة الفقير شهر التضحية بالمال من اجل بسمة طفل فقد ابيه او شهر الامل لكن كل هذه المسميات بعيدة عن الواقع الذي جاء من اجله الشهر فالتجار ينتهزون الشهر لسرقة اموال الناس بحجة قوة الطلب وقلة العرض…
اما في الحضارة الاخرى او الجانب الاخر في العالم المسيحي في اعياد المسيح او الشكر او الفصح او عيد العشاق فكل الاسعار تصبح في ليلة وضحاها اقل مما كانت في الايام التي قبلها والمتاجر تبيع حتى بالتقسيط واحيانا تهدي هدايا للزبائن وللناس المارة مجانا اما الميسورين الحال فالتبرعات حاضرة للناس الاقل مستوى معاشي من غيرهم وتقدم الهدايا للفقراء وتتزاور الناس فيما بينهم لتقديم الهدايا او مشاركة الفقراء زادهم في هذه المناسبات السعيدة الحقيقة الاسئلة التي تتبادر وتقفز الى الذهن لماذا هذه التباينات بين المسلمين والمسيحيين لماذا هنا ترتفع
الاسعار وهنا تنخفض الأسعار لماذا يجري على المسلمين مالم يجري على غيرهم اين دور الحكومات في مثل هذه الظواهر الدائمة والمستفحلة في مجتمعاتنا الاسلامية الحقيقة الاجوبة معروفة لكني اترك الباب للرد لكل من يقرا هذه الكلمات .