عندما هبطت اسعار النفط فلسا واحدا استيقظ العبادي مبكرا من نومه ولاول مرة في حياته منذ رجوعه الميمون الى العراق ليسرع بالغاء الوزارات و دمجها معلنا حالة التقشف وربط الاحزمة و الحرمان. اين القيادة و النضال و الخبرة و العمل السياسي و البرلماني و الشهادة و كل ما يتغنى به العبادي؟ ألم تتمكن إي من هذه العوامل من خدمة العبادي في ايجاد حل بديل؟ كلا وألف كلا! فالحل الوحيد هو أن يقوم العبادي بالغاء الوزارات و دمجها و ارباك عمل كل وزير و مدير و موظف. فالوزير اصبح لديه خمس وكلاء و عشر مدراء عاميين و ربع مليون موظف ان لم يكن أكثر! نجم عم اجراء العبادي المتخبط موجة مظاهرات اجتاحت البلد مطالبة باعادة وزارة البيئة و العلوم التكنولوجيا و المرأة وغيرها والتي تعنى بملفات حيوية تخدم العراقيين. لكن العبادي يصم اذانه عما لا يعجبه ويزعج مزاجه الكريم.
ولهذا اسرع العبادي وبمنتهى الخفة والرشاقة الى قطع رواتب الموظفين وفرض نسب استقطاع باهظة عليهم كي يتعلموا درسا و يفكروا مرتين قبل أن يزعجوا العبادي ويطلبوا شيئا. فالعبادي رقيق المزاج و يجب أن لا يثقل عليه احد.
اما التقاعد فالعبادي لديه حالة نفسية شديدة منه حيث ينهار تماما و ينبطح ارضا عندما يسمع او يرى شخص يستلم تقاعد. فالعبادي لا يعرف أن التقاعد حق مكتسب تحمل المتقاعد في سبيله الكثير من الأعباء و المخاطر.
وهكذا و لتجنب انهيار العبادي وتعرضه لازمة خطيرة قام مدير التقاعد المبجل بالاستيلاء على تقاعد الناس ليتشري لنفسه قصرا جميلا و هادئا في ابوظبي باموال المتقاعدين. بل ويقوم مدير التقاعد باستقطاع عمولات من اي مراجع ينوي الحصول على راتبه ليتم استنزافه ماليا على امل الحصول على حقه في يوم ما في زمن ما. وطبعا قام مدير التقاعد بتعين زوجته موظفة في التقاعد معه لكنها تبقى في بيتها معززة مكررة و تسلم راتبها بالتمام و الكمال وتحتسب لنها خدمة تقاعدية كاملة عن بقاءها في بيتها.
كل هذه الاستقطاعات لان أسعار النفط هبطت فلسا! و لما نظر العراقيون حولهم وجدوا ان دول الخليج التي تعتمد كليا على النفط لم تدمج وزارات او تلغيها بل على العكس الامارات اسست وزارة للسعادة. والسعودية اسست وزارة للبيئة. يبدو ان اسعار النفط هبطت في العراق فقط. وعندما تم مواجه العبادي بهذه الحقيقة أصفر و أحمر و تذكر ان متطوعي الحشد والقوات المسلحة يقاتلون في الموصل واصبح الحجة و المنية و الحنية ان العبادي من المنطقة الخضراء يقاتل في الموصل و المعركة تستهلك و تكلف! و لم يجد العراقيون بُدا غير النظر الى سوريا التي تقاتل وحدها وبدون نفط ولكنها لم تستقطع فلسا من احد كما تقوم بايصال الرواتب و التقاعد للمدن المحاصرة!!
يبدو ان العبادي لديه مهمة واحدة فقط وهي حرمان أكبر عدد ممكن من العراقيين من حقوقهم و الحجج جاهزة و لا تنهي مرة اسعار النفط مرة اخرى الحرب ثم الحالة الجوية و البرقية و الرعدية و الشمسية و القمرية وهكذا.
لكن القيادة تتجلى في وقت الازمات القائد الحقيقي هو الذي يوفر لابناءه حقوقهم مهما كانت شدة الازمة تماما كالاب الذي يتدبر امر اولاده. لكن العبادي لا يعرف كيف يتدبر موارد الدولة لكن يسعى لتحقيق مأربه الخاصة فرواتبه ومخصصاته و عمولاته ورشاوية ثابتة و مستمرة واموال الاستقطاعات تغذي جيوبه.
لماذا لا يصارحنا العبادي ويقول انه لا يستطيع ادارة الدولة إلا عن طريق شاشات التلفزيون وعدسات الكاميرا لستعرض لنا ساعته اليدوية الثمينة او ليستلقي على القارب امام عدسات الكاميرا على اعتبار أنه مارلين منرو ويجب على العراقيين ان يتغزلوا بجماله و دلاله رغم أن المتفجرات تضربهم والجوع يقتلهم. ارجو من اخواني العراقيين ان ينتظروا ركوب العبادي على الفرس أو السباحة في نهر دجلة تماما كما كان يفعل الدكتاتور صدام.