لم تعد مهمة تضليل الرأي العام سهلة كما كانت في السابق , بعد أن أصبحت خدمة الأنترنت متاحة لأغلب العراقيين , فقد أصبح بإمكان المواطن البسيط أن يتأكد بنفسه من أي خبر أو معلومة تسوقها الجهات الرسمية أو الإعلامية , خصوصا وأنّ عملية الدخول للشبكة العنكبوتية أصبحت متاحة للجميع من خلال التلفون , فعندما تشيع بعض وسائل الإعلام الرسمية كجريدة الصباح البغدادية أنّ سعر النفط يتخطى سعر الموازنة لعام 2015 , فهذا يعني أنّ سعر النفط العراقي يباع في الأسواق العالمية بأكثر من 56 دولارا للبرميل الواحد والذي هو سعر الموازنة لعام 2015 , فهل يا ترى أنّ النفط العراقي المباع في الاسواق العالمية قد تخطى سعر الموازنة حقا ؟ أم أنّ ترويج مثل هذه الأخبار وراءه أهداف سياسية يراد منها خداع وتضليل الرأي العام العراقي ؟ , فقد كتبت جريدة الصباح البغدادية الصادرة لهذا اليوم الخميس المصادف 5 / 2 / 2015 , أنّ أسعار النفط العالمية واصلت ارتفاعها بعد ساعات من ارتفاع آخر ليصل إلى 58 دولار لخام برنت , متخطية سعر الموازنة لعام 2015 بدولارين حيث بنيت على أساس 56 دولارا .
فالهدف من هذا الخبر واضح جدا , وهو إيصال معلومة للرأي العام العراقي أنّ سعر النفط العراقي قد تجاوز سعر الموازنة بعد أيام معدودة من إقرارها , وبالتالي فإنّ الشوشرة التي أثارها البعض من أمثال حمزة الجواهري و أياد السماوي حول سعر نفط الموازنة , لم تكن واقعية وربّما هي مدفوعة من جهات تهدف إلى عرقلة إقرار الموازنة العامة للبلد , وقبل تسليط الضوء على هذا الموضوع , أودّ أن أضع القارئ الكريم أمام أسعار النفط العالمية لهذا اليوم الخميس 5 / 2 / 2015 ومن أهم المواقع العالمية المهتّمة بأسعار النفط وهو موقع أويل برايس نت الشهير , فسعر برنت هو 54,160 دولارا للبرميل و سعر غرب تكساس هو 48,450 دولارا للبرميل , ومن المعلوم أنّ النفط العراقي المباع في الاسواق العالمية يقل حوالي عشرة دولارات عن سعر نفط برنت وأربع دولارات عن سعر نفط غرب تكساس , ولم يصل حتى هذه اللحظة إلى سعر 45 دولارا للبرميل , فكيف ومتى تخّطى سعر النفط العراقي المباع سعر نفط الموازنة البالغ 56 دولارا للبرميل ؟ ولمصلحة من هذا الخداع والتضليل للراي العام العراقي ؟ فحين يباع النفط العراقي بأكثر من 56 دولارا للبرميل في الاسواق العالمية , يحق لوزارة النفط والجهات السياسية التي اعتمدت سعر نفط الموازنة أن تتبّجح أمام الرأي العام , فسعر نفط العراق في الاسواق العالمية ليس كسعر نفط برنت من حيث الجودة , فكفاكم خداعا وتضليلا للراي العام واخجلوا من أنفسكم .
